لبنى صالح تحقق حلمها برحلة من الأمية إلى الدكتوراه في الآثار الإسلامية
Al Jazeera
“ستجدني إن شاء الله من الصابرين” كلمات سطرتها الباحثة لبنى صالح على مقدمة صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتعبر بها عن رحلتها الشاقة التي بدأت منذ كانت في الثانية عشر من عمرها.
الأحلام ليس لها أجنحة، ولا شيء يضمن لها أن ترى النور، لكن علينا السعي لتحقيقها. كان الحلم بعيدا جدا عن مخيلة الطفلة لبنى صالح التي ولدت على أطراف صحراء الفيوم، حيث الرمال الصفراء وشجر الزيتون هي أقصى ما تراه كل صباح، ولا شيء سوى العائلة وأغنام الرعي. ومثلها مثل كثيرات من الفتيات، أقصى طموحهن هو زوج ينتقل معه من الصحراء إلى القرى المتاخمة للمدن، أما إذا كان العريس المنتظر من سكان المدن، فذلك فضل من الله عليهن شكره طيلة العمر، لكن لبنى الصغيرة كان لها شأن آخر حين قالت "ستجدني إن شاء الله من الصابرين" .
كلمات إسماعيل لأبيه إبراهيم حين همّ بذبحه قضاء لأمر الله في الرؤيا النبوية، سطرتها الباحثة لبنى صالح على مقدمة صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" (Facebook)، لتعبّر بها عن رحلتها الشاقة التي بدأت منذ كانت في الـ12 من عمرها، ولم تنته حتى الآن الرحلة التي غالبت فيها العادات والتقاليد ونقص المال وقلة الدعم، لكنها لم تفقد قط بوصلتها التي وجهتها منذ البداية نحو التعليم.
البداوة والخوف الأسري قادا أسرة لبنى إلى رفض التحاقها بالتعليم الابتدائي بسبب بُعد المدارس عن سكنها، فكيف لطفلة أن تقطع تلك المسافة وسط صحراء الفيوم لتصل إلى المدرسة في ظل انعدام وسائل النقل الآمن.