د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة: عمى القلب قد لا يشعر به المبتلى

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن من عجائب خلق الله تعالى وصنعه قلب الإنسان، هذه المضغة الصغيرة التي

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن من عجائب خلق الله تعالى وصنعه قلب الإنسان، هذه المضغة الصغيرة التي حواها جوف ابن آدم، فكانت مَلكا على سائر بدنه يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها توجهه وتمنعه تخفضه وترفعه تضره وتنفعه تفرقه وتجمعه، حجمه صغير وأثره كبير عريض، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب" رواه البخاري ومسلم.

وأوضح الخطيب أن هذا القلب ينبض ما شاء الله أن ينبض عشرات السنين والأعوام منذ ولادة الإنسان وله لحظة يتوقف فيها عن النبض بأمر الله، يعلن فيها مغادرة هذه الدار وانتهاء وانقضاء الأجل المسمى لينتقل العبد إلى دار القضاء والحساب. وأضاف الخطيب: "هذا القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه الله حيث شاء، إما إلى الخير مكافأة وإما إلى الشر مؤاخذة، يقول الله تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون"، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم كلها بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء".

وأكد الشيخ محمد المريخي أن القلب محل النظر الإلهي، لا ينظر الله تعالى إلى بدن عبده ولا جسمه وماله ولكن ينظر لما استقر من نيات وأعمال وشهوات وإسلام وإيمان وما يحبه الله وما لا يحبه وبناء عليه يكافئ سبحانه أو يؤاخذ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" رواه مسلم، ومن هنا وجب على العبد مراقبة قلبه وما فيه من إيمان وعمل صالح ونية صالحة أو كفر وفسوق وعصيان، وبغض لدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.