رُحّل تونس أوفياء لتاريخهم رغم قسوة الظروف
Al Jazeera
كان رحّل تونس يسافرون قديما على ضوء قمر الليالي الصيفية والصافية فأُطلق عليهم اسم “نجع قمرة” وتوارث سكان النجع عن أجدادهم تربية ورعي قطعان الإبل والأغنام والماعز.
تونس – مع حلول فجر يوم جديد، تنهض حبيبة في الظلام الدامس والسكون يعمّ الأجواء وبعض النجوم مازالت تتلألأ في السماء، تؤدي صلاة الفجر ثم تسارع -وعلى ضوء مصباح صغير- إلى عجن وطهي القليل من الكسرة (نوع من الخبز) على نار الحطب ثم تعدّ ما تيسّر من القهوة تتشاركها مع زوجها. وبحلول الخامسة صباحا، تغادر وزوجها خيمتهما المتواضعة في منطقة سيدي عيش بمحافظة قفصة (الوسط الغربي) ويُخرجان قطيع الأغنام والماعز من الزريبة لرعيها في الأراضي القاحلة المحيطة بهما. يعود الزوجان أدراجهما التاسعة صباحا وقد انغرست شمس يوليو/تموز الحارة في كبد السماء وأرسلت أشعتها الحارقة تنذر بيوم شاق وطويل ينتظرهما، على أن يخرجا ثانية الخامسة مساء ويرجعان مع حلول أذان المغرب.More Related News