الشاب والعجوز والجنرال المصري.. ما الذي تعنيه الحرب في تيغراي بالنسبة إلى سد النهضة؟
Al Jazeera
تعيش إثيوبيا أزمة سياسية وعسكرية طاحنة بسبب الحرب في تيغراي، وهنا يطرح السؤال: لماذا لم تُفض تلك الأزمة التي حاولت القاهرة استغلالها إلى تحسين الموقف المصري-السوداني من ملف سد النهضة؟
حين سُمح لقناة الجزيرة بدخول تيغراي، الإقليم الواقع شمالي إثيوبيا والمعزول عن العالم، حيث شبكات الاتصالات والإنترنت مقطوعة عن الجميع تحت وطأة الحرب بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والجيش الإثيوبي، لم تسجِّل كاميرات القناة سوى جثث متناثرة في الشوارع، ودموع سكان الإقليم أمام حُطام منازلهم، ونساء شاحبات الوجه يبكين بجوار جثث أطفالهن هنا وهناك وتبدو عليهن آثار المجاعة ووطأة الحروب. يقول أحد الناجين، في شهادته لمنظمة العفو الدولية، إن الجنود الإرتريين الذين يقاتلون في صفوف القوات الحكومية أطلقوا النار على أي شخص حاول نقل الجثث. وهي رواية تعضدها ما رصدته العدسات من جثث، وكذا رائحة الدماء التي أزكمت أنوف المراسلين ولوَّثت الهواء في المنطقة بشكل مخيف. من جهة أخرى، تكشف لنا صور الأقمار الصناعية جزءا آخر من القصة برصدها آثار القصف العشوائي الواسع لبيوت المدنيين في قلب مدينة "مِقلّى" أو "مكلّى" عاصمة الإقليم.(1) فبعد أشهر من القتال المحتدم بين قوات الجيش الإثيوبي وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فشلت مهمة إخضاع الإقليم الذي حكم قادته إثيوبيا ثلاثة عقود متواصلة، وفي تحول عسكري لافت، أعلنت الجبهة سيطرتها على مقلّى وملاحقتها القوات الإثيوبية التي انسحبت إلى خارج المدينة، مبررة انسحابها بإتاحة الفرصة لنجاح الموسم الزراعي المرتبط بهطول الأمطار. ورغم وقف القتال الفعلي فإن شبح صراع أوسع ينتظر تيغراي وما حولها، خاصة بعدما أعلن قادة الإقليم الشمالي اعتزامهم نقل الحرب قريبا إلى منطقة "أمهرا" وإلى دولة إريتريا المجاورة، إلا إذا تنحى آبي أحمد عن منصب رئاسة وزراء إثيوبيا. يتزامن ذلك مع تصاعد اضطرابات عرقية أخرى مماثلة في غرب البلاد، ومع تحرُّك دبلوماسي واسع تخوضه مصر والسودان ضد النظام الإثيوبي بسبب ممارساته فيما يتعلق بملف سد النهضة.More Related News