زيارة صاحب السمو لإسبانيا.. تدشين لمرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية القطرية - الإسبانية
Al Sharq
جاءت الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة إسبانيا في إطار جولة سموه الأوروبية، لتعكس مرحلة جديدة
جاءت الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة إسبانيا في إطار جولة سموه الأوروبية، لتعكس مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفتح أمامها آفاقا أرحب للارتقاء بها نحو شراكة استراتيجية على ضوء حرص الدوحة ومدريد على تنمية شراكتهما عبر اتفاقيات ومذكرات تفاهم تغطي عددا من المجالات والقطاعات الحيوية. وقد تمكن البلدان، خلال السنوات الأخيرة في سياق تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، من توسيع وبناء تعاون مثمر ومتنوع يشمل الاستثمارات، والطاقة النظيفة، والسياحة، والطيران، والعقارات وغيرها، لتصبح إسبانيا واحدة من الشركاء الاقتصاديين المهمين لدولة قطر، وقد عزز ذلك اتفاقية الإعفاء من متطلبات التأشيرة الموقعة بين البلدين لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 نوفمبر الماضي، وهي الاتفاقية التي من شأنها أن تمنح حاملي هذه الجوازات حرية التنقل بين البلدين، وتسهم في زيادة الاستثمارات وفرص التعاون الثنائي. وحقق التبادل بين إسبانيا وقطر، في العام الماضي، ارتفاعا حيث تجاوزت قيمته الإجمالية المليار يورو، مسجلا نموا لافتا بلغ 44.3 في المئة مقارنة بالعام 2020، وسط تطلعات بأن تتعزز الحركة التجارية بين البلدين خلال السنوات المقبلة. وتحتل دولة قطر، اليوم، مركزا متقدما بين الدول العربية المستثمرة في إسبانيا بحجم استثمارات يصل إلى أكثر من 21 مليار يورو، مثلما يعد جهاز قطر للاستثمار ثاني أكبر مساهم في البورصة الإسبانية، وفضلا عن ذلك تتميز الاستثمارات القطرية بكونها طويلة المدى، ما يجعل الشراكة الاقتصادية بين البلدين استراتيجية، كما تتميز بتنوعها حيث تشمل قطاعات مختلفة وفي شركات إسبانية عملاقة. وتشير البيانات إلى أن دولة قطر تمتلك حصصا قوية في القطاعات الاستراتيجية مثل قطاع الطيران، حيث تمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة معتبرة من حقوق ملكية مجموعة الخطوط الجوية الدولية IAG، كما تمتلك حصصا في /كولونيال/ العاملة في مجال البناء، وفي شركة /كورتي إنجليس/ العاملة في مجال التوزيع والخدمات، وفي شركة /بريزا/ الناشطة في قطاع الاتصالات، وفي شركة /إبيردرولا/ التي تعد واحدة من أهم المجموعات المتعددة الجنسيات الرائدة عالميا في قطاع الطاقة. وفي سياق متصل، تعد دولة قطر من المزودين الرئيسيين لمملكة إسبانيا بالغاز الطبيعي، حيث تعد ثاني أكبر مورد للغاز لها إذ توفر ما يصل إلى 12 بالمئة من إجمالي الواردات الإسبانية من هذه الطاقة النظيفة. وعلى صعيد آخر، بلغت الاستثمارات الإسبانية في قطر 80 مليون يورو في العام 2019.. حيث يعمل في السوق القطرية أكثر من 209 شركات إسبانية في مجالات البناء والبنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والمياه أو إدارة المرافق ومزودي خدمات آخرين. وعلى سبيل المثال، أنشأت شركة /إيبردرولا/ مقرها الرئيسي في قطر بغرض الاستثمارات البحثية في الشرق الأوسط، كما تعمل شركة /فيروفيال/ وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات في خدمات البنية التحتية في قطر من خلال فرع /FMM/، كما قامت /Acciona/ وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات تعمل في مجال تطوير وإدارة البنية التحتية والطاقة المتجددة، ببناء محطتين لتحلية المياه في قطر، بينما تشارك شركة /أجواس دي فالنسيا/ التي افتتحت فرعها بالدوحة في العام 2015، في العديد من المشاريع المتعلقة بإدارة المياه. ومؤخرا، أعلنت /قطر للطاقة/ عن إرساء عقد رئيسي لأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لمشروع توسعة حقل الشمال، وفاز به تحالف، أحد طرفيه شركة /تكنيكاس ريونيداس/ الإسبانية، التي تعمل في العديد من المشاريع بالدولة.