
هيمنة تركية ناعمة.. كيف تتحدى أنقرة قبضة الكرملين القوية في آسيا الوسطى؟
Al Jazeera
بعد مُضي ثلاثة عقود على سقوط الجدار الحديدي للإمبراطورية السوفيتية، تمكَّن الأتراك أخيرا من إيجاد موطئ قدم لهم باعتبارهم لاعبا صاعدا في جمهوريات آسيا الوسطى، حيث أخذت أنقرة تشق طريقها بهدوء.
في حي "لالالي" السياحي القديم بإسطنبول، تجذب آلاف الوجوه ذات الملامح المميزة التي تمزج بين التركي والآسيوي انتباه المارّة، لكن ما يشد الانتباه أكثر هي تحرُّكاتهم الروتينية المحفوظة في شوارع الحي المرصوفة بالحجارة الملونة؛ فغالبا ما يكون هؤلاء الأجانب تجارا يُكدِّسون البضائع التركية الرخيصة في صناديق، استعدادا لتحميلها على متن طائرات الشحن الرخيصة، أو ربما يختار بعضهم نقل بضائعه عبر الحافلات المارّة خلال الطرق الوعرة، من أجل توفير بعض المال. في الحقيقة، تمتلك تركيا الكثير من المنتجات ليحملها هؤلاء التجار إلى أقاربهم في دول آسيا الوسطى في تركمانستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان، بما في ذلك الملابس الرخيصة، والحقائب الجلدية، وسلع صناعية أخرى ينتظرها المُتسوِّقون بشغف، لكن الروابط التي تجمع أنقرة مع هذه البلدان تتجاوز تلك العمليات التجارية البسيطة بكثير، فمن الاستثمارات التجارية العملاقة ومشروعات الطاقة الضخمة إلى الجامعات والمدارس الدينية والمؤسسات الثقافية والخدمية، أضحت مظاهر القوة الناعمة التركية بارزة في الدول التركية عِرقيا في آسيا الوسطى، مع رغبة الأتراك في توسيع بصمتهم الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية في هذه البلدان، مستفيدين من الجذور العِرقية والثقافية المشتركة، والعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطهم مع شعوب المنطقة.More Related News
