الشافعي وابن حنبل "تتلمذا" لأبي نواس وابن أبي ربيعة قُتل مجاهدا.. شعراء سجنهم التاريخ في مربع المجون
Al Jazeera
بمناسبة اليوم العالمي للشعر؛ تراجع “تراث” السير الذاتية لأشهر الشعراء العرب لتكشف الوجه الآخر لشخصياتهم، وتستعرض ملامح منها ظلت غائبة عن التناول والتداول رغم كسرها للصور النمطية السلبية الشائعة عنهم.
"حدثنا أبو نُوَاس الحسن بن هانئ (ت 198هـ/813م)، قال: حدثنا حماد بن سلمة (ت 167هـ/784م)، عن يزيد الرقاشي (ت 119هـ/738م)، عن أنس بن مالك (ت 93هـ/713م)، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يموتنَّ أحدُكم حتى يحسن ظنَّه بالله، فإن حسن الظن بالله ثَمَنُ الجنة»"!! أبو نواس؟! نعم إنه هو!! إنه الشاعر الذي اشتهر بالمجون! فقد تجاوز العلماء -في روايتهم عن أبي نواس- أحواله الشعرية المنفلتة إلى حمل ذخيرته من مرويات الحديث النبوي نفسه سالكين إياه في زمرة حمَلَتها، مهما كانت درجة تقييمهم لصحة هذه المرويات؛ فهذا الحافظ البغدادي (ت 463هـ/1072م) يترجم -في ‘تاريخ بغداد‘- للمحدِّث محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي (ت بعد 273هـ/886م)، قائلا إنه "رُوِي عنه عن أبي نواس الشاعر حديثان مُسْنَدان"!! وبالعودة إلى الحديث الذي رواه شاعرنا أبو نواس عن حسن الظن بالله؛ فإن هذه السطور تقدم بعضا من ذلك الإحسان الموثَّق تاريخيا كاشفة عن الجانب الآخر من حياة أهل الأدب والشعر الذين يراد تنميط شخصياتهم في حيز الخلاعة والانفلات، واحتجاز الحياة الاجتماعية الأدبية الإسلامية في باحات الحانات والانحرافات، بينما تؤكد النصوص -المروية في مصنَّفات أئمة الحديث المعتبَرين- أن ثمة مسارا آخر يتجه ناحية التوبة والطاعة والانضباط وسم حياة كثير من الشعراء.More Related News