
أناقة العلماء.. أبو حنيفة يرتدي ثوبا بقيمة 5000 دولار ويُعرف برائحة عطره وتركة مالك تتضمن 500 زوج حذاء و100 عمامة
Al Jazeera
دوّن المؤرخون تراجمَ العلماء ومناقبهم وأذواقهم؛ فذكروا لنا ما كانوا يفضلونه من الألبسة والألوان والطِّيب، ونقلوا مذاهبهم في “الأناقة” واختياراتهم في شتى المقتنيات المادية بدقة ذكرهم لأقوالهم في الدين!
دوّن المؤرخون تراجمَ العلماء ومناقبَهم وأذواقهم؛ فذكروا لنا ما كان يفضله كبار الأئمة والفقهاء من الألبسة والألوان والمآكل والمشارب والأثاث والمراكب، ونقلوا مذاهب العلماء في "الأناقة" واختياراتهم في بيوت السكن الفارهة وشتى المقتنيات المادية، بالدقة نفسها التي ذكروا بها أقوالهم في الدين والفقه والآداب.
وفي الحقيقة؛ فإن ما جاء في آداب اللباس والتأنق والتمتع بعموم الطيبات في الإسلام عند هؤلاء الأئمة لم يخرج عن الروح العام للتشريع الإسلامي، الذي يرجّح أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن الممنوعات استثناء، وهذا ما يلخصه القول المأثور عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس (ت 68هـ/688م) الذي رواه ابن أبي شيبة (ت 235هـ/849م) في ‘المصنَّف‘: "كُلْ ما شئتَ والْبَسْ ما شئتَ ما أخطأتْك خصلتان: سَرَفٌ ومَخِيلَةٌ (= خيلاء)".
وهذا التوجه للأخذ بأسباب التزين والتأنق إنما يعكس عدة حقائق؛ في مقدمتها التوازن الكبير الذي أقامه الإسلام بين المادة والروح، والوقوف على أسباب الحياة والتعامل مع الأنصبة من سعة الرزق وضيقه بمنطق التحدث بالنعم وإظهارها، دون إسراف ولا مباهاة.
