مسرحيون يسدلون الستار على العزلة بانتظار موعد مع الجمهور
Al Sharq
لم يكن أثر الجائحة على المسرحيين كأثرها على الكتاب والشعراء والموسيقيين والسينمائيين والمصورين الفوتوغرافيين والفنانين التشكيليين، فقد كانت أشد قسوة، ليس لأن المسرح
لم يكن أثر الجائحة على المسرحيين كأثرها على الكتاب والشعراء والموسيقيين والسينمائيين والمصورين الفوتوغرافيين والفنانين التشكيليين، فقد كانت أشد قسوة، ليس لأن المسرح أبو تلك الفنون جميعها، بل لأن المسرح مباشر يرفض الحواجز، وما من مخرج أو ممثل بارع إلا وكسر الجدار الرابع؛ ذلك الحائط التخيلي بين الجمهور والممثلين على خشبة المسرح، وهو ما يفسر حالة الاختفاء القسري التي يعيشها الفنان منذ أكثر من عامين، تلك الحالة التي استفزت الجمهور العادي لكي يتساءل: لماذا استمر غياب المسرحيين عن المشهد رغم عودة الحياة الى أغلب الفنون والإبداعات؟ والجواب: لأن المسرحيين لا يحبون الحواجز والجدران، ويقولون في السر والعلن ما يترجمون به تطلعاتهم وأحلامهم.
في الاستطلاع التالي، كسر المسرحيون حاجز الصمت، وعبروا بصدق الكلمة عن أمنياتهم بعودة الحياة الى المسرح، والخروج من حالة البطالة المسرحية إلى المشاركة الفعلية والفكرية عن طريق استثارة تفكير المتلقي وكسر الإيهام بأن المسرح لن يعود كما كان قبل الجائحة.
وكشف هؤلاء المسرحيون المعطلون عن استثارة فكر ووجدان المتلقي، صاروا أكثر تشبثاً بالمسرح لأنه ضروري في حياتهم، فهم يتنفسون مسرحاً في "سماء رصاصية الضحى، برتقالية الليالي"، يتذكرون الخشبة التي كانوا يقفون عليها وهم يؤدون بلا خوف ولا تردد، يتذكرون شخصيات مرت، وضحكات عبرت وما زالت أصداؤها تملك مسرح قطر الوطني، لا يزال المسرحيون المعطلون عن عشقهم الأبدي ينتظرون لقاءهم القرمزي مع الجمهور، ويعدون للغريب قهوته، ويُمعنون النظر في الذين رحلوا تاركين صدى أغنياتهم ومسرحياتهم وأمنياتهم، ومواعيدهم المؤجلة.