لوحات ياكوب فان روسيدل.. ملحمة من المناظر الطبيعية
Al Jazeera
كان ياكوب فان روسيدل (1628-1682) واحدًا من أبرز رسامي المناظر الطبيعية في عصره، والسبب في ذلك موهبته العملاقة وقدرته الفريدة على إيجاد حالة الدراما من خلال المشاهد البانورامية الطبيعية.
كانت هولندا في القرن الـ16 بقعة ساخنة بسبب الصراعات الدينية، وسياسة التوحيد الديني الصارمة التي فرضتها محاكم التفتيش في ظل حكم فيليب الثاني ملك إسبانيا، وقد أدّت في النهاية إلى ثورة عارمة حصلت بموجبها المحافظات الهولندية الـ17 على استقلالها عن إسبانيا وقامت دولة هولندا التي نعرفها اليوم.
هذا الإعلان كان لحظة فارقة في تاريخ هولندا إذ شهد القرن الـ17 انتشارا هائلا للمواهب والفنون والعلوم حتى صارت تلك الحقبة تسمى "بالعصر الذهبي الهولندي". وأسهم تحرر الرسم من القيود الدينية التي فرضتها إسبانيا في تبنّي مواضيع أكثر واقعية وبساطة عن تلك الدينية التي استمرت طوال حرب الـ80 عاما؛ مثال تلك المواضيع مشاهد الحياة والغابات والشلالات وغير ذلك من عناصر الطبيعة والمناظر الحية أو البحرية.
وكان ياكوب فان روسيدل (بالهولندية: Jacob van Ruisdael) (1628-1682) واحدًا من أبرز رسامي المناظر الطبيعية في تلك الحقبة، والسبب في ذلك موهبته العملاقة وقدرته الفريدة على إيجاد حالة الدراما من خلال المشاهد البانورامية الطبيعية. وقد بلغت به تلك الموهبة أن انضمّ في عام 1648 إلى نقابة رسامي هارلم حيث تبنّى المذهب الكلاسيكي في الرسم، الذي اتسم باللوحات الدسمة التفاصيل والواضحة المعالم.