وزير الثقافة: القيم تحقق الخير للمجتمع وتحفز قدراته الإبداعية
Al Sharq
نظم متحف قطر الأولمبي والرياضي ، التابع لمتاحف قطر، أمس، ملتقى القيم الرياضية الأول، تحت شعار بين الماضي والمستقبل، لمناقشة القيم والأخلاق في المجال الرياضي، وذلك
نظم متحف قطر الأولمبي والرياضي ، التابع لمتاحف قطر، أمس، ملتقى القيم الرياضية الأول، تحت شعار "بين الماضي والمستقبل"، لمناقشة القيم والأخلاق في المجال الرياضي، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الرائدة في هذا المجال. وشهد الملتقى، الذي سيقام بشكل سنوي، تسليط الضوء على مجموعة من القضايا والموضوعات المتعلقة بقيم التميز والاحترام، والصداقة الرياضية والأولمبية على مر التاريخ مركزا على الهوية العربية والإسلامية. كما ركز الملتقى على عدة محاور رئيسية تمثلت في "الرياضة والشباب وبناء المجتمع"، و"تعزيز الثقافة القطرية من خلال كأس العالم 2022"، و"العلاقة التكاملية بين الرياضة والإعاقة"، و"القيم الأولمبية"، إلى جانب ذلك شهد الملتقى معرضا افتراضيا، ومنافسات رياضية إلكترونية، بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة في المجال الرياضي والصحي، منها جامعة قطر، وأكاديمية أسباير، واللجنة الأولمبية القطرية، ووزارة الثقافة والرياضة، والأكاديمية الأولمبية. ومن جانبه، قال سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، في كلمة وجهها للملتقى، إن الرياضة تعد مجالا حيويا في قطر، فهي تعبر عن إدراكه بمزاياها في بناء وعي الإنسان ليكون مؤهلا للعمل البناء، وإيمانه بقدرتها على تمتين الترابط المجتمعي بين جميع فئاته وتحقيق المناعة النفسية والذهنية لكل فرد. لافتا إلى أن "الرياضة في قطر ليست مجرد نشاط يحفظ الجسم والعقل فقط، بل للرياضة أبعاد اجتماعية وثقافية كثيرة وخاصة حين تتعلق بالشباب، وأنها جزء فاعل في مجتمع يسعى على الدوام نحو تطوير نمط عيشه بفضل تعزيز السلوك الحضاري الذي يبنى على القيم. وتابع: إن تعزيز القيم هو هدف رفيع من أهداف رسالة الرياضة في المجتمع، فالقيم تنهض على تصورات حاكمة، أساسها الكرامة البشرية بمحوريها الحرية والعدالة، وهذه التصورات هي التي تعطي المعنى العميق للقيم والأخلاق. مؤكدا أن شبابنا يمارس الرياضة ويسعى إلى إدراك اتساع مجال الأخلاق في العالم المعاصر، "فأخلاق التواصل الإلكتروني وأخلاق الحرية والنقد، وآداب التعبير ومسؤولية الكلمة، وأمانة الوظيفة، وآداب المرور، كلها جزء من المجال الأخلاقي والقيمي، وممارسات يتعلمها الشاب عند انتسابه إلى الأندية الرياضية". وقال "إننا، ونحن نتناول القيم الرياضية بين الماضي والحاضر، نؤمن بأن القيم تحقق ما فيه خير المجتمع ما دامت تنبع من تصورات صائبة ومحفزة لقدراته الإبداعية". بنية ثقافية وبدوره، أوضح السيد أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، في افتتاح الملتقى، إن متحف قطر الأولمبي والرياضي يشكل مثالا حيا لدور متاحف قطر في تطوير واستدامة وتعزيز بنية تحتية ثقافية في قطر، قائلا: "سيأخذكم متحف قطر الأولمبي والرياضي في رحلة عبر تاريخ الرياضة منذ نشأتها وحتى العصر الحديث، حيث تستعد قطر للترحيب بالزوار من مختلف أنحاء العالم خلال استضافتها لكأس العالم 2022، وسوف يشكل المتحف مثالا حيا عن دور متاحف قطر في تطوير واستدامة وتعزيز بنية تحتية ثقافية في قطر، مما يجعل قطر مركزا حيويا للفنون والثقافة والتعليم في الشرق الأوسط والعالم". لافتا إلى أن المتحف سيثبت للعالم الارتباط الوثيق بين قطر وعالم الرياضة، وسيضم مساحات عرض تفاعلية ومقتنيات ملهمة ومناطق نشاط فريدة تحفز روح المشاركة. وحول ملتقى القيم الرياضية في نسخته الأولى، أوضح النملة أن الملتقى يسلط الضوء على الموضوعات المتعلقة بالرياضة والقيم الأولمبية المتمثلة في التميز والاحترام والصداقة عبر التاريخ مع التركيز بشكل خاص على الهوية العربية والإسلامية، موضحا أن متحف قطر الأولمبي والرياضي يهدف من خلال الملتقى إلى تعزيز ثقافة الأخلاقيات الرياضية بين أفراد المجتمع، وتعريفهم بأهم اللحظات الرياضية الدولية عبر التاريخ، ونشر المعرفة حول القيم الأولمبية والرياضية، متأملا أن يخرج الملتقى بالأفكار وأفضل الممارسات، وطرح أفكار جديدة، وإثارة محادثات ثقافية نقدية. عمل جاد وتحدث السيد عبدالله يوسف الملا، مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي، عن أهمية الملتقى وأهمية المتحف. وقال إن المتحف يعد إضافة لمتاحف قطر ولبنة من اللبنات التي وضعتها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، استكمالا لرسالة متاحف قطر، موضحا أن الملتقى، هو المنتدى الافتراضي الأول ويهدف إلى تحقيق أهدافه المنشودة لنشر القيم الرياضية بين الماضي والمستقبل، باعتباره منبرا وطنيا يوفر للجميع قاعدة مشتركة للعمل الجماعي الجاد. وأشار الملا إلى أن متحف قطر الأولمبي والرياضي يجمع بين الإرث الأولمبي والرياضي، حيث يقع المتحف ضمن أسباير زون، في القسم الشرقي من استاد خليفة الدولي، وبمساحة تقارب (20) ألف متر مربع، ويتألف مبنى المتحف من قسمين، مبنى الدخول وهو بناء اسطواني مستقل عن استاد، ومبنى المتحف الأساسي وهو جزء مدمج ضمن الجناح الشرقي من استاد خليفة الدولي، ويربط بينهما بناء على شكل جسر معلق، موضحا أن المبنى الدائري يتكون من خمسة طوابق، أما المتحف الأساسي الجزء المتضمن ضمن استاذ خليفة، تبلغ مساحته ما يقارب (15) ألف متر مربع، فيما حين تبلغ مساحة الجزء الدائري (4.500) متر مربع.وصف المتحف أوضح السيد عبدالله الملا أن المتحف الأساسي يتكون من طابقين، تضم صالات المعارض الدائمة، وصالة المعارض المؤقتة إلى جانب الاستقبال والتسجيل، وقاعة للمؤتمرات تسع لـ(300) شخص، إلى جانب قاعتين للمحاضرات، ومكتبة رياضية متخصصة. وقال: "لدى المتحف سبع قاعات، القاعة الأولى تم تأسيسها لتهيئة الزوار معنويا من خلال الألعاب الرياضية، أما القاعة الثانية فتتحدث عن التاريخ العالمي للرياضة ودور الرياضة في المساهمة في تطور الحضارة الإنسانية، أما القاعة الثالثة فتأخذ الزوار من الألعاب الأولمبية القديمة إلى ولادة الألعاب الأولمبية الحديثة، إذ تسلط الضوء على مشاركة دول الشرق الأوسط ومشاركة قطر في الأولمبياد والحركة الأولمبية، فيما تحتفل القاعة الرابعة بالأبطال الرياضيين القدماء والعالميين من مختلف أنحاء العالم ومن كافة أنواع الرياضات، بينما صممت القاعة الخامسة بشكل نظام حاويات النقل المعلقة من السقف والمرفوعة عن الأرض كاستعارة وصفية عن استقبال الفعالية الرياضية ضمن الدول، وتركز هذه القاعة على كافة المظاهر ومكونات الفعاليات الرياضية، في حين تسلط القاعة السادسة الضوء على تاريخ نشأة الرياضة في قطر بدءا من الألعاب التقليدية الموجودة أصلا في الموروث الثقافي المحلي كسباقات الخيول والجمال والصيد بكل أنواعه والمنافسات التقليدية، والرياضات المرتبطة بالنشاط البحري المرتبط بالتجارة، ثم مرحلة تشكل الرياضة وانتقال الرياضات الحديثة إلى قطر في بدايات القرن الماضي، وكيف تشكلت الهيئات الرياضية في قطر، وختاما القاعة السابعة وهي قاعة خصصت للأنشطة ومزاولة بعض الرياضات حيث وضعنا (18) جهاز تدريبي رياضي يستطيع من خلاله الفرد اكتشاف قدراته ومواهبه الرياضية". وقال الملا إن المتحف يمتلك أكثر من (16) ألف قطعة، إضافة إلى (3) آلاف قطعة تم استعارتها من متاحف البيئات الأخرى، إلى جانب القيام بالعديد من الاتفاقيات مع مختلف المؤسسات والجهات المعنية بالرياضات في العالم لتبادل المقتنيات والقطع الرياضية.أرشيف وطني وتطرق الملا خلال حديثه إلى مكتبة متحف قطر الأولمبي والرياضي قائلا: "تهدف المكتبة لأن تكون مركزا متميزا لإنتاج ونشر الثقافة الرياضية وملتقى للحوار والتفاهم بين مختلف الشعوب والحضارات من خلال المحتوى الثقافي الذي بدوره يسلط الضوء على الثقافة الرياضية وأهميتها وتطورها في قطر وفي جميع أنحاء العالم، ورسالتها ستكون تعزيزا لرسالة متحف قطر الأولمبي والرياضي المتمثلة في تشجيع القيم الإيجابية للرياضة ولتفعيل الدور الأسمى لما تقوم به تجاه رفع المستوى الثقافي للرياضة العالمية"، موضحة أنها تعد أول مكتبة متخصصة بالرياضة في المنطقة، وتحتوي على (8) آلاف كتاب بين التاريخ الرياضي والصحة والقانون الرياضي والعديد من المواضيع المتعلقة بالرياضة، إلى جانب وجود قواعد بيانات عالمية ذات صلة بالرياضة، لافتا إلى أن المكتبة ستضم أيضا أرشيفا وطنيا رياضيا ضخما سيكون بمثابة مرجع للأجيال القادمة.More Related News