الأخلاق اللاأخلاقية.. لماذا يحظرنا فيسبوك؟!
Al Jazeera
حين يخبرك الموقع الأزرق أن حسابك عُرضة للحظر إذا تم انتهاك أحد معايير المجتمع. تقف حائرا سائلا: أي معايير؟! ما هذه الصوابية التي تحكم عوالمنا اليوم؟ وهل يعتمد خطابها أصلا على اعتبارات أخلاقية حقا؟
في بيانات مركز المساعدة الخاص بـ "فيسبوك"، يُخبرك الموقع الأزرق -دائما- أن حسابك عُرضة للحظر إذا ما انطبق عليه واحد من المحظورات العديدة؛ كاستخدام اسم زائف، أو التواصل مع الآخرين تواصلا مزعجا، أو إرسال عدد ضخم من طلبات الصداقة في وقت قصير، إلى آخر القائمة التي يمكن فهمها والتعامل على أساسها؛ حتى تجد أحد تلك المحاذير يقف أمامك بثلاث كلمات غامضة لا يمكنك فك شفرتها: انتهاك معايير المجتمع. أي معايير؟ ستسأل بالطبع، لذا يُجيبنا "فيسبوك" بأنه لا يسمح بالمحتوى الذي يحض على العري والإيحاءات الجنسية، أو الخطابات التي تُشجِّع على العنف، إلى هنا يبدو الكلام واضحا إلى حدٍّ ما، لكنك حين تنتقل إلى المعيار التالي ستجد "فيسبوك" يُحذِّرك من خطابات الكراهية أو الهجوم على شخص أو مجموعة بصورة ما[1]، ليفتح أمامك دائرة واسعة من التأويل: ما خطاب الكراهية؟ ما حدوده؟ وما معيارية تقييمه؟ حينها ستذكر عدد المرات التي وضعت فيها نجمة أو شرطة أو رمزا أو حرفا بالإنجليزية مكان الحرف العربي الأصلي لتُفلِت من رقابة فيسبوك ومعاييره الصارمة التي لا حدَّ لها، فكلمات على شاكلة "الشذوذ الجنسي"، "الإلحاد"، "التحوُّل الجنسي"، "الصهيونية"، وغيرها، كفيلة بحظرك فجأة من مجتمع فيسبوك بدعوى مخالفة المعايير، وفي حال تكرار المخالفة أكثر من مرة، ربما يطردك الموقع الأزرق من جنته إلى غير رجعة.More Related News