خبراء ومواطنون لــ الشرق: مشاركة صاحب السمو في قمة المناخ تعزيز للجهود العالمية
Al Sharq
قال عدد من الأكاديميين والخبراء والمواطنين إن مشاركة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في القمة العالمية بشأن تغير المناخ في مدينة غلاسكو بأسكتلندا بجانب عدد من قادة
قال عدد من الأكاديميين والخبراء والمواطنين إن مشاركة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في القمة العالمية بشأن تغير المناخ في مدينة غلاسكو بأسكتلندا بجانب عدد من قادة العالم ومسؤولين ومنظمات دولية تؤكد عزم قطر على تعزيز الجهود العالمية الرامية لمواجهة التغير المناخي وتداعياته. وحذر الأكاديميون والخبراء والمواطنون في استطلاع لـ الشرق من خطورة الاعتداء على البيئة البرية والبحرية في قطر، وقالوا لــ الشرق إن الدولة قامت بسَن العديد من القوانين والتشريعات الصارمة التي تسعى للحفاظ على البيئة وحمايتها من العبث، لافتين إلى أن الأمن البيئي من أبرز الأولويات القطرية، حيث تستعرض الدولة جهودها في هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي، وقد نالت هذه الجهود استحسان العديد من المنظمات العربية والدولية.. فيما حدد الخبراء العديد من الأمور التي من شأنها أن تهدد البيئة القطرية ومنها العبث بالبيئة البرية والاعتداء على النباتات والأشجار واستغلال الثروة الحيوانية والصيد العشوائي وزيادة استخدام الآليات والمواد الكيميائية التي يكون لها أثر كبير في تلوث الهواء. ودعوا إلى ضرورة الالتزام بالقوانين التي تعنى بحماية الحياة البرية والبحرية في دولة قطر، مطالبين بضرورة الاهتمام بالتربية البيئية والوعي البيئي منذ الصغر، ولأهميتها في الارتقاء بمدارك، ووعي الطفل وتعزيز اتجاهاته البيئية، مشيرين إلى أهمية تخصيص مناهج دراسية تتعلق بتعزيز الحفاظ على البيئة لدى النشء. د. فهد الجمالي: البيئة بحاجة لجهود عالمية حذر الدكتور فهد الجمالي أستاذ علوم البحار البيولوجية والبيئية بجامعة قطر، من الأضرار العديدة التي تتعرض لها البيئة في الوقت الحالي، ومنها ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، بسبب مخرجات المصانع والوقود الأحفورى، مشيرا إلى أن البترول والفحم أيضا من المصادر الرئيسية في انبعاث غازات الكربون.. وقال إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكرة الأرضية بها غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة ثابتة، وموجود في البيئة البحرية بنسبة ثابتة أيضا، إلا أن ما يحدث من أنشطة الإنسان، واستخدامه للوقود الأحفوري يؤدي إلى خروج غاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة نسبته في الكرة الأرضية، مبينا أن سبب الخطورة هو امتصاصه لأشعة الشمس، وتدفئة الكرة الأرضية، مما يرفع درجة الحرارة عن معدلها الطبيعي، وبالتالي يؤدي إلى تغيير في النظام البيئي، وخاصة البيئة البحرية حيث يحدث ظاهرة موت الشعب المرجانية. ولفت إلى أهمية المؤتمرات العالمية التي تناقش التغييرات المناخية، وكيفية المحافظة على البيئة، موضحا أن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا بالبيئة وحماية مواردها واستدامتها، لأنها الركيزة الرابعة لرؤية قطر 2030، مبينا أن العالم اليوم يتجه للطاقة البديلة، كما أنه يوجد سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية، ولها العديد من الامتيازات... وتابع قائلا: يفترض أن يكون هناك توجه من دول الخليج نحو الاستثمار الأمثل للموارد الموجودة، خاصة وأن الطاقات البديلة موجودة، ويتم استخدامها بكفاءة عالية في بعض دول العالم، لذلك دول الخليج أيضا عليها مواكبة العصر، من خلال إنشاء محطات كهربائية للسيارات بهدف المحافظة على البيئة واستدامة مواردها.. وشدد على أن البيئة تحتاج لجهود عالمية. عبد الله الخاطر: يجب استدامة الموارد البيئية قال المهندس عبد الله خالد الخاطر، الناشط البيئي ورئيس رابطة الشبهانة البيئية، إن المحافظة على البيئة قضية عالمية ويجب أن نتعايش معها في تفاصيل حياتنا اليومية كأفراد ومجموعات، مشيرا إلى أنهم من خلال رابطة الشبهانة حاولوا تسليط الضوء على المحافظة على البيئة واستدامتها منذ قرابة 6 سنوات منذ إنشاء الرابطة... ولفت إلى أن بيئة قطر بيئة برية شبه صحراوية تعيش فيها باقة غنية من الأشجار والنباتات الصحراوية رغم شح الموارد المائية، موضحا أنها مثل باقي دول العالم، تعاني من تدهور الوضع البيئي بسبب انعدام التجدد النباتي وتمدد العمران إلى الموائل الطبيعية للنباتات المحلية، ونوه إلى أن التدخل البشري القاسي يعد المهدد الأكبر لاستمرار مظاهر الحياة البرية المتبقية ولعل أهم هذه المعوقات هو الاستمرار في إنشاء آبار تغذية الخزانات الجوفيه في الروض والتي تعد كفيلة بالقضاء على النباتات البرية في تلك التجمعات الفريدة لجل النباتات المحلية في شبه جزيرة قطر... وتابع قائلا: إن استمرار الطرق العشوائي بعجلات المركبات وخاصة المركبات الثقيلة على المناطق البرية دون تفعيل الرقابة وتطبيق القوانين يعدد مهددا رئيسيا لتجدد النباتات البرية، بالإضافة إلى الرعي الجائر وزيادة أعداد الإبل بشكل غير مدروس في السنوات الأخيرة. وأكد على ضرورة حماية الموارد البيئية واستدامتها، وتسليمها للأجيال القادمة معافاة وسليمة، لأنها الركيزة الرابعة لرؤية قطر 2030، فالنشء سيحمل هذه المهمة في المستقبل، لذلك لابد من تعريفهم على أهمية الإرث النباتي وطريقة التعامل مع كل مكونات البيئة برفق تماشيا مع تعاليم ديننا الحنيف والعادات المكتسبة من الآباء والأجداد، مضيفا أن ذلك من خلال تعزيز دور التعليم في التركيز على هذه الزاوية التربوية المهمة، مع وضع الموضوعات البيئية التي ترفع من ثقافتهم في المناهج الدراسية، بحيث يكون للنشء دور في تعزيز المحافظة على البيئة من خلال النشاطات البيئية مثل زراعة النباتات أو تنظيف الشواطئ. د. لطيفة المغيصيب:تشديد على التربية البيئية للصغار أكدت الدكتورة لطيفة المغيصيب، الأستاذ بجامعة قطر، أن التقدم العلمي والتقني قد ساهم في تطور الحياة وتسهيلها، إلا أنه أدى في نفس الوقت، إلى الإخلال بتوازن النظم البيئية المختلفة، وذلك نتيجة تدخل الإنسان واستخدامه لمواردها دون تقنين أو ترشيد، مشيرة إلى أن سوء استخدام الموارد وعدم الحفاظ عليها أدى لأضرار بيئية منها التلوث بأنواعه المختلفة، وقطع الأشجار وعدم التزام البعض بقواعد النظافة فقد يلقي النفايات في البحر أو البر... وشددت على أهمية الاهتمام بالتربية البيئية والوعي البيئي منذ الصغر، وذلك لأهميتها في الارتقاء بمدارك، ووعي الطفل وتعزيزه واتجاهاته البيئية، وتزويده بالمهارات التي تجعله قادرا على الإسهام بشكل إيجابي في حماية البيئة، موضحة أن ذلك يمكن من خلال وسائل التنشئة المختلفة كالأسرة والإعلام والمدرسة... وتابعت قائلة: لاسيما إذا تم تضمين ذلك في المناهج التعليمية وتفعيل دمج الفنون البصرية بالمواد الدراسية، حيث تلعب التربية الفنية دورا هاما في ذلك إذا ما صممت مناهجها، بشكل يتضمن وحدات وبرامج تعليمية بيئية متخصصة، في تنمية الوعي البيئي، يمارس من خلالها النشء أنشطة فنية بيئية تساعد في تنمية أحاسيسه واتجاهاته ووعيه نحو البيئة ومسؤوليته في الحفاظ عليها، بأن يبدأ بنفسه في ترك مكانه نظيفا، وإلقاء النفايات في الحاويات المخصصة لها، والاستفادة من إعادة تدوير المهملات بعمل مشغولات فنية والمبادرة بالتشجير والزراعة. فرهود الهاجري: تنسيق بين التطور العمراني والبيئة يرى فرهود الهاجري، المدير التنفيذي لمركز أصدقاء البيئة، أن هناك أهمية كبرى للمحافظة على البيئة لاستدامة الموارد الطبيعية، خاصة وأن الماء والهواء والتربة هي مكونات البيئة التي يجب المحافظة عليها من العبث أو الإضرار بها، الأمر الذي يعكس أهمية البيئة وارتباطها بالإنسان... وأشار إلى أن البيئة تعاني من مشاكل مرتبطة بالتطور والتوسع العمراني، ومشاكل أخرى متمثلة في السلوكيات الخاطئة للإنسان، منوها إلى أن موسم التخييم رغم كونه متنفسا للجميع للاستمتاع بالبيئة، إلا أن بعض المخيمين قد يمارسون بعض السلوكيات التي قد تكون إما عن جهل أو عن عمد مما يؤدي إلى الإضرار بالبيئة وإتلاف الروض، والاحتطاب بالأشجار خاصة الأشجار الدائمة. وأعرب عن أمله بأن تخرج المؤتمرات المعنية بالمناخ والحفاظ على البيئة بتوصيات وحلول من شأنها المحافظة على البيئة وإحياء البيئة البرية والبحرية، وحماية الموارد الطبيعية وإثراء كافة مكونات البيئة، ولكن بعيدا عن المساس بالتخييم كونه متنفسا للجميع، مشددا على أهمية التوعية بالمحافظة على البيئة باعتبارها عاملا أساسيا، وذلك عن طريق غرس وتعزيز المحافظة على البيئة في نفوس النشء والأجيال من خلال المناهج الدراسية... وتابع قائلا: إننا في مركز أصدقاء البيئة، لدينا العديد من الفعاليات والأنشطة المستمرة لرفع الوعي بأهمية المحافظة على البيئة، ونسعى دائما لزيادة التوعية من خلال التثقيف وعقد الشراكات مع الجهات المختلفة بالدولة، وبالفعل أرى أن هناك زيادة في الوعي بأهمية البيئة، وذلك من خلال ظهور مبادرات داعمة للبيئة على مستوى المجتمع المحلي. خليل القحطاني: غرس الثقافة البيئية في نفوس الأجيال أكد السيد خليل القحطاني على أهمية المحافظة على البيئة، وقال: تولي قطر اهتماماً كبيراً بحماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية وتنميتها من أجل مستقبل الأجيال الحالية والقادمة، لافتا إلى أن الدولة لم تألُ جهدا في سبيل تعزيز حماية البيئة وغرس هذه الثقافة في نفوس النشء.. وأضاف: تشير التوقعات المحلية والعالمية إلى الفوائد الجمة التي قد تعود بالنفع على الجميع إذا ما تمّ تطبيق العديد من الإجراءات المتعلقة بالبيئة ومنها تحسين الصحة العامة للفرد والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية. وأشار القحطاني إلى أن قطر وضعت قوانين صارمة للحفاظ على البيئة وعدم العبث بها بطريقة عشوائية، لافتا إلى أنه وفي إطار موسم التخييم يجب على مرتادي البر والبحر أن يكون لديهم ثقافة ووعي بيئي كبير وأن يلتزموا بالقوانين العامة التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية.. وأكد على أهمية غرس ثقافة الحفاظ على البيئة في نفوس الأطفال عن طريق تدريسها في المناهج وأن تكون في مقررات خاصة يتم تدريسها في المراحل الابتدائية.. مشيرا إلى أن البيئة القطرية غنية بالتنوع الحيوي والبيولوجي ومن هذا المنطلق فإننا نمتلك موارد طبيعية في غاية الأهمية تجب حمايتها والحفاظ عليها بكافة السبل.. كما شدد على أهمية حماية البيئة البحرية من الصيد العشوائي وتنظيم عمل الصيادين للحفاظ على البيئة البحرية وعدم رمي المخلفات في مياه البحر لمنع تلوثها.. فاطمة فلامرزي: البيئة القطرية غنية جداً بمكوناتها وعناصرها قالت فاطمة فلامرزي إن البيئة القطرية غنية جداً بمكوناتها وعناصرها، ولفتت إلى أن قطر وضعت قوانين وسنت التشريعات الخاصة للحفاظ على البيئة وجعلها ثقافة عامة ومنهج حياة.. وأشارت أنه يمكن لجميع أطياف المجتمع من جميع الأعمار والقدرات المساهمة في الحفاظ على البيئة كل من موقعه ومسؤولياته. وأشارت أنه من هذه الأمور التي تساهم في الحفاظ على البيئة هي تقليل الاستهلاك وإعادة التدوير لتقليل التكاليف المادية وإثقال البيئة بالنفايات. إلى جانب التقليل من استخدام المركبات، والاعتماد على الدراجات أو المشي ما أمكن وذلك من أجل تحسين جودة الهواء والحياة والصحة واللياقة البدنية. كما أنه يجب الترويج والحث على تنظيف الممرات المائية والشواطئ والنظم البيئية الأخرى، واستصلاحها وإعادة إحيائها لمساعدة النباتات والحيوانات على النمو والبقاء. والاعتناء بالبيئة في المدرسة والعمل والمنزل بما في ذلك المساحات الخضراء والحدائق والحفاظ على الماء والتخلص الصحيح من النفايات، وإعادة تدويرها إن أمكن ذلك. وأشارت أن هناك ملوثات عديدة قد تتعرض لها البيئة ومنها العبث بالبيئة البرية والاعتداء على النباتات والأشجار وأيضا العبث بالثروة الحيوانية والصيد العشوائي وزيادة استخدام الآليات والمواد الكيميائية التي يكون لها أثر كبير في تلوث الهواء ودعت السيدة فلامرزي إلى ضرورة الالتزام بالقوانين والآليات التي تعنى بحماية الحياة البرية والبحرية في دولة قطر.. محمد الظبياني: حماية البيئة والحفاظ عليها من أبرز الأولويات دعا السيد محمد الظبياني إلى ضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من العبث، وأشار إلى أن دولة قطر أولت قضية الاستدامة اهتماما كبيرا وسنت القوانين والتشريعات التي تسعى لحماية البيئة القطرية والحفاظ عليها باعتبارها متنوعة وغنية. وشدد على ضرورة عدم العبث بالنباتات وضرورة إطلاق حملات التشجير سواء داخل الدوحة أو في المناطق الخارجية والحفاظ على الحياة البحرية وعدم تعرضها للصيد الجائر ورمي المخلفات داخل البحر للحافظ نقاء المياه. وأشار الظبياني إلى أن قطر تنعم بموارد طبيعية غنية بالنباتات النادرة، وهناك جهود تسعى للحفاظ عليها وزيادتها. وأضاف: تعد عمليّة المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التي يجب على الإنسان أخذها بعين الاعتبار وذلك للحدّ من تدمير النظم البيئية بشتى أنواعها والتدهور البيئيّ الذي يهدد بدوره كلاً من صحة الإنسان والبشر والنباتات على المدى الطويل بفعل الأنشطة البشريّة وبهذا فإن جميع القرارات المُتخذة قد تؤثر على البيئة بشكل أو بآخر سواء كانت تتعلق بأغذيتهم، أو مُشترياتهم، أو كيّفيّة التنقل وغيرها. وأكد أن للمؤسسات التعليميّة دورا كبيرا في الحفاظ على البيئة ويتم ترجمة دور المؤسسات التعليميّة من مدارس، وجامعات، وكليّات وغيرها عن طريق تضمين المناهج الدراسيّة بمحتوى متخصص يتحدث عن البيئة وكيفيّة المحافظة عليها وغيرها من الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تزيد من وعي الطلاب ومسؤوليتهم تجاه البيئة.. وأضاف: يتمثل دور الأفراد في المحافظة على البيئة في العديد من الإجراءات والسلوكيات، ومنها التعليم المستمر وزيادة المعرفة فيما يتعلق بأهمية الحفاظ على البيئة وقيمة الموارد الطبيعية بالإضافة لمساعدة الآخرين في ذلك. والتكثيف من زراعة الأشجار؛ لأنَّها تُنتِج الغذاء والأكسجين كما أنَّها تُساعد على توفير الطاقة وتنقية الهواء بالإضافة إلى دورها في مُكافحة التغيُر المناخي والعمل على تنظيمه وصيد أنواع الأسماك والمأكولات البحرية المُستدامة التي تُصاد وتُربى واختيارها بدلاً من أنواع الأسماك الأخرى. وتَجنُب إلقاء المواد الكيميائيّة المنزليّة في المُسطحات المائية والمجاري المائية والالتزام بمجموعة من الأساليب والطرق المنزليّة لحماية البيئة التي يمكن من شأنها حماية البيئة، والحفاظ عليها.