عبدالله بن لحدان المهندي يتحدث لمجلس الشرق : هذه قصة عباية عائشة الغشالي
Al Sharq
الباحث القطري عبدالله بن لحدان المهندي أحد عشاق التراث القطري، جمع قطع التراث من كل مكان خاصة من مدينة الخور القديمة قبل فترة هدمها، وكذلك الذخيرة القديمة، أحب هواية
الباحث القطري عبدالله بن لحدان المهندي أحد عشاق التراث القطري، جمع قطع التراث من كل مكان خاصة من مدينة الخور القديمة قبل فترة هدمها، وكذلك الذخيرة القديمة، أحب هواية جمع القطع القديمة والثمينة فذهب الى مدن وصحاري وبراري وقرى قطر من أجل تحقيق رغبته واكتشاف القطع والمقتنيات التراثية، وعندما كثرت عنده القطع، قرر وبكل جرأة بناء بيت أثري قطري، واشترى قطعة أرض على حسابه الشخصي، وبدأ تصميم البيت القطري على الطريقة القديمة وانتهى من بنائه من المواد الأولية حسب البيئة القطرية، حتى أصبح الآن متحفاً كبيراً يضم في غرفه العديد من قطع التراث ويعتبر أحد معالم مدينة الذخيرة. مجلس الشرق كان متواجداً بالذخيرة وتجول في هذا المتحف وكان هذا اللقاء.◄ ولادتي في الذخيرة ولدت في مدينة الذخيرة بتاريخ 26/6/1968، وعشت فيها ودرست في مدرسة الذخيرة الابتدائية تلك المدرسة الصغيرة التي كانت عبارة عن مبنى متواضع، وتضم غرفتين وحمام، كان عدد المدرسين لدينا قليلا جداً، وكذلك عدد الطلبة قليل، كانت الحياة حلوة وبسيطة ومتواضعة، وكان أهل الذخيرة يعتمدون في رزقهم على صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، والبعض منهم يعمل في شركات النفط في دخان وأمسيعيد.◄الخور وجهتي الثانية في التعليم بعد الصف الرابع الابتدائي توجهت لمدينة الخور لتكملة المرحلة الابتدائية ثم واصلت دراسة المرحلة الاعدادية ثم أكملت المرحلة الثانوية في مدرسة الخور، ثم درست دبلوم مساحة واشتغلت في قسم المساحة.◄عائشة الغشالي طبيبة شعبية كانت توجد في مدينة الذخيرة طبيبة شعبية هي المرحومة عائشة الغشالي، حيث كانت تمارس مهنة الطب الشعبي ويقصد منزلها الكثير من الأهالي وكانت تعالج بعض الأمراض مثل بوصفار وتستخدم له الكيّ بالنار، والمساد، والسرسوف، ولسقاط للأطفال، وغيرها، وقد ضم متحفي (الدفه) الخاصة بها والتي كانت ترتديها في تلك الفترة، وتعتبر هذه من النوادر في متحفي.◄متحفي تحول من فكرة إلى واقع ملموس قصة متحفي لها حكاية فعندما هدمت الذخيرة القديمة كنت شاهداً عليها وفي تلك اللحظات التاريخية تذكرت تاريخها وماضيها وأهلها ففكرت في احياء ذلك التراث والموروث الشعبي، خاصة أنني منذ الصغر كانت لدي هواية جمع الطوابع والصور وقطع النقود المعدنية وبعض التحف والآثار من التراث القطري بأنواعه والمقتنيات النادرة، وحصلت على بعض المقتنيات، وذلك عندما هدمت مدينة الخور القديمة وكذلك الذخيرة القديمة، وقد كنت أحتفظ بتلك المقتنيات في غرفة في بيتنا الكبير، وعندما زادت الكمية ولم تعد تلك الغرفة تتسع لتلك المقتنيات، فكرت في عمل متحف متكامل الهدف منه حفظ التراث والمقتنيات القديمة لدولة قطر، وكذلك ليكون إرثا للأجيال الحالية والقادمة وكذلك للباحثين وطلبة الدراسات الجامعية والمهتمين بالتراث وللجماهير التي تحب مشاهدة التراث، وقد اشتريت قطعة أرض بجانب بيتي من حسابي وخصصتها لإقامة متحفي الخاص، وبدأت أفكر في كيفية تصميم مبنى يتناسب مع التراث القطري وقد استوحيته من خمسة نماذج لبيوت قديمة وهي بيت الأغنياء والتجار والطواش والميسورين والبيوت العادية، وقد دمجتهم في بيت واحد بعد دراسة طبيعة وبيئة المنطقة ووضعت اتجاه الريح والظل في الحسبان وأثناء البناء قررت عمل طابقين، ولم تفتني شاردة أو واردة إلا وضعتها حتى أدق التفاصيل مثل الدرايش (النوافذ) وكل واحدة تختلف عن الثانية، وملقف الهواء والليواوين والحوش واستخدمت فيه الصبان، وكنت أنا مشرفا على العمال، حتى الأدوات استخدمت الأدوات والطرق القديمة مثل الحصى الذي بنيت عليه البيت من (المش) هو الحجر الجيري وهو نوع خفيف الوزن ولكنه قوي في البنيان ويعمر، فهو بارد في فصل الصيف وفي الشتاء يحتفظ بالحرارة، وقد أخذته من المقاطع التي كانت بها تلك الأحجار وهي مملوكة لناس معينين، كما أنني اشتريت قطعة أرض بها صخور وقمت بتقطيع تلك الصخور واستخدمتها في أعمال البناء، واستخدمت الجص للجدران الداخلية، والجبس، وكذلك المنقرور والباسجيل والدنجل للسقف وأخشاب الأبواب والدرايش من الخشب المهمل وقمت بإعادة تدويره، وكل ما استخدمته هو من التراث القديم حتى تحقق حلمي بهذا المبنى الجميل المكون من طابقين وقمت بعمل درج عدد (2) لبيت التاجر الميسور الذي لديه أكثر من زوجة، والمبنى من الحجر القديم واستخدمت فيه الجص من الداخل للغرف للبرودة صيفاً، وباب البيت الرئيسي قمنا بعملية تدوير من الأخشاب القديمة المهملة من اللنجات وقدمت لنا هدية من صاحب اللنج من مدينة الخور، وكذلك تم شراء الأبواب القديمة وتم تدويرها.◄المجلس يرحب بالزائرين يضم المتحف أقساما مختلفة فهناك البوابة القديمة وطريقة تصميمها وبنائها، ثم في الجهة الجنوبية يقع المجلس القطري وقد عكست الباب للداخل بدلا من الخارج وذلك للاستفادة من (الليوان). ويضم فيه جميع أدوات المجلس، وطاولات للكتبة كانت تستخدم عند الطواشين أيام زمان، كما يضم مجموعة من أدوات الموسيقي والفن مثل الراديوهات، والمسجلات والمشتختات القديمة، كذلك الأدوات مثل العود والكمنجه والطبل والطارات والدفوف والمراويس والأعواد التي يستخدمها المطربون الشعبيون في فن ألأصوت وعدة الطنبورة، والمنفض والمرش، وأنواع التليفونات القديمة، والأشرطة القديمة والتلفزيونات، وصور قديمة. وبجانبه المجلس يبهرك وجود المقهي الذي يضم أنواعا مختلفة من دلال القهوة القديمة وأباريق الشاي المنوعة والزمزميات، والمحماس ومنفاخ النار، والمداخن بأنواعها، والبيز، والميز، والهاون، وملال الماء، والمهفة وغيرها من الأدوات الخاصة وتنور كبير لشبة الضو.◄الجليب والسدرة تذكرك بأيام زمان وفي حوش البيت كعادة أهل قطر تجد هناك الجليب (البئر) والدلو الذي كان يتواجد في أغلب البيوت القطرية لكي يستخدم في غسل الملابس والأواني والاستحمام في بعض الأحيان، أما شجرة السدرة فتجدها في كل بيت يستظل بها، ويأكلون من خيراتها (الكنار) وتتناسب مع طبيعة الأجواء في قطر.◄الصبان للتبريد والنظافة كان أهل قطر يستخدمون في الزمن الجميل (الصبان) لحوش البيت، وكذلك للدكة التي تستخدم لتجمع الرجال في الحوش، فالصبان يساهم في نظافة البيت، كما أنه يُبَرّد المكان خاصة أنه يلتقط (الندى) بالليل، ويجلب من الشواطئ القريبة من الذخيرة.◄المطبخ يضم كل الأواني المنزلية القديمة وفي الجهة الشرقية يقابلك المطبخ القديم الخارجي ويضم الشولة (الموقد) وأنواع الجدور والمرفاعة والأدوات التي تستخدم في الطبخ والملاس وجدر الهريس والصواني والسفرة التي كانت تستخدم لوضعها تحت صينية الأكل، و(السقى) التي يخضون فيه اللبن، أما المطبخ الداخلي فهو يضم أدوات منزلية منوعة مثل الجدور والصواني والبوادي والفلص الذي يستخدم قديما لوضع الثلج، والهاون، والملاس والمقرافة وأباريق الشاي القديمة، والطابي، ومطحنة القهوة القديمة والبالدي المعدني يستعمل للشرب، وأنواع الملال، والمغاسل اليدوية القديمة، والهاون والتاوه والشوله (الموقد).◄أدوات الغوص وشخصيات من الذخيرة كما تعرج على غرفة تستذكر فيها التاريخ وماضي الذخيرة وذلك من خلال تلك الشخصيات التاريخية من مدينة الذخيرة التي تركت إرثاً كبيراً للأجيال القادمة وتضم صوراً للشعراء والرواة والأدباء والسردال والغاصة والطواويش والنواخذة والنهامين وكبار القوم، وتجد أدوات الغوص المختلفة بأنواعها مثل الديين، وأنواع (الحيَر) اللي يوضع في رجل الغواص وبوصلة السفن القديمة، وكذلك أنواع اللؤلؤ محفوظة في صناديقها الصغيرة وميزان اللؤلؤ وغيرها من الأدوات. وكذلك غرفة مخصصة لمواد وأدوات البناء والنجارة مثل المنشار والمفراص والجدوم، وأنواع القفول القديمة، وانواع الموازين، وكذلك الأدوات المختلفة التي يستخدمها القلاف مثل المجدح والرنده والمبرد والجفير، والمناحيز المختلفة الذين وجدهم في مدينة الخور القديمة، وكذلك الغدان الذي ينشر عليه الثياب أيام زمان.◄مناحيز مهملة وجدتها في الخور قبل هدم مدينة الخور كان الناس يستخدمون الأدوات القديمة ولكن بعد التطور والتقدم، قام الناس باستعمال الأدوات الحديثة، وبرمي المقتنيات القديمة والتخلص منها وما كانوا يعرفون القيمة الحقيقية لها ووجدت عدة أدوات مرمية في البيوت القديمة منها الرحي و(المناحيز) التي يدقون فيها الحب بأحجام مختلفة وترجع لفترة زمنية قديمة فقمت بجمعها وتنظيفها وضمها للمتحف.◄للأطفال ركن مخصص كما أن هناك غرفة مخصصة لألعاب الأطفال القديمة من السياكل والعربات والحصن الخشبية، وأنواع من المنز، والشاطوحة، وسرير الأطفال، وأدوات تنظيف الطفل والبودر، ونوع الأكل والبسكويت فارليز وأنواع الأدوية التي تستعمل للأطفال، ومطارة مياه الأطفال، كما توجد زجاجات أنواع المشروبات الغازية، وأنواع الدعاية التي كانت نستخدم في تلك الفترة الجميلة.◄عيادة متنقلة أبرز المقتنيات من أبرز المقتنيات في متحف (بولحدان) وجود عيادة طبية متنقلة من الخشب مع أدواتها كانت تستخدم من قبل الأطباء والممرضين عند الذهاب الى القرى النائية خارج الدوحة لمعالجة المرضى، ونجح بولحدن في اقتنائها بصعوبة، حيث وجدها في أحد مخازن الوزارات ووضعها في المتحف، وكانت تستخدم في مستشفى الدوحة القديم الذي يقع على شاطئ الجسرة.◄ حكاية غرفة النوم القديمة وعند دخولك غرفة النوم لابد أن تقف متأملاً وتستذكر عبق الماضي الجميل أمام تلك الأدوات التي كانت تستخدم قديماً وغرف النوم حسب حالة أهل المنزل، فهناك السرير القديم بأدواته وشراشفه وملاحفه ومخداته، وهناك المرشات في رواشن الغرفة، والمناظر القديمة ذات الرسومات التي كانت تجلب من الهند، وزجاجات الزينة المختلفة، كما توجد زينة وأزياء وملابس المرأة وأنواع العبايات القديمة مثل أم سمكة للطبيبة الشعبية عائشة الغشالي وهي نادرة جداً، والبخانق والملافع منها العادية وبونقده والبطاطيل (البراقع)، وأدوات الزينة القديمة والمواد التي كانت تستخدمها السيدات مثل الرشوش والزباده والسدر والكحل مع المرود والمكحلة وغيرها، والتسريحة القديمة، كما تشاهد الكبت القديم (الخزانة) التي توضع فيها الملابس وغيرها من الأشياء الثمينة والمهمة، كما أن هناك الصناديق الحديدية الملونة والصناديق المبيتة، وأنواع حقائب السفر القديمة، كما توجد ملابس حرس السوق القديمة.◄مكتبة متنوعة ومقتنيات مختلفة ونأخذك للغرفة المخصصة لكتب التراث القديمة والنادرة والمجلات والجرائد وكذلك الأدوات المدرسية القديمة بالإضافة إلى كتب وحقائب المدرسة والتي استخدمها طلاب الذخيرة في تلك الحقبة الجميلة وكذلك زجاجات الحبر التي كانت تستخدم قديما، وبعض الآلات الكاتبة (الطابعة) التي تستخدم قديما في الكتابة، كما توجد مجموعة من الساعات النادرة القديمة وساعات الحائط، وكذلك أدوات التصوير القديمة، والنظارات القديمة، وتشكيلة واسعة من الزجاج الملون المزخرف من عدة دول كانت تستخدم للزينة في بيوت الأغنياء، وكذلك انواع الصحون الزجاجية القديمة، وتستوقفك مشاهدة ماكينات الخياطة وأدواتها التي تستخدم قديما حيث كانت السيدات القطريات يحكن الملابس ويخِطْنها في البيوت.◄عود المطرب محمد بن زويد في الذخيرة وأكد عبدالله لحدان الحسن المهندي صاحب المتحف بأن لديه (عودا) نادرا كان يعزف عليه المطرب الشعبي البحريني المشهور في فن الصوت (محمد زويد) وقد اشتراه من أحد المهتمين بالتراث من البحرين، وأحضره لمتحفه من أجل الاحتفاظ بمثل هذه القطع النادرة.◄لدي مجموعة من المقتنيات كما أحتفظ بالمتحف بمجموعة من الأبواب المختلفة، وأنواع الأحجار الموجودة في قطر، وزهرة الصحراء القطرية التي استوحي منها متحف قطر، وكذلك بعض الأدوات التي تستخدم في الألعاب الشعبية القديمة مثل الدحروج وغيرها.◄ قمنا بإحياء ليلة القرنقعوه في متحفي قبل جائحة كورونا (كوفيد 19) كنا نقوم بإحياء ليلة القرنقعوه في المتحف وذلك بمبادرة مني، وكنا نعد القرنقعوه في المتحف ونوزعه على الأطفال من البنين والبنات وتعليمهم العادات القديمة، وكانوا يلبسون الملابس الجميلة وبخاصة البنات اللاتي يلبسن البخنق والذهب ويرددون أغاني القرنقعوه، ويلتقطون الصور التذكارية، ويكونون سعداء وفرحين بذلك، والآن عندما كبروا يرون صورهن يتذكرون تلك اللحظات التاريخية في حياتهن.◄متحفي يرحب بضيوف المونديال نحن في خدمة وطننا الغالي قطر، ومتحفي جاهز لخدمة واستقبال ضيوف مونديال قطر 2022، وأرحب بالتنسيق مع لجنة الإرث والمشاريع وأدعوهم لزيارة المتحف والاطلاع على مقتنياته ومحتوياته والتنسيق معهم من أجل اطلاع الضيوف على تراث أهل قطر وبخاصة منطقة الذخيرة والخور، ونتيح الفرصة لضيوف المونديال الذين يزورون مدينة الخور لمشاهدة مباريات المونديال باستاد البيت بزيارة المتحف في أي وقت فهو يحتوي على تراث قطر.More Related News