مؤسسة قطر الدولية: يمكن للمؤسسات غير الربحية المساهمة في التصدي للتغير المناخي
Al Sharq
أكدت مؤسسة قطر الدولية أن المؤسسات غير الربحية تمتلك مزايا فريدة تمكنها من لعب دور أساسي في التصدي لظاهرة التغير المناخي، معتبرة أن من بين تلك المزايا القدرة على
أكدت مؤسسة قطر الدولية أن المؤسسات غير الربحية تمتلك مزايا فريدة تمكنها من لعب دور أساسي في التصدي لظاهرة التغير المناخي، معتبرة أن من بين تلك المزايا القدرة على الربط بين القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية والمجال البحثي.
جاء ذلك في كلمة للسيد عمران حمد الكواري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية والمستشار في تكنولوجيا المناخ وتحول الطاقة، خلال مشاركته ضمن جناح دولة قطر في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP26/ بمدينة غلاسكو الإسكتلندية. وقال الكواري، في كلمته، "إن المؤسسات غير الربحية، مثل مؤسسة قطر، تتمتع بالقدرة على معالجة التحديات المعقدة، ولديها آفاق تتجاوز الاعتبارات المالية قصيرة المدى، ما يجعلها لاعبا رئيسيا في اتخاذ الإجراءات المرتبطة بالمناخ، مسلطا الضوء على الشراكة الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها مؤخرا بين مؤسسة قطر وشركة /رولز-رويس/ لإنشاء مركز عالمي لدعم رواد الأعمال في تطوير ابتكارات ومشاريع جديدة في مجال تكنولوجيا المناخ بدعم من القيادة الأكاديمية، وبتمويل البحوث والتطوير، وعبر توفير استثمارات مالية في المراحل المبكرة من انطلاق هذه المشاريع، مما يبرهن على دور المؤسسات غير الربحية في تسريع التحول العالمي للطاقة". وأشار إلى دور هذه الشراكة في إتاحة الفرص للمستثمرين القطريين، لافتا إلى أن تداعيات تغير المناخ تجاوزت قدرة الحكومات والقطاع الخاص على التصدي لها لتصبح قضية عالمية، وأنه يمكن للمنظمات أن تلعب دورا فاعلا في مواجهة هذا التحدي لاسيما أن المؤسسات غير الربحية مثل مؤسسة قطر تسعى لتحقيق رؤية وإحداث فرق، بعكس الأهداف والغايات قصيرة المدى التي تسعى إليها المؤسسات الهادفة للربح. وأضاف "لدينا القدرة على التحلي بالصبر والعمل مع مختلف الصناعات والقطاعات بما فيها القطاع الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية، وهو ما يتيح لنا اتباع نهج أكثر شمولا للتعامل مع القضايا المعقدة مثل تغير المناخ"، منوها إلى أن المؤسسات غير الربحية تتمتع بالمرونة حيث يمكنها الاعتماد على مصادر مختلفة للتمويل، مثلما يمكنها الاعتماد على القطاع الخاص للعب دور ما، وعلى العديد من الجوانب المختلفة التي يكمل عمل بعضها البعض في مجالات محددة. واعتبر الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية أن التعليم والصحة والمجتمع والتنمية الاقتصادية مجالات تضعها المنظمات غير الربحية في صميم اهتمامها وذلك نظرا لطبيعتها المعقدة، حيث تلعب المؤسسات غير الربحية دورا فريدا في ربط تلك المجالات ببعضها البعض، متوقعا أن يتفوق تغير المناخ على جميع هذه القطاعات خلال العشر سنوات أو الخمسة عشر سنة المقبلة باعتباره المجال الذي تلعب فيه المؤسسات غير الربحية دورا إيجابيا، وقد ينعكس هذا الدور من خلال الابتكار والتكنولوجيا والتكيف المناخي أو إيجاد الحلول لقضايا اجتماعية مثل ضمان تحول الطاقة بصورة عادلة في كافة أنحاء العالم. من جهته، سلط الدكتور طارق الأنصاري، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، الضوء على دور "الاقتصاد الدائري" في دعم الأمن المائي والغذائي في المناطق القاحلة، مشددا على أن تبني هذا الاقتصاد يتماشى بشكل مباشر مع ركائز الاستدامة فعلى الصعيد الاقتصادي يحتاج العالم إلى نماذج أعمال جديدة تعزز حوكمة الاقتصاد الدائري وتسمح بتنفيذها بطريقة اقتصادية ناجعة، مثلما يتيح تطوير الأنشطة الجديدة الفرصة لخلق أعمال جديدة بما ينعكس ايجابا على النواحي الاجتماعية، وفضلا على ذلك يعمل عذا النوع من الاقتصاد على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد والحد من التلوث والانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ، وبالتالي تحقيق فوائد بيئية. وذكر الدكتور الأنصاري أن الباحثين في جامعة حمد بن خليفة يعملون على استكشاف إمكانية استخدام مخلفات الطعام والبلاستيك في إنتاج الفحم الحيوي، وهو مادة يمكنها عند وضعها في التربة تخزين الكربون لمئات أو حتى آلاف السنين، وتقليل الانبعاثات وذلك من خلال تقليل الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيماوية وتحسين الإنتاج النباتي وبالتالي تحسين استهلاك ثاني أكسيد الكربون والحد من إصابة الأراضي الزراعية بالـ"الإجهاد المائي"، مبينا الحاجة إلى تغيير النظام الصناعي القائم على استهلاك موارد الطبيعة وتصنيعها ثم التخلص من بقاياها والتحول لنهج يعتمد على تجديد الموارد وإعادة الاستخدام. جدير بالذكر أن قمة المناخ /COP26/ بإسكتلندا، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كورونا، تهدف إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.