خبير أمريكي لـ الشرق: تنسيق قطري أمريكي ألماني لإنجاح عمليات الإجلاء بأفغانستان
Al Sharq
أكد رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الخارجية وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه أن الاضطراب ما زال مسيطراً على أبعاد المشهد الأفغاني، فهناك جمود
أكد رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الخارجية وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه أن الاضطراب ما زال مسيطراً على أبعاد المشهد الأفغاني، فهناك جمود سياسي حول تشكيل الحكومة ولكن مع حراك في المباحثات والمناقشات حول الحكومة الجديدة، فيما يزداد تفاقم المعاناة والأوضاع الإنسانية بحسب تقدير الأمم المتحدة لأكثر من نصف المواطنين الأفغانيين، وضغوط هائلة تتحملها إدارة الرئيس بايدن جراء خطوة الانسحاب وما يعقبه من تسارع في أحداث سيطرة طالبان على البلاد الأفغانية، والضغوط الهائلة على البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون في ملف عمليات الإجلاء المعقدة التي ما زالت تصارع الزمن للوفاء بجدولها الزمني، أو بتحسين الأوضاع المؤسفة المتعجلة التي وجهت انتقادات للإدارة بفشلها الاستخباراتي بعدم الاستعداد لمثل هذا السيناريو بصورة أفضل مما سار عليها، مؤكداً في حديثه لـ الشرق أن هناك حاجة إلى تسوية سياسية ملحة بدرجة كبيرة من أجل الانتهاء من الأوضاع المعقدة للغاية التي بدا منها مظاهر تمرد حقيقية في الشمال الأفغاني تنذر بمواجهة مسلحة ينبغي تجنبها عبر الحوار في التمثيل الائتلافي للسلطة، وتبقى رسائل الإدارة الأمريكية تؤكد المخاوف تجاه قضايا المرأة والحقوق المدنية وما ينطوي منها على رهنها بالمساعدات الإغاثية والطبية، فيما ستكون قمة الدول السبع المرتقبة والتي ستجمع قادة الدول عبر الاتصال المرئي مهمة في كشف مواقفهم تجاه مستجدات الأحداث الأفغانية، ولكن الموقف الأمريكي سيبقى الأبرز وما ستسير عليه الأمور وفقاً لكون أمريكا أكبر المانحين والتي تمتلك أغلب الأصول الأفغانية التي تم تجميدها مؤخراً. ◄ مطار كابول يقول د. رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه: إن ما يقارب نصف السكان في أفغانستان في حاجة ماسة للمساعدة، ويبقى عشرات الآلاف يحاولون مغادرة البلاد وخاصة هؤلاء المنتسبين للحكومة السابقة أو المتعاونين مع أمريكا وحتى قوات التحالف بقيادة الناتو، وقد كانت الأيام الأخيرة بكل تأكيد مصحوبة باضطراب وفوضى وخاصة في مطار كابول، وتزايدت معدلات القتل جراء التدافع أو المشاهد المؤسفة التي شاهدناها لمن سقطوا لحتفهم من الطائرات بعد أن تعلقوا بجسمها لحظة الإقلاع، عموماً هذه الحرب المأساوية الأمريكية في أفغانستان كانت بالأساس توجهات سياسية انتخابية دعمها الشعب الأمريكي في أول فترتين رئاسيتين منذ إدارة جورش بوش الابن وواصلت نسبة تأييدها في الإدارات التي أعقبتها، حتى في السنوات الأخيرة باتت هذه الحرب سيئة السمعة لدى الشعب الأمريكي خاصة فيما افتضح أمرها مقارنة بحجم الخسائر واستحالة الفوز فانقلب عليها الشعب الأمريكي تماماً ووصلت نسبة رفضه للحرب وتأييدهم لخطوة الانسحاب لنحو 70 % وهو رقم تحركت معه السياسات منذ عهد أوباما استجابة لهذا التصور ولكن كبلت أيديهم من البنتاغون، والآن الرئيس بايدن لا يبدي ندمه أبداً على قرار الانسحاب بل يقر بأن كل تلك السيناريوهات حتى على مأساويتها كان ينبغي أن تحدث قبل خمسة عشر عاماً مضت، وأن كابوس الحرب الأفغانية لن يورث من إدارته نحو إدارة جديدة، وفيما يتفق أغلب الأمريكيين حتى الآن على أن خطوة الانسحاب كانت القرار الصحيح إلا أن فوضاوية المشهد وتصاعد الأحداث بمثل تلك الوتيرة وسرعة سيطرة طالبان في أيام معدودات على العاصمة والدولة بالكامل وهذا المشهد المأساوي المصحوب بفوضى وخسائر في عمليات الإجلاء جعلت أغلب الأمريكيين ينتقدون هذا السيناريو الذي جرت عليه الأمور. ◄ الموقف الأمريكي ويوضح الخبير الأمريكي في ملف العلاقات الدولية: إن إدارة بايدن أرجعت سرعة سيطرة طالبان على أفغانستان ليس فقط لقرار الانسحاب الأمريكي بل لفرار الحكومة وتخليها عن مهامها في الدفاع حتى عن العاصمة المركزية، فجيش لا يملك رغبة في القتال لماذا تتحمل أمريكا تلك المهمة وتتكبد تلك الخسائر في الأرواح والأموال في مقابل آخرين، وفي المقابل تسيطر عمليات الإجلاء بصورة كبيرة على الإدارة الأمريكية حيث تحملت إدارته انتقادات موسعة حول عدم الاستعداد الواضح لهذا السيناريو ولكن إدارته ركزت على كيف تتم عمليات الإجلاء تلك الآن والتطورات في الموقف من حيث الجسر الجوي الحيوي الذي تم في الأيام الماضية، وقيام القوات الأمريكية المتواجدة بمنح إمكانية وصول للمطار مؤكدين أن المنطقة الخضراء الآمنة قد تم تمديد رقعتها لتشمل مسارات آمنة لمطار كابول، ورغم التهديدات العديدة تصر قيادات البنتاغون أنها لا تؤثر على وتيرة عمليات الإجلاء الجارية الآن وتبطئ من مساراتها، وتجري التحضيرات بالشراكة مع حلفاء أمريكا مثل قطر وألمانيا من أجل إكمال عمليات الإجلاء وفقاً للجدول الزمني الذي تم الإعلان عن استهدافه بغضون نهاية الشهر الجاري، وتضع القوات الأمريكية حالياً كافة الاستعدادات بما فيها حتى التحرك وزيادة الأعداد والمواجهة إذا ما اقتضت الأمور لذلك، فالأعباء كثيفة هذه الساعات على وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون خلال مهام الإجلاء الصعبة. ◄ قمة دولية طارئة واختتم د. رافيل شانيسكي الخبير الأمريكي في الشؤون الدولية تصريحاته لـ الشرق موضحاً: إن هناك جلسة عاجلة لمجموعة الدول السبع تتم عن طريق الاتصال الرقمي المرئي للمناقشة حول الملفات التي سيتصدرها بكل تأكيد الملف الأفغاني، خاصة أن أغلب الدول المنخرطة لديها أيضاً أجندتها ومصالحها في أفغانستان، وسيكون الحديث بكل تأكيد حول الموقف من سلطة طالبان الجديدة، وكانت إدارة الرئيس بايدن أبدت في بعض الرسائل أنها لن تفرض شروطاً متعسفة حول الطريقة التي ستتعامل بها طالبان مع المواطنين مع تأكيد الضمانات حول أهمية المساواة وخاصة في قضية المرأة وتعليم الفتيات، وعلى العموم رسائل الإدارة الأمريكية حول هذا الصدد لطالبان هو تلويح بمدى إمكانية قيام أمريكا وفقاً لها بتقديم المساعدات والمعونات والإغاثة والمساعدة الطبية وأيضاً إضفاء الشرعية الدولية على الحكومة المزمع تشكيلها، وسيكون هذا هو المسار ذاته الذي ستتبناه مجموعة الدول السبع، ولكن الأمر معقد فتجد الأمم المتحدة ترفع تقاريرها حول الأوضاع بأفغانستان بأنها في منتهى الخطورة، أمام تعليق المساعدات والمخاوف الغربية من توجيهها إلى طالبان وهو مأزق ينبغي الانتهاء منه عبر التفاوض العاجل والتسوية السياسية وحسمها من أجل البدء في معالجة هذا الوضع المعقد الذي يعيشه المواطنون الأفغانيون، وعموماً الموقف الأمريكي سوف يكون الحاسم خلال ذلك لأنها أكبر المانحين بكل تأكيد وأيضاً أغلب الأصول الأفغانية بداخل وبأيدي الولايات المتحدة بكل تأكيد وتم تجميدها خشية أن تقع تحت سيطرة طالبان بكل تأكيد.More Related News