قطر تدعو لانتقال سلمي للسلطة في أفغانستان
Al Raya
الدوحة- كابول- قنا ووكالات: أعلنت دولةُ قطر أنّها تتابع من كثب التطوّرات المُتسارعة للأوضاع في العاصمة الأفغانية كابول، ودعت إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانيّة. وأكّدت وزارةُ الخارجية، في بيان أمس، ضرورة العمل عاجلًا على انتقال سلمي للسلطة يُمهّد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانيّة وتحقق الأمن والاستقرار في …
أعلنت دولةُ قطر أنّها تتابع من كثب التطوّرات المُتسارعة للأوضاع في العاصمة الأفغانية كابول، ودعت إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانيّة. وأكّدت وزارةُ الخارجية، في بيان أمس، ضرورة العمل عاجلًا على انتقال سلمي للسلطة يُمهّد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانيّة وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد. وشدّد البيان على ضرورة ضمان سلامة المدنيين في كافة الأراضي الأفغانيّة. وجدّدت الوزارة التزامَ دولة قطر بمُواصلة العمل مع الأمم المُتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم في أفغانستان بما يُحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتطوّر. دخلت قوات حركة طالبان الأفغانيّة العاصمة كابول وسيطرت على القصر الرئاسي بعد مُغادرة الرئيس أشرف غني ونائبه البلاد أمس، وبذلك يسدل الستار على 20 عامًا من الأحداث السياسيّة الهامة بعد سقوط حكم طالبان عام 2001، وأعلن المُتحدّث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أن عناصر حركته بدأت بالسيطرة على العاصمة الأفغانية كابول، كما طالبت الحركة الحكومة الأفغانيّة بأن تسلمها السلطة، في وقت أكد فيه رئيس لجنة المُصالحة أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد. وأضافت الحركة في بيان: إن الشرطة والمسؤولين في كابول لاذوا بالفرار، ما يُمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام. وأعلنت طالبان عفوًا عامًا بعد وصول مسؤولي اللجنة العسكرية لطالبان إلى القصر الرئاسي في كابول. ونقلت رويترز عن مصدرين في طالبان قولهما: إنه لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان، وأن الحركة تسلمت السلطة بشكل كامل. وأكد المُتحدّث باسم حركة طالبان سهيل شاهين، على ضرورة تسليم العاصمة كابول والسلطة إلى إمارة أفغانستان الإسلاميّة، قائلًا: «سيكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المُستقبل». وطمأن شاهين المواطنين في أفغانستان، خاصة في العاصمة كابول بأن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة. بدوره، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي: «بعد مُغادرة أشرف غني والمسؤولين ومنعًا لحدوث فوضى تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميًا». وأضاف: إن اللجنة مكوّنة من عبدالله عبدالله وحامد كرزاي وقلب الدين حكمتيار. وكان رئيس لجنة المُصالحة عبدالله عبدالله قال: إن غني غادر البلاد وورطها وورط الشعب بهذه الحالة. وأضاف: إن الشعب سيحكم على (هذا) الرئيس السابق وسيحاسبه الله. وفي تصريح مُنفصل، قال مسؤول كبير بالخارجية الأفغانية: إن الرئيس غني غادر أفغانستان لكن لا يُعرف البلد الذي توجّه إليه. وكان مسؤول كبير بالداخلية الأفغانية قال في وقت سابق: إن غني غادر إلى طاجيكستان. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع بسم الله خان محمدي: إن غني «قيّد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن» وغادر البلاد. من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن بلاده ستدعم جهود المفاوضات بين الحكومة الأفغانيّة وطالبان في العاصمة القطرية. وأضاف في مُقابلة مع «إن بي سي» (NBC): إن لدى الولايات المُتحدة فريقًا بالدوحة يعمل مع الأمم المُتحدة وقطر ودول أخرى لدعم تلك الجهود، ومعرفة إمكانية التوصّل إلى تسوية سلميّة لنقل السلطة، مشيرًا إلى أن هذا سيجنّب الشعب الأفغاني إراقة المزيد من الدماء. من جهته، قال المُتحدّث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: إن طالبان لا تريد حالة حرب في العاصمة. وأضاف – في تغريدة عبر تويتر -: إن طالبان لن تمسّ الممتلكات والبنوك في كابول وستتخذ خطوات جادة لحمايتها، حسب تعبيره. كما نقلت رويترز عن قيادي من طالبان: إن الحركة أمرت المُقاتلين بالإحجام عن العنف في كابول، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطلبت من النساء التوجّه إلى أماكن آمنة. وقال مُتحدّث باسم طالبان لرويترز: «ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسنصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها». وأكد المُتحدّث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوقها ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل، على أن ترتدي الحجاب. وفي سياق تسارع التطوّرات الميدانيّة، قال قائد القوات الموالية للحكومة: إن مؤامرة أدّت لتسليم مدينة مزار الشريف مركز ولاية بلخ إلى قوات طالبان، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكوميّة ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين هذه الولاية وأوزبكستان. وجاء ذلك بعد معارك مُحتدمة وحصار للمدينة التي تعدّ كبرى مدن الشمال، وتقع بالقرب من 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.More Related News