تولو نيوز: قضايا إنسانية تتصدر الاجتماع الأفغاني الأوروبي في الدوحة
Al Sharq
قالت شبكة تولو نيوز إن وفد حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أجرى محادثات مع مبعوثي الاتحاد الأوروبي يومي 26 و 27 نوفمبر في الدوحة، بحسب ما أفاد به متحدث باسم الحكومة
قالت شبكة تولو نيوز إن وفد حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أجرى محادثات مع مبعوثي الاتحاد الأوروبي يومي 26 و 27 نوفمبر في الدوحة، بحسب ما أفاد به متحدث باسم الحكومة الأفغانية. وناقش الجانبان القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية المتعلقة بأفغانستان. وتم عقد الاجتماعات مع وفد الاتحاد الأوروبي. وقال محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان إن المحادثات ركزت على القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية. واجتمع وفد رفيع المستوى من حكومة تصريف الأعمال الأفغانية برئاسة وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير متقى في الدوحة خلال يومي السبت والأحد مع المبعوث الامريكي الخاص لأفغانستان وممثلي الاتحاد الأوروبي. وبحث الوفد الذي يضم أيضا ممثلين من قطاعات مختلفة بينها التعليم والصحة والمالية والأمن والبنك المركزي الأفغاني، القضايا السياسية والأصول المالية المجمدة والمساعدات الإنسانية والتعليم والصحة وتوفير الأمن للمقار الدبلوماسية في كابول وإعادة فتحها وموضوعات عالقة أخرى، حسبما أفاد نعيم. قضايا هامة وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانيةعبد القهار بلكي إن وفد الإمارة الإسلامية التقى سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وأضاف بلكي أن "الاجتماع ركز على العلاقات الثنائية والأمن والتعليم والوضع الإنساني في أفغانستان والقضايا ذات الاهتمام المشترك". ويرى محللون سياسيون أن الاجتماعات تهدف إلى إيجاد سبل لتقديم الدعم الإنساني لأفغانستان. وقال المحلل طارق فرهادي "إنهم يجتمعون مع طالبان لإيجاد سبل لتقديم الدعم الإنساني لأفغانستان دون الاعتراف بطالبان". وقال آصف مبليغ: "يجب على الإمارة الإسلامية الاستفادة من الحوار مع دول العالم لأننا نكافح مع مشاكل اقتصادية حادة". كما ذكرت الشبكة الأفغانية تولو نيوز أن رئيس وزراء حكومة طالبان المؤقتة محمد حسن آخوند، ألقى أول خطاب صوتي له عقب سيطرة الحركة على أفغانستان. وبُثّ الخطاب الصوتي الذي استمر لمدة نصف ساعة، السبت، على التلفزيون الوطني الأفغاني. وأوضح آخوند في كلمته أن حركة طالبان لا تتبع سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأعرب آخوند عن رغبته في إقامة علاقات طيبة مع دول المنطقة والعالم، مبينا أن سبب الأزمة الاقتصادية والبطالة في أفغانستان ليس طالبان، بل الحكومة السابقة. وأشار إلى أنه في حال تم تحرير احتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي في الخارج، سيتم حل المشكلات الاقتصادية في البلاد. ودعا آخوند الدول الأجنبية إلى تقديم المساعدة للشعب الأفغاني. وعن تعليم الفتيات، قال آخوند، إن تعلّم الفتيات في أفغانستان مستمر وأن حكومته ستعمل على تحسين الوضع التعليمي للفتيات في البلاد. وتابع قائلا: "وضع المرأة في أفغانستان أفضل وأكثر أمانًا من ذي قبل"، مشيرا إلى أن "الحكومة الحالية أكثر شمولاً من الحكومة القديمة.. وندافع عن حقوق المرأة وفقًا للشريعة الإسلامية". ودعا آخوند شعب أفغانستان إلى دعم حركة طالبان من أجل مستقبل أفضل، موضحا أن الحكومة تعمل جاهدة لحل مشاكل الشعب. أزمة خانقة من جهته، حذر صندوق النقد الدولي في تقرير من أن الاقتصاد الأفغاني يمكن أن ينكمش بنسبة 30٪ أو أكثر على أساس سنوي مما قد يؤدي إلى حالة مجاعة. وفي محاولة لتخفيف الوضع أعلاه، كثفت طالبان أنشطتها الدبلوماسية ووسعت نطاقها بما في ذلك الوصول إلى دول في الاتحاد الأوروبي للحصول على المساعدة المالية. وقال مكتب الأمم المتحدة الإنساني لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه قدم المساعدة لأكثر من خمسة ملايين شخص محتاج منذ سقوط الحكومة السابقة في جميع أنحاء أفغانستان. وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية في أفغانستان ودعا المجتمع الدولي إلى زيادة مساعدته للبلاد. وقال عبد الله الدردري، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان، إنه "لا يمكن إدارة أزمة إنسانية من خلال الدعم الإنساني فقط". وأضاف: "إذا فقدنا هذه الأنظمة في الأشهر القليلة المقبلة، فلن يكون من السهل إعادة بنائها لخدمة الاحتياجات الأساسية للبلاد. نحن نشهد تدهوراً سريعاً إلى نقطة اللاعودة". وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق إن حملة التبرعات الإنسانية العاجلة البالغة 60 مليون دولار لأفغانستان قد وصلت إلى هدفها. واقترح الاقتصاديون أن تتخذ الأمم المتحدة خطوات عملية لمساعدة الأفغان. وتتحدث الأمم المتحدة دائمًا عن تقديم المساعدة دون النظر إلى الوضع السياسي. وقال إيرج فقيري، خبير اقتصادي، "إذا كان الأمر كما يقولون، فينبغي أن يتم تقديم مساعدة حقيقية". وقال الخبير الاقتصادي سيد هارون الهاشمي: "يجب أن تتعاون الإمارة الإسلامية مع دول العالم لتقديم هذه المساعدة". وتعهدت المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم حيث لا تزال البلاد تعاني من تدهور الوضع الاقتصادي. وفي تقرير آخر، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاقتصاد الأفغاني يقترب من الانهيار مع تزايد الضغط لتخفيف العقوبات الأمريكية، وقد تدهور الاقتصاد الأفغاني منذ استيلاء طالبان على السلطة، وبعد ثلاثة أشهر من حكم طالبان، انهار الاقتصاد الأفغاني تقريبًا، مما دفع البلاد إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. واختفت ملايين الدولارات من المساعدات التي كانت تدعم الحكومة السابقة، وتم تجميد أصول المليارات من الدولارات، وعزلت العقوبات الاقتصادية الحكومة الجديدة عن النظام المصرفي العالمي. وتابع التقرير: الآن، تواجه أفغانستان نقصًا حادًا في السيولة أدى إلى شل البنوك والشركات، وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وتسبب في أزمة جوع مدمرة. في وقت سابق من هذا الشهر، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حوالي 3.2 مليون طفل من المرجح أن يعانون من سوء التغذية الحاد في أفغانستان بحلول نهاية العام - مليون منهم معرضون لخطر الموت مع انخفاض درجات الحرارة. وفي العاصمة، تبيع العائلات اليائسة الأثاث على جانب الطريق مقابل الطعام. وعبر المدن الكبرى الأخرى، لا تملك المستشفيات العامة المال لشراء الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها أو لدفع رواتب الأطباء والممرضات، الذين ترك بعضهم وظائفهم. العيادات الريفية تعج بالأطفال الضعفاء، الذين لا يستطيع آباؤهم تحمل نفقات الطعام. وتدفق المهاجرون لأسباب اقتصادية على الحدود الإيرانية والباكستانية. وأبرزت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، تعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم 1.29 مليار دولار إضافية لمساعدة أفغانستان واللاجئين الأفغان في الدول المجاورة. لكن لا يمكن للمساعدات أن تفعل الكثير لدرء كارثة إنسانية إذا استمر الاقتصاد في الانهيار، كما يحذر الاقتصاديون ومنظمات الإغاثة. وفي ظل الحكومة السابقة، شكلت المساعدات الخارجية حوالي 45 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. ومولت 75 بالمائة من ميزانية الحكومة، بما في ذلك خدمات الصحة والتعليم. لكن بعد أن استولت طالبان على السلطة، جمدت إدارة بايدن احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية البالغة 9.5 مليار دولار وتوقفت عن إرسال شحنات الدولارات الأمريكية التي يعتمد عليها البنك المركزي الأفغاني.