منتدى الخليج الدولي: الدوحة تمتلك شبكة واسعة من المشاريع الناجحة في القارة السمراء
Al Sharq
شهدت العلاقات الاقتصادية القطرية الأفريقية نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، وشهدت دفعاً كبيراً بفعل الزيارات الرسمية المتبادلة بين قطر والدول الأفريقية، وآخرها
شهدت العلاقات الاقتصادية القطرية الأفريقية نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، وشهدت دفعاً كبيراً بفعل الزيارات الرسمية المتبادلة بين قطر والدول الأفريقية، وآخرها زيارة الرئيس تيودورو أوبيانغ انغويما امباسوغو رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، الذي وصل الدوحة أمس، في زيارة رسمية للبلاد من أجل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة. وتهتم الدوحة بالقارة الأفريقية لإنشاء أو إدارة مشاريع اقتصادية كجزء من سياسة التنويع الاقتصادي وتعزيز التجارة الخارجية وصياغة العلاقات الخارجية والاقتصادية والدبلوماسية. ويرتكز التعاون بين قطر والقارة الأفريقية على الاقتصاد والأمن وحل النزاعات بين الأطراف المختلفة في أفريقيا، وتلعب الدوحة دوراً مؤثراً في المشهد السياسي والاقتصادي.تعزيز العلاقات وقال تقرير نشره منتدى الخليج الدولي إن أفريقيا أصبحت محط اهتمام القوى الدولية، حيث بدأت بلدان مثل روسيا وتركيا والصين، وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا، في إنشاء قواعد بحرية على طول سواحل جيبوتي والصومال وإريتريا والسودان لكسب موطئ قدم في هذه المنطقة الإستراتيجية. وتابع التقرير: قطر واحدة من البلدان الخليجية المهتمة بالاستثمار في القارة السمراء، حيث إنه في عالم يمثل فيه النقل البحري حوالي 90 في المائة من التجارة الدولية، وكان أبرز مظاهر مصالح الخليج في شرق أفريقيا هو الاستثمار في الموانئ، وتكتسب هذه الحقيقة أهمية أكبر للمناطق الواقعة على طول طرق التجارة البحرية الرئيسية، مثل البحر الأحمر، يمر أكثر من عُشر التجارة الدولية عبر هذا الامتداد البحري، مما يجعله أحد أهم الممرات المائية في العالم. ويوفر البحر الأحمر وخليج عدن بعضا من أفضل فرص الاستثمار في الموانئ الجديدة، ومع ذلك، فإن منطق الاستثمار هو أكثر من اقتصادي بطبيعته. وأورد التقرير أن الميناء الرئيسي في القرن الأفريقي، ومضيق باب المندب على وجه الخصوص، هو الميناء الموجود في جيبوتي، حيث أدت الحرب في اليمن إلى تقليص قدرة موانئ عدن والحديدة. ومع ذلك، كانت هناك زيادة في الاستثمار الأجنبي في موانئ شرق أفريقيا، ففي عام 2018، حصلت شركة مواني قطر على عقد بقيمة 4 مليارات دولار مع السودان لتحديث ميناء سواكن، ووعدت الدوحة بجعله الأكبر في البحر الأحمر، كما نشطت الدوحة في الصومال لتأمين عقود لبناء ميناء و"منطقة اقتصادية حرة" في هوبيو.استثمارات قطرية وأشار تقرير مجلة «جون أفريك» الفرنسية إلى أن قطر تخطط لزيادة استثماراتها في جنوب الصحراء الأفريقية بنفقات أولية قدرها 2 مليار دولار، وتعمل على هيكل جديد مخصص لتمويل البنية التحتية في هذه الأسواق، وتواصل الدوحة دراسة مشاريع لصندوقها الاستثماري، وتهدف إلى تمويل البنية التحتية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وضمن خططها وإستراتيجياتها الاستثمارية الخارجية كانت قارة أفريقيا محط أنظار واهتمام دولة قطر للنهوض بها اقتصادياً، وتحقيق نجاحات بارزة في مجال الاستثمارات، حتى باتت تمتلك شبكة واسعة من المشاريع الناجحة في القارة السمراء. وأولت قطر اهتماماً كبيراً بالاستثمار في قارة أفريقيا بالقطاعات الاقتصادية المختلفة خاصة، والسياحة، والزراعة، والاتصالات، والمعادن، والتنقيب عن النفط والغاز، تحقيقاً لمبدأ التنويع الاقتصادي والانفتاح على الاقتصادات المختلفة. ومن أهم الاستثمارات القطرية في أفريقيا كان من خلال شركة «قطر للبترول»، التي تعتبر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، واتفاقية مع شركة توتال الفرنسية التي استحوذت بموجبها على حصة تبلغ 45 % في المنطقتين CI-705 وCI-706 البحريتين الواقعتين في حوض «إيفوريان- تانو» قبالة سواحل جمهورية ساحل العاج. وتمهد تلك الاتفاقية، وفق قطر للبترول، لحصولها على حقوق التنقيب والاستكشاف بالمنطقتين، حيث إن هذا النشاط هو الأول لها في ساحل العاج، وتغطي المنطقتان مساحة 3200 كيلو متر مربع، وتوفران فرصاً لاكتشافات هيدروكربونية متعددة في مياه يتراوح عمقها بين 1000 - 2000 متر، على مسافة 35 كيلو متراً من الشاطئ، و100 كيلو متر من حقول فوكستروت، وإسبوار، وباوباب المجاورة. وفي جمهورية الكونغو استحوذت قطر للبترول على 15 % من شركة توتال الفرنسية، إضافة إلى استثمار آخر مرتقب في مجال الكهرباء بين مجموعة كونسورتيوم نبراس و"كهرماء" القطرية وقطر للبترول وقطر القابضة. كما عززت قطر شراكتها مع جنوب أفريقيا في مجالات عديدة؛ أهمها النفط والمعادن والبتروكيماويات، وبلغت الاستثمارات المشتركة بين البلدين نحو 13 مليار دولار. ووقعت قطر للبترول اتفاقاً مع توتال لتصبح بموجبه شريكة بنسبة 25 % في أعمال الاستكشاف بالمنطقة البحرية.توسع في أفريقيا وتابع التقرير: تواصل الخطوط الجوية القطرية التوسع في القارة على الرغم من جائحة كوفيد - 19 وكانت ساحل العاج رابع وجهة أفريقية يتم افتتاحها في الأشهر الاثني عشر الماضية بعد أكرا وأبوجا ولواندا. وسيتم توفير خدمة الدوحة - أبيدجان - الدوحة اعتبارا من 16 يونيو من قبل 787 دريملاينر التابعة للشركة المصنعة الأمريكية بوينج، مع تردد أسبوعي لثلاث رحلات عبر أكرا. تواصل الخطوط الجوية القطرية قيادة قطاع الطيران وتوفير أفضل خيارات السفر إلى مختلف الوجهات في أفريقيا، من خلال تشغيل واحدة من أكبر شبكات الوجهات العالمية وأكثرها اعتمادية في المنطقة، وبعد أن أصبحت الناقلة القطرية أكبر شركة طيران دولية؛ فقد عملت على توظيف خبراتها بحركة المسافرين عالمياً واتجاهات حجز تذاكر السفر، لإعادة بناء شبكة وجهاتها الأفريقية لتصل إلى 23 وجهة وأكثر من 100 رحلة أسبوعياً. في عام 2020 تم إطلاق ثلاث وجهات جديدة في أفريقيا، وهي أبوجا وأكرا ولواندا؛ عن طريق إضافة مسارات جديدة وزيادة عدد رحلات القطرية إلى القارة الأفريقية. ومع استئناف رحلاتها إلى الإسكندرية والقاهرة؛ سيزداد عدد الرحلات من وإلى أفريقيا إلى أكثر من 100رحلة أسبوعياً، مع إمكانية مواصلة الرحلات عبر أفضل مطار في الشرق الأوسط، مطار حمد الدولي، إلى أكثر من 120 وجهة في مختلف أنحاء العالم. وفي الوقت الذي يتطلّع قطاع النقل الجوي إلى التعافي في عام 2021، تخطط القطرية إلى تعزيز شبكة وجهاتها العالمية وإتاحة المزيد من خيارات السفر من وإلى أفريقيا.More Related News