دراسة عالمية تدعو لاستراتيجيات جديدة للحد من الصمّة الرئوية

أكدت دراسة عالمية قادها الدكتور إسلام الجندي، أستاذ مساعد في الطب في وايل كورنيل للطب – قطر، الحاجة الفعلية لاعتماد استراتيجية جديدة للحدّ من خطر إصابة

أكدت دراسة عالمية قادها الدكتور إسلام الجندي، أستاذ مساعد في الطب في وايل كورنيل للطب – قطر، الحاجة الفعلية لاعتماد استراتيجية جديدة للحدّ من خطر إصابة النساء بالصمّة الرئوية الحادة (انسداد أحد الشرايين الرئوية) خلال الحمل أو فترة النِّفاس الممتدة لستة أسابيع بعد الولادة. وتحدث الصمّة الرئوية الحادة عند انسداد أحد شرايين الرئة، ويكون ذلك في العادة بسبب جلطة دموية تتكون في الساقين ومن ثم انتقالها.  ومن أعراض الصمّة الرئوية الحادة: ضيق التنفس وألم شديد في الصدر، وسعال يقترن أحياناً بنفث الدم. وغالباً ما تستجيب الصمّة الرئوية تماماً للعلاج، لكن في بعض الحالات قد تتسبب بموت المصاب بها. وعاينت الدراسة البحثية كمية ضخمة من البيانات عن أكثر من 37 مليون حالة إدخال للمستشفيات في الفترة بين 2007 - 2015 لنساء في الولايات المتحدة، خلال حملهن أو بعد ولادتهن، ووجدت أن قرابة 6333 منها لنساء أُصبن بالصمّة الرئوية الحادة.  وتبيّن للباحثين أن احتمال الإصابة بالصّمة الرئوية الحادة يزداد بين الأمهات السود (29.2 % مقابل 15 %)، والمصابات بالسمنة (14.9 % مقابل 4.8 %) والمدخنات (11 % مقابل 2.1 %)، ومريضات ارتفاع ضغط الدم (10.3 % مقابل 0.9 %)، وأن المرض أكثر انتشاراً بين مريضات السكري (4.1 % مقابل 1.3 %)، وإلى جانب المصابات بقصور القلب (8.5 % مقابل 0.1 %)، وبأُهبَة التخثُّر (9.9 % مقابل 0.4 %). وأظهرت الدراسة أن حدوث الصمّة الرئوية بين الحوامل وحديثات الحمل لم يتناقص خلال أعوام ثمانية شملتها الدراسة، كما زاد انتشار عوامل الاختطار التي تجعل الصمّة الرئوية أكثر شيوعاً، مثل التدخين أو السمنة أو داء السكري. وأنجز هذه الدراسة علماء من مؤسسات عالمية مرموقة بقيادة الدكتور الجندي الذي انضم إلى وايل كورنيل للطب - قطر قادماً من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفرد، والدكتور كارل بيباين من جامعة فلوريدا، ونُشرت بعنوان «الصمّة الرئوية الحادة خلال الحمل والنِّفاس: الاتجاهات الوطنية وحصيلة المستشفيات» في الدورية الطبية المرموقة Mayo Clinic Proceedings. وقال الدكتور الجندي تعليقاً على الدراسة: «ارتفعت معدلات وفيات الأمهات في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، على عكس سائر البلدان المتقدمة، وتتصدّر أمراض القلب والأوعية الدموية اليوم أسباب الوفيات.  وأضاف أن الصمّة الرئوية الحادة خلال الحمل وبُعيد الولادة أمر نادر، وتحليلنا يُظهر أن المرض ما زال يصيب أقلية ملحوظة من النساء والأعداد لم تتناقص خلال العقد الماضي. يُضاف إلى ذلك أن عوامل الاختطار التي نعلم أنها تفاقم احتمالية الإصابة بالصمّة الرئوية باتت أكثر انتشاراً. وكل العوامل السابقة تضعنا أمام حاجة فعلية إلى استراتيجيات جديدة للحد من حدوث الصمّة الرئوية بما يجعل أكبر عدد من النساء يجتزن بأمان مرحلة الحمل والولادة والنّفاس». وأسهم في الدراسة المنشورة باحثون آخرون من كلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة، كلية طب وارين ألبيرت في جامعة براون في بروفيدانس بولاية رود آيلاند، جامعة واشنطن في سياتل، مركز العلوم الطبية بجامعة تكساس في غالفستون، جامعة أركنسو للعلوم الطبية في ليتل روك، جامعة لويولا شيكاغو، مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن، جامعة كيل بالمملكة المتحدة، مستشفى رويال ستوك الجامعي في ستوك - أون - ترينت في المملكة المتحدة، المستشفى الجامعي جيرمانز ترياس إي بوجول في برشلونة في إسبانيا، وكليفلاند كلينيك في أوهايو. وقال الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك الأول للبحوث والابتكارات والتداول التجاري في وايل كورنيل للطب - قطر: «تُظهر هذه الدراسة المتميزة والمنجزة في الوقت المناسب للدكتور الجندي ونخبة من العلماء من حول العالم الإمكانات المذهلة لتطبيقات البيانات الضخمة «بيغ داتا» وأهمية الجهود البحثية الجماعية في تيسير فهم أكثر دقة للاتجاهات الصحية الملحّة في العالم بما يمكّن من النهوض بمحصلة الرعاية الصحية للمرضى، خاصة في دولة قطر».