عيسى المناعي: متحف دَدُ يُلهـم خـيـال الأطـفـال
Al Sharq
انطلاقاً من أهمية المتاحف، ودورها في تشكيل الوعي لدى أفراد المجتمع، وخاصة بين الأطفال، تأتي إقامة متاحف قطر لأول متحف للأطفال في قطردَدُ، لما يقوم به من دور بارز
انطلاقاً من أهمية المتاحف، ودورها في تشكيل الوعي لدى أفراد المجتمع، وخاصة بين الأطفال، تأتي إقامة متاحف قطر لأول متحف للأطفال في قطر"دَدُ"، لما يقوم به من دور بارز في التوعية، فضلاً عن استكشاف المبدعين بينهم، علاوة على تحفيزهم، بتنمية الخيال لديهم، وتوظيف اللعب لخدمة كل هذه الأهداف وغيرها. وللوقوف أكثر على طبيعة المتحف، والدور الذي يلعبه في تحقيق أهدافه. التقت الشرق السيد عيسى المناعي، مدير متحف الأطفال في قطر "دَدُ"، والذي يتعرض لأهمية هذه المتحف، ومدى ما حققه من أهداف خلال الفترة الماضية، من تفاعل الأطفال وعائلاتهم مع ما يقدمه من ورش وأنشطة مختلفة. كما تناول الحوار دور المتحف في تنمية مواهب الأطفال ورعايتها في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الوقوف عند دلالات تسمية لمتحف باسم "دَدُ"، كما أُعلن عن ذلك مؤخراً، إلى غير ذلك من محاور، طرحت نفسها على مائدة اللقاء التالي:*كيف تنظرون إلى أهمية الحاجة لإقامة أول متحف للأطفال في قطر، والدور الذي يمكن أن يلعبه في تحقيق أهدافه؟ **سيكون "دَدُ"، متحف الأطفال في قطر، الذي تقوم متاحف قطر بتطويره، الأول من نوعه في المنطقة. سيساهم في تغيير تجربة الطفولة في قطر من خلال توفير مساحة مفتوحة وآمنة للعب وحرية الاستكشاف والتجريب الموجَّه ذاتيًا وأدوات التعبير بحرية وإطلاق العنان للإبداع والخيال. كما نهدف إلى إثراء حياة أطفالنا وعائلاتهم عبر إتاحة مساحة حرة تسمح لهم بممارسة اللعب كأداة للتعلم، وفهم العالم من خلال اكتشاف الذات. كما سنعمل على رعاية أطفالنا وإلهام خيالهم، وإذكاء طاقات إبداعهم، وتنشئتهم على قيم التعاطف والتكاتف وغرس روح المسؤولية الاجتماعية لديهم. نحن فخورون بإنشاء متحف الأطفال من أجل تعزيز أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 وركائزها الأساسية الخاصة بالتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.استكشاف العالم *تم الإعلان مؤخراً عن اسم دَدُ: متحف الأطفال في قطر، فما دلالة هذه التسمية؟ **"دَدُ" هي كلمة عربية فصحى تُستخدم للإشارة إلى العلامات والآثار التي تنتج عن لعب الأطفال، مثل آثار أقدامهم على الأرض أثناء التأرجح، والنقوش التي يكتبونها على الصخر، وما إلى ذلك. وكثيرًا ما كانت تستخدم هذه الكلمة في قصائد الشعر العربي القديم، إذ كانت تستخدم بطرق متنوعة لتصوير غريزة الأطفال الطبيعية للعب، ووصف متعة الطفل وحب استطلاعه ورغبته في استكشاف العالم من حوله. وتعد هذه الكلمة خير دليل على أن اللعب كان دائمًا وما زال جزءًا لا يتجزأ من الطفولة، بغض النظر عن المكان أو الزمان.*على خلفية دور الجمهور للمساهمة في إنشاء متحف الأطفال في قطر، كيف يمكن التوعية بأهمية مشاركة الجمهور للقيام بهذا الدور؟ **بالإضافة للتمويل الحكومي، يساهم القطاع الخاص والأفراد في دعم إنشاء متحف الأطفال. وقد أعلنا في السابق عن عدد من المؤسسات الكبرى من قطر وخارجها ممن انضموا إلى العائلة التأسيسية للمتحف مثل شركة بلدنا للصناعات الغذائية وشركات عالمية مثل شلمبرجير. كما أن مساهمة الجمهور في تمويل المتحف، سترتقي بهم من مجرد أفراد في المجتمع إلى مساهمين في هذا المشروع، ولذا فإننا ندعو الجميع إلى الانضمام للعائلة المؤسسة لمتحف “دَدُ”.تفاعل الأطفال والعائلات* ما مدى تفاعل الجمهور من أطفال وعائلات مع أنشطة المتحف خلال الفترة الماضية؟ **حظيت جميع الفعاليات التي نظمها المتحف خلال الفترة الماضية بإقبال كبير من العائلات، وشهدت ورش العمل التفاعلية التي نظمها المتحف اكتمالا في المقاعد، والعدد الأقصى للمشاركين. ويعود هذا النجاح الواسع إلى نوعية الموضوعات التي يثيرها المتحف، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات ومواهب الأطفال، وتساهم في تعلمهم من خلال اللعب.*شكلت "كورونا" تحديًا كبيرًا أمام إقامة العديد من الفعاليات الجماهيرية المباشرة في مجالات مختلفة، فكيف تغلب المتحف على مثل هذا التحدي؟ **بادر المتحف باستغلال المنصات الرقمية لتقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة للأطفال وعائلاتهم، تتسم بالتحفيز والتفاعل وسهولة الممارسة، فضلًا عن عددٍ من برامج البث المباشر وورش تعليمية مختلفة للعائلات والأطفال، تناولت هذه الورش عددًا من الموضوعات كالفنون والحرف اليدوية والقراءة والكتابة والعلوم والطهو، وغيرها ومن خلال الورش التفاعلية لمتحف الأطفال في قطر التي تقدم عبر صفحته على موقع الانستغرام من عائلتنا لعائلتكم باللغتين العربية والإنجليزية يعيش الطفل والاسرة متعة مختلفة تجمع بين متعتي التعلُّم والمرح باستخدام أدوات منزلية بسيطة، مما سيسهم بشكل كبير في إطلاق العنان لخيال الأطفال ودعم مهاراتهم القيادية.تجارب تفاعلية *ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به المتحف لتغيير الصورة النمطية للعب الأطفال، ليقدم صورة تعمل على توظيف اللعب، بكل ما يوسع مدارك الصغار، وينمي خيالهم وإبداعهم؟ **نتبع نهجاً غنياً بالمرح لخلق شعور بالبهجة، ونوظّف جميع أنواع اللعب سواء كانت بدنية أو مهارات حركية تمثيلية أو تخيلية أو حسية أو اجتماعية؛ من أجل دعم عملية تعلم الأطفال. كما نشجع الأطفال على أن يصبحوا مستكشفين ومبدعين، وليسوا مجرد متلقين سلبيين للمعرفة. سيوفر متحف الأطفال واحة للمرح والتعلم في قلب الدوحة. ويجرى حاليًّا تصميم تجاربه التفاعلية التحفيزية، سواء الداخلية أو الخارجية، وفق أحدث البحوث المعنية بتنمية الطفل. والهدف من ذلك هو تذكية فضول الطفل وزيادة تفاعله مع غيره من زملائه الصغار وعائلاتهم عند زيارة المتحف، مع الحرص على أن تتعدد الموضوعات التي يناقشها المتحف من الاستدامة للمواطنة العالمية والصحة العامة، إلى غير ذلك من موضوعات. كما نسعى جاهدين لتحقيق أعلى معايير سهولة الوصول والشمولية والتمكين، ونخطط لتحقيق الحد الأقصى من تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من وتسهيل وصولهم إلى التعلّم - سواء الأطفال أو أفراد الأسرة المرافقين – والتقليص من مستوى الفصل بين ذوي القدرات المختلفة.*في إطار توجه المتحف بأنشطته إلى الأطفال وعائلاتهم، ما هي البرامج المستقبلية التي يعتزم المتحف تقديمها، لتحقيق هذا الغرض؟ **إن فريقنا مستمر في تقديم المحتوى والبرامج التفاعليه مع الجمهور عبر منصة حساب دَدُ على الاستغرام @daduqatar. وقد أعلنا منذ أيام احتفالا بشراكتنا مع شركة بلدنا للصناعات الغذائية عن مسابقة للتدوير الابداعي باستخدام علب بلدنا الفارغة، بالإضافه إلى ورش تجارب الحليب العلمية التي ستطرح عبر منصة "زوم" عن طريق الحجز المسبق الذي يعلن عنه برنامج ( بطاقتك نحو الثقافة) والممتدة الى شهر اغسطس من العام الحالي. وهناك عدد من البرامج الأخرى خُصصت للمدارس ستطرح مع بداية العام الدراسي، وهى: تفقيس السلاحف، والترميز والبرمجة، وغيرها، ومجموعة ورش ثقافية ستطرح في شهر ديسمبر وسيتم الإعلان عنها قريبا، بالإضافة إلى برامج الحياة الصحية.تنمية ورعاية المواهب * في ظل حرص المتحف على اكتشاف مواهب الأطفال، ما هو الدور المأمول من المتحف لتنمية هذه المواهب ورعايتها في آن؟ **نعمل على وضع عدد من الاستراتيجيات التي تعزز من الركائز الأساسية للرؤية الوطنية 2030 من خلال تبنّى نهجاً بنَّاءً في مجال التعليم /التعلم، فضلاً عن تطوير أساليب ووضع أهداف تعليمية تتماشى مع أنماط التعلم المختلفة ومراحل النمو المختلفة. وتحفيز عقولهم على تصور ما يمكنهم القيام به لخدمة بلادهم في المستقبل. وسيكون المتحف المكون المجتمعي الثالث بعد العائلة والمدرسة الذي سيسهم في تشكيل هوية الطفل وتعزيز قيمته وثقته بنفسه مما يعزز استراتيجية التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية لجيل المستقبل.More Related News