وزيرة الصناعة الإسبانية: زيارة سمو الأمير انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية
Al Arab
أكدت سعادة السيدة رييس ماروتو وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، أن بلادها تولي أهمية كبيرة للزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ
أكدت سعادة السيدة رييس ماروتو وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، أن بلادها تولي أهمية كبيرة للزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى إسبانيا، وقالت: إن زيارة سموه ستمثل انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة. ووصفت سعادة السيدة ماروتو، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ في مدريد، العلاقات الإسبانية - القطرية بالممتازة، وبأنها ثمرة للثقة المتبادلة بين البلدين، اللذين استطاعا تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لتصبح إسبانيا في عام 2021 سادس مورد لدولة قطر، فيما تُعَد دولة قطر رابع مصدر لإسبانيا. وأضافت أن رؤية قطر الوطنية 2030، وخطة الانتعاش الإسبانية التي تم إقرارها مؤخرًا، تلتقيان في العديد من العناصر، الأمر الذي من شأنه تطوير مسار التعاون، "فإسبانيا -على سبيل المثال- تركّز في خطتها للانتعاش الاقتصادي على مجالات مهمة، مثل التحول الأخضر والتحول الرقمي، وهذه المجالات أيضًا تتصدر أولويات رؤية قطر الوطنية 2030، ما يفتح آفاقًا أرحب لعلاقات البلدين". وبشأن مستقبل التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال بين البلدين، أكدت سعادتها أن دولة قطر تُعَد شريكًا استراتيجيًّا دائمًا لإسبانيا. وقالت إنه في ظل التوتر العالمي بشأن قضايا الطاقة، فإن التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف سيعود بالفائدة على البلدين. كما شددت على أن بلادها تتمتع بمناخ تجاري جيد للغاية، وتوفر الأمن القانوني والطاقات البشرية والمشاريع المتطورة التي تجذب المستثمرين، الأمر الذي جعل دولة قطر أكبر مستثمر عربي في إسبانيا، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات القطرية 21 مليار يورو، لافتة إلى أن بلادها تعمل حاليًا لاعتماد خطة الانتعاش بقيمة 140 مليار يورو، "وهذا هو الوقت المناسب لمواصلة التعاون الثنائي بين البلدين"، داعية الشركات القطرية إلى المساهمة في المشروعات التي ستطرح من خلال الخطة الجديدة. وكانت إسبانيا قد كشفت عن خطة انتعاش اقتصادي تهدف لتوفير أكثر من 800 ألف فرصة عمل جديدة، بفضل أموال وفرتها خطة الإنعاش الأوروبية، حيث قدمت بروكسل 140 مليار يورو إلى مدريد لإنعاش اقتصادها، الذي تلقى ضربة قاسية جراء جائحة كورونا /كوفيد - 19/. وتهدف إسبانيا، التي تعد ثاني أكبر مستفيد من الأموال الأوروبية بعد إيطاليا، من خلال خطة التعافي المعروفة باسم "بيرتي" (PERTE)، إلى دعم القطاعات الأكثر تضررًا من الجائحة، خاصة قطاع السياحة الذي تمثل عائداته حوالي 15 % من الناتج المحلى الإجمالي للبلاد. واستعرضت سعادة وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، في حوارها مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، المزايا التي توفرها الحكومة لتحسين المناخ التجاري والاقتصادي في البلاد، ومن بينها مشاريع استراتيجية تقدم فرصًا للصناديق السيادية للاستثمار في مجال النقل المستدام، وفي الاقتصاد الدائري وفي مجال الطيران والفضاء.. مشيرة إلى أن هذه المشاريع ستؤدي إلى جذب الاستثمارات، وسترفع مستوى التزام الشركات العالمية والصناديق السيادية مع إسبانيا. كما أشارت إلى أن من بين هذه المشاريع الاستراتيجية إعلان شركة "فولكس فاغن" عن مشروع مصنع ضخم بمساهمة 62 شركة لتصنيع البطاريات، باستثمار يُقَّدر بـ 7 مليارات يورو، ما يدلل على الفرص التي تقدمها إسبانيا للمستثمرين في العالم. ولفتت إلى دراسة أجراها المعهد الإسباني للإحصائيات أظهرت أن 93 بالمائة من الشركات التي تستثمر في إسبانيا تريد مواصلة عملها في البلاد، على الرغم من الظروف الصحية والإقليمية التي عصفت بالعالم خلال الفترة الأخيرة. كما تحدثت سعادتها عن حجم التبادل التجاري بين قطر وإسبانيا، قائلة إنه كبير للغاية، وقد تأثر خلال العامين الماضيين بجائحة كورونا، لكنه بدأ يعود إلى مستواه، ويشهد تعافيًا مع انحسار الوباء خلال العام الجاري.. مشيرة في السياق نفسه، إلى أن جائحة كورونا أثرت سلبيًّا كذلك على نشاط مجلس الأعمال القطري - الإسباني. وأضافت: ننتظر تنشيط دور المجلس بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وستكون خطة الانتعاش الإسبانية ورؤية قطر 2030 بمثابة إطار لتعزيز الاستثمارات في البلدين، وتنشيط دور المجلس. كما لفتت سعادتها إلى وجود العديد من الشركات الإسبانية في السوق القطري، تعمل في مختلف المجالات، مثل البنية التحتية والنقل والطاقة، بالإضافة إلى القطاع المالي، فضلًا عن وجود اهتمام من الجانب الإسباني لتعزيز حضور تلك الشركات، خاصة أنها تعمل في مشاريع رائدة. وأكدت الوزيرة الإسبانية أن التعاون بين البلدين في العديد من القطاعات جعل علاقاتهما متعددة الأبعاد، خاصة في ظل الزيارات المتبادلة بين الجانبين بشكل دوري، والتواصل الدائم بين المؤسسات الإسبانية كافة مع نظيراتها في دولة قطر، بالإضافة إلى جهود البلدين في مجال إرساء السلام في العالم. وقالت: إن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا أثرتا على جداول الفضاءات المتعددة الأطراف، وبالتالي فإن الشراكات الاستراتيجية بين الدول الأوروبية مع دول الخليج ودول إفريقيا وآسيا وأمريكا سوف تتيح للجميع الحفاظ على التعافي الاقتصادي، وتحديد أولوياته "وبالنسبة لقطر وإسبانيا هذا يعتبر من بين الأولويات"، مؤكدة أن البلدين يستطيعان القيام بدور مهم في تحديد جداول أعمال مشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل. وبشأن /كأس العالم FIFA قطر 2022/، اعتبرت وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية أن هذه التظاهرة الرياضية العالمية فرصة كبيرة للتعاون بين البلدين.. وقالت: "مونديال قطر يمثل فرصة للبحث عن أوجه للتعاون بين بلدينا، وأنا على يقين بأن البطولة ستحقق نجاحًا باهرًا، وأتمنى أن تقوم /الليغا/ الإسبانية والشركات الإسبانية التي تهتم بالرياضة بالمساهمة في إنجاح هذه البطولة، خاصة أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر متابعة في العالم".. مشيرة إلى أن وزارتها ستعمل مع الجهات المعنية في دولة قطر لتسهيل عملية نقل المشجعين الإسبان لحضور /كأس العالم FIFA قطر 2022/. واعتبرت سعادتها أن /كأس العالم FIFA قطر 2022/ "ستمثل نقلة نوعية لدولة قطر على صعيد تنظيم المزيد من البطولات الرياضية العالمية"، مضيفة أن أمام دولة قطر فرصة كبيرة لاستثمار هذا الحدث الرياضي للتعريف بثقافتها وتراثها وعاداتها وتقاليدها المختلفة، وإمكانياتها الكبيرة في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، وبالتطور الذي شهدته في مختلف المجالات، وليس فقط في مجال الرياضة. وقالت: "سأعمل بصفتي وزيرة للسياحة على حضور المشجعين الإسبان بشكل كبير من أجل متابعة مباريات المنتخب الإسباني في البطولة، والاستمتاع بالأجواء التي ستوفرها دولة قطر خلال المونديال، كما أن الجماهير الإسبانية لن تقتصر على متابعة مباريات المنتخب الإسباني فحسب بل كل المباريات الكبيرة التي ستُجرى خلال البطولة".. معربة عن ثقتها في تعاون جميع الجهات في قطر من أجل إنجاح عملية نقل المشجعين الإسبان. كما شددت سعادة وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، في ختام حوارها مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، على تقدير بلادها للجهود التي قامت بها دولة قطر لمساعدة إسبانيا والدول الأخرى في إجلاء رعاياها من أفغانستان.. مؤكدة أن مدريد تثمّن الدور الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية والنجاحات التي حققتها من خلال الوساطة لفض النزاعات في العالم بشكل عام.