ناصر اليعرُبي.. ماذا نعرف عن القائد العماني الذي هزم البرتغاليين في جزيرة العرب؟
Al Jazeera
كيف نزل البرتغاليون إلى سواحل عُمان؟ وكيف أدَّى هذا التحدي إلى البحث عن قائد يدافع عن الدين والتراب والعِرض؟ وكيف استطاع الإمام ناصر اليعربي أن يُحقِّق انتصارات مذهلة بتعاون أهل عُمان وتكاتفهم معه؟
في نهايات القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، كان الصراع بين مسلمي الأندلس ومسيحييهم الكاثوليك قد بلغ أشدّه وذروته بسقوط غرناطة وسَحْقِ المسلمين على يد الإسبان والبرتغاليين، بيد أن البرتغال والإسبان لم يقبلوا أن يظل الصراع منحصرا في شبه الجزيرة الأندلسية، إذ كانوا قد بدأوا في حط رحالهم في شمال أفريقيا وغربها واحتلال العديد من المدن الساحلية مثل سبتة وطنجة والقصر الكبير ومليلة وأصيلا وغيرها من مناطق أفريقيا الغربية. وحين استطاع العثمانيون في الشرق السيطرة على القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وأغلقوا الطريق الواصل بين التجارة من الصين ووسط آسيا إلى أوروبا، فضلا عن قوة المماليك واحتكارهم لتجارة الترانزيت في الشام ومصر والبحر الأحمر وشرق المتوسط، كل ذلك أدَّى بلا شك إلى أن يبحث الأوروبيون المُطِلّون على المحيط الأطلسي، الذين هم في الوقت نفسه في خصومة مع الإسلام والمسلمين، عن إعادة بناء الأساطيل البحرية وتعظيم قوتها وحجمها وخططها. وقد أدَّى البحث الدائم عن الطرق البديلة في التجارة للالتفاف حول العالم الإسلامي إلى اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في نهاية القرن الخامس عشر، الذي أدَّى إلى ثورة وتغيرات إقليمية ودولية عاصفة في العالم الإسلامي والأوروبي على السواء، حتى إن أحد المؤرخين الأوروبيين قد علَّق على أول رحلة بحرية برتغالية تصل إلى المحيط الهندي بقوله: "إن الغرض من حضور فاسكو دي جاما إلى بحر الهند هو أن يحارب الصليب الهلال في أقصى بقاع المعمورة، أو أن تحارب روما مكة في مكان يبعد بأكثر من ألف وخمسمئة فرسخ عن الميادين المألوفة لاقتتالهما" [1].More Related News