وزير الخارجية: قطر لديها قيادة ورؤية لتكون شريك سلام وأمن موثوق به في المنطقة
Al Sharq
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن لدى دولة قطر قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتكون شريك سلام وأمن موثوق به في المنطقة
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن لدى دولة قطر قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتكون شريك سلام وأمن موثوق به في المنطقة والعالم، قائلا "لقد كنا دولة ميسرة ودولة وسيط بين مختلف الأطراف المتصارعة، وأثبتنا نجاحنا لعقود في هذا المجال..إنه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لقطر في هذا المجال وهي مواصلة السير في هذا الطريق". جاء ذلك خلال مشاركة سعادته في جلسة بعنوان "غرب آسيا وشمال إفريقيا.. مسارات نحو الاستقرار والازدهار" التي نظمها منتدى الدوحة خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2021. وحول التطورات الأخيرة في قطاع غزة وطلب الحكومة الإسرائيلية من الولايات المتحدة مليار دولار ومساعدات عسكرية لترميم القبة الحديدية، أعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن اعتقاده بأن "ما أدى إلى الوضع الذي حدث في غزة لا يتعلق بترميم القبة الحديدية، أو مدى قوة أو صمود الإسرائيليين، ولكن في الحقيقة بسلوك الإسرائيليين في القدس مؤخرا وبشكل رئيسي إخلاء حي الشيخ جراح من السكان ثم الاستفزاز الذي حدث للأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى المسجد الأقصى، ومعظمهم من المسلمين والمسيحيين". واعتبر سعادته أن "كل هذه السلوكيات أثارت غضب الناس هناك في الضفة الغربية وغزة، وأدت بنا إلى هذه الجولة الأخيرة من العنف التي شهدنا فيها للأسف مقتل الأطفال والأبرياء والمدنيين وتدمير قطاع غزة جراء الغارات الأخيرة"، مضيفا "أعتقد أننا بحاجة إلى التركيز على بناء السلام بدلا من التركيز فقط على صمود جانب أو آخر في الصراع". وردا على سؤال حول الدول التالية بمجلس التعاون الخليجي التي ستنضم إلى اتفاقية "إبراهام" بجانب الإمارات والبحرين أم أن مثل هذا القرار سابق لأوانه، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "لا يمكننا الحكم على ما إذا كان القرار سابقا لأوانه أو ناضجا بدرجة كافية.. إذ نرى من وجهة نظرنا في قطر، والتي يمكنني التعليق عليها، أن السبب الرئيسي لعدم وجود علاقة بيننا وبين إسرائيل هو احتلال الأراضي الفلسطينية، وأنه لا توجد أي خطوة أو أي أمل نحو السلام حتى الآن، كما أننا لم نر أي ضوء في نهاية النفق"، لافتا إلى أنه "بالعودة إلى تسعينيات القرن الماضي، وبعد مفاوضات مدريد وأوسلو، كان هناك بعض الأمل في أن نتمكن من تحقيق السلام، وقد اتخذت قطر الخطوة الأولى في ذلك الوقت وفتحت بعثات تجارية للتبادل بين قطر وإسرائيل وكانت لديها علاقة حتى عام 2008 عندما وقعت الحرب في غزة، غير أننا قررنا بعد ذلك إغلاق المكاتب لأننا نعتقد أن ما قمنا به لم يساهم بأي شيء في السلام". وأوضح سعادته "الآن نرى أن هناك مبادئ يوجد إجماع عليها، إحداها مبادرة السلام العربية ومبادئ الرباعية، ونعتقد أنه إذا كان هناك استعدادا من الجانب الإسرائيلي، وهو ما لم يظهره خلال العقود الماضية، فإن ذلك سوف يشكل نقطة انطلاق جيدة وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومن ثم يمكن لجميع العرب المضي قدما ومن ثم وإقامة علاقة مع إسرائيل"، مضيفا "لذا فإن الأمر لا يتعلق بالفعل بأن تقوم دولة ما بمفردها بإقامة علاقة مع إسرائيل لأن ذلكم لا يشكل حل للنزاع بأكمله، ولكن أعتقد أنه يجب علينا معالجة الصراع أولا على الأقل بالنسبة لنا من وجهة نظرنا في قطر ، ثم نتخذ بعد ذلك الخطوة لتحقيق السلام مع الإسرائيليين". وعما إذا كان سعادته يشعر بالقلق من أن نفتالي بينيت قد لا يكون الشخص الأفضل لصنع السلام، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "لا يمكننا التعليق على شيء غير معروف حتى الآن.. هناك ائتلاف سمعنا عنه سيقوم بتشكيل الحكومة الجديدة، لكنه لم يؤدي القسم بعد ولا أحد يعرف ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة وما إذا كانت هناك تغييرات في الأحوال هناك"، لافتا سعادته إلى أن "ما نريده هو أن نرى حكومة لديها رؤية للدولة الفلسطينية، ولديها رؤية تتخذ بعض الخطوات الجادة نحو السلام وتتوقف عن أي عمل يستفز الفلسطينيين خاصة فيما يتعلق بالقدس، وهو أمر حساس للغاية للجميع، بالنسبة للمسلمين وللمسيحيين والجميع". كما أعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن اعتقاده بأن "أي سلوك يتحدث عن مستوطنات جديدة، أو ما يسمونه أنشطة مجتمعات المستوطنين، والتي أدت إلى إخلاء الشيخ جراح، لن يساعد في حل القضية وسيؤدي إلى نتائج عكسية ويبقينا في هذه الدائرة، يوم عنف، يوم وقف إطلاق النار وما إلى ذلك"، مضيفا "أعتقد أننا بحاجة إلى حكومة تقود عملية نحو تحقيق السلام من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". ورؤيته لدور قطر لتحقيق السلام وحل الدولتين، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أنه لطالما كانت قطر شريكا موثوقا به من أجل السلام والأمن في المنطقة، وقامت بالتيسير والتوسط بين مختلف الأطراف المتصارعة. وبين سعادته أنه "فيما يتعلق بإيران والولايات المتحدة، من مصلحتنا ليس فقط في قطر، بل في دول مجلس التعاون الخليجي أن يكون هناك اتفاق بينهما، أن يكون هناك اتفاق يوقف أيضا السباق النووي الذي يحدث في منطقتنا، كما من مصلحتنا عدم رؤية أو حدوث أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، فالولايات المتحدة حليف استراتيجي لقطر ونريد الحفاظ على هذا التحالف الاستراتيجي معها، مثلما تعتبر إيران جارتنا ونريد أن نرى الاستقرار هناك". وأوضح سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه "إذا طلب كلا الطرفين من قطر أن تشارك في تسهيل الأمور، فسنفعل ذلك بالتأكيد.. ففي الوقت الحالي نحن فقط نقوم بإيصال رسالة لكلا الطرفين ليكونا أكثر إيجابية في التعامل مع بعضهما البعض والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن". وحول تصنيف الولايات المتحدة لعدد من الحركات في المنطقة كمنظمات إرهابية، وما اذا كان استعداد قطر لتسهيل المفاوضات بين هذه الأطراف يضعها في خلاف مع الولايات المتحدة، قال سعادته "نحن نحترم تصنيف كل دولة للأمر، والذي قد ينطبق أحيانا مع لوائحنا وأحيانا قد لا ينطبق، فعلى سبيل المثال كان أحد الأطراف المصنفة (طالبان)، لكن في نهاية المطاف احتاجت الولايات المتحدة للتحدث معها لإنهاء هذا الصراع.. ونرى أنه من الأفضل للولايات المتحدة أن يكون لها صديق للتحدث مع خصومها وأعدائها بدلا من التحدث إلى خصومهم من خلال أعداء آخرين"، متابعا قوله "لذلك أعتقد أن هذا قد ثبت أنه مفيد للجميع.. فالاتصال والحفاظ على هذه القناة المفتوحة مع الأطراف المختلفة هو لصالح الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو ما تهدف إليه قطر.. فوجود اتصال أو علاقة لا يعني دعم أو حتى الإيمان بنفس المبادئ والأيديولوجيات، لذلك هناك تمييز واضح بين هذين العنصرين.. فالاتصال هو فقط للمساعدة في تعزيز السلام والاستقرار لأننا نؤمن في قطر بأنه لا يوجد صراع سينتهي عسكريا وأن جميع النزاعات ستنتهي دبلوماسيا". وبخصوص الجدل المثار حول قطر خلال السنوات الماضية بسبب الحصار والاتهامات التي وجهت لها بدعمها لحركة /حماس/ وعناصر متطرفة في غزة وتمويل عناصر إرهابية، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "للأسف هذا جزء من حملة التضليل التي تتعرض لها قطر، فمساعداتنا وأموالنا تذهب مباشرة إلى الناس، وهناك نطبق آليات صارمة للغاية يعرفها الجميع بما في ذلك الإسرائيليون والولايات المتحدة، كما نحن نلتزم بجميع القواعد الدولية وبنظام العقوبات الأمريكية لأننا مرتبطين بالدولار في نهاية الأمر، ونظامنا المصرفي يعمل بشفافية ووفقا لممارسات الحوكمة الرشيدة.. وعلاقتنا مع حركتي /حماس/ أو /طالبان/ لا تعني أننا نمولهما أو ندعمهما". وبين سعادة أوضح "إننا نهدف بهذه العلاقة إلى إقامة اتصال وفتح قناة معهم.. نحن نساعد الناس كما يحدث، على سبيل المثال في غزة الآن هناك للأسف الكثير من المعلومات الخاطئة التي ينشرها الإسرائيليون، بينما يعرفون جيدا مدى صرامة تحكم قطر في هذه العملية وأين تذهب الأموال التي تساهم بها قطر وتتبرع بها للشعب وقطاع غزة، فمنذ عام 2012 ساهمت قطر بمبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي لإعادة إعمار غزة، وقامت ببناء 42000 وحدة سكنية هناك وبنت الطرق والمستشفيات والمدارس وهي تساهم في رعاية وصيانة تلك المرافق". وعما إذا كانت أي من هذه الأموال وجدت طريقها إلى جيوب الفلسطينيين، أبان سعادته "بالطبع، إنها عملية محكمة للغاية يتم من خلالها إدارة جميع المواد وإعداد جميع العقود من خلال لجنة إعادة الإعمار لدينا.. موظفونا هناك على الأرض وهم يعملون بأنفسهم الآن، ففي السنوات الثلاث الماضية، إذا أخذنا تلك الفترة كمثال، كانت غزة تحصل على الكهرباء لمدة ساعتين فقط في اليوم في البداية، وعندما تدخلت قطر، قامت بزيادة هذه الفترة إلى 16 ساعة". كما تسائل سعادته "من أين نحصل على الوقود؟"، ليبين أنه "يتم الحصول عليه من الجانب الإسرائيلي وارساله إلى شركة الكهرباء التابعة للسلطة الفلسطينية التي تولد الكهرباء لأهالي غزة، ويمثل هذا الدعم 50 من الأموال التي تتبرع بها قطر شهريا لغزة، أما الـ 50 الباقية فتذهب إلى 230 ألف أسرة فقيرة في غزة، تحصل كل أسرة منها على 100 دولار أمريكي". وقال سعادته "لدي هنا سؤال كبير عنها: هل ستمول هذه المائة دولار أمريكي /حماس/ أم ستبني لها نظام أسلحتها أو أي شيء مما يدعيه الإسرائيليون؟ "، موضحا أن "جزء آخر من الأموال يذهب إلى تمويل أعمال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ونحن نعمل باتساق تام مع الأمم المتحدة، ولدينا آلية تنسيق واضحة المعالم مع شركائنا الدوليين"، ومضيفا "لقد ظللنا لمدة ثلاث سنوات ندعو جميع الشركاء الدوليين إلى المشاركة، ولم يكن هناك أحد باستثناء قطر وبعض البلدان القليلة، فغزة بحاجة إلى الكثير لاسيما أنها، كما تعلمون، ظلت لمدة 14 عاما سجنا مفتوحا لـ 2.1 مليون شخص يرزحون تحت الحصار ولا يمكنهم التحرك".More Related News