قمة العشرين تدعو لإجراءات فعّالة لمواجهة تحديات المناخ
Al Sharq
وافق زعماء دول مجموعة العشرين على بيان أمس، في ختام قمتهم، يحث على اتخاذ إجراءات هادفة وفعّالة لقصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية لكنه لم يتضمن
وافق زعماء دول مجموعة العشرين على بيان أمس، في ختام قمتهم، يحث على اتخاذ إجراءات "هادفة وفعّالة" لقصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية لكنه لم يتضمن التزاما بإجراءات ملموسة تذكر. ووصفت منظمة غير حكومية البيان بأنه يمثل "نصف إجراءات" بدلا من "تحرك عاجل وملموس". والنتيجة التي تمخضت عنها مفاوضات صعبة أجراها دبلوماسيون على مدى أيام تترك الكثير من العمل المطلوب لإنجازه في قمة أوسع نطاقا تعقدها الأمم المتحدة للمناخ في أسكتلندا، حيث من المقرر أن يتوجه إليها أغلب زعماء المجموعة مباشرة من روما حيث عقدوا قمتهم. كما تعد نتيجة مخيبة للآمال لنشطاء المناخ. وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بما يقدر بنحو 80 في المائة من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية. وقال فريدريك رودر نائب رئيس مجموعة جلوبال ستيزن للتنمية المستدامة "كانت تلك هي اللحظة التي يجب أن تتحرك فيها مجموعة العشرين بمسؤولية لأنها تضم الدول التي تتسبب في أكبر كمية من الانبعاثات الضارة لكننا لم نر سوى نصف إجراءات بدلا من تحرك عاجل وملموس". وأشار البيان الختامي إلى أن الخطط الوطنية الحالية حول كيفية الحد من الانبعاثات الضارة سيتعين تعزيزها "إذا لزم الأمر"، ولم يشر تحديدا إلى عام 2050 المستهدف لتحقيق صافي الانبعاثات الكربونية الصفري. وقال البيان: "ندرك أن تأثيرات تغير المناخ عند 1.5 درجة مئوية أقل بكثير من درجتين مئويتين. وسيتطلب تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية إجراءات هادفة وفعالة والتزاما من جميع الدول". هذا الموعد المستهدف في 2050 هو هدف يقول خبراء الأمم المتحدة إنه ضروري لوضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو ما يُنظر إليه على أنه الحد الأقصى لتجنب تغيرات مناخية مأساوية مثل موجات الجفاف الحادة والعواصف والفيضانات. عواقب عدم التحرك أقر القادة فقط "بالأهمية الأساسية" لوقف الانبعاثات الضارة "بحلول أو في حدود منتصف القرن" وأزالت الجملة بذلك من البيان الختامي تاريخ 2050 الذي كان موجودا في مسودات سابقة للبيان مما جعل هذا الهدف أقل تحديدا. وحددت الصين، أكبر دولة تخرج منها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، تاريخ القضاء على الانبعاثات بأنه 2060، بينما قالت دول أخرى تنبعث منها كميات ضخمة من الملوثات مثل الهند وروسيا إنها ستلتزم بتاريخ 2050. ويقول خبراء الأمم المتحدة إنه حتى لو تم الالتزام الكامل بتنفيذ الخطط الوطنية الحالية للحد من الانبعاثات، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع لدرجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية بما ستكون له عواقب وخيمة. وتضمن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين تعهداً بوقف تمويل مشروعات توليد الطاقة بالفحم في الخارج بنهاية هذا العام لكنه لم يحدد وقتا للتوقف نهائياً عن توليد الكهرباء من الفحم ووعد فقط بتحقيق ذلك "في أسرع وقت ممكن". وسيبدأ زعماء العالم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ اليوم الإثنين بإلقاء خطب لمدة يومين يمكن أن تشمل بعض التعهدات الجديدة بخفض الانبعاثات، قبل أن يبدأ المفاوضون الفنيون مناقشات صعبة حول قواعد اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.