انطلاق المسار القانوني لمحاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة
Al Sharq
اتفق المشاركون في ندوة «الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للصحفيين الفلسطينيين» في العاصمة البريطانية (لندن) امس على أهمية جعل جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو
اتفق المشاركون في ندوة «الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للصحفيين الفلسطينيين» في العاصمة البريطانية (لندن) امس على أهمية جعل جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة علامة فاصلة ونقطة تغيير حقيقية لمعاقبة الجناة الذين تعودوا عدم المحاسبة. الندوة نظمها المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين بالشراكة مع مكتب المحاماة البريطاني (Doughty street chambers)، وحضرتها أيضا الفدرالية الدولية للفلسطينيين، وكشفت عن المسار القانوني الذي سيُتّخذ بعد تقديم شبكة الجزيرة قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة إلى المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية. وبتفاؤل حذر تحدث المشاركون عن إمكانية جعل قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة لحظة للتاريخ تتدخل فيها محكمة الجنايات الدولية من أجل وقف استهداف الصحفيين. وتكمن مشكلة محاسبة الجناة في قضية الراحلة شيرين أبو عاقلة «في الحصانة التي يتمتع بها الجناة»، حسب طيب علي المحامي وعضو المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين. وأكد المحامي البريطاني أن «المشكلة ليست في الأدلة فهي متوفرة من صور ومقاطع فيديو وشهود عيان وغيرها من الأدلة، لكن المشكلة في الإفلات من العقاب الذي اعتادته إسرائيل». ومن وجهة نظر قانونية فإن طيب علي يرى أن كل الأدلة والمعطيات تسمح للمدعي العام في محكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق في قضية شيرين أبو عاقلة وغيرها من الصحفيين الذين لقوا مصرعهم على يد جنود الجيش الإسرائيلي، وقال «نحن أمام استهداف ممنهج وطويل الأمد منذ عقود للصحفيين وهو ما يعني أنها قضية تجب متابعتها في القضاء الدولي». المحامية البريطانية جينفير روبنسون الممثلة لمكتب المحاماة البريطاني وصفت الاستهداف المستمر والمتعمد للصحفيين بأنه «جريمة حرب»، وقالت إن هذا النوع من الجرائم «يدخل في نطاق صلاحيات محكمة الجنايات الدولية». المحامية التي تمثل مكتب المحاماة الذي يحضر ملف الترافع لمصلحة الصحفيين الذين راحوا ضحية جنود الاحتلال وفي مقدمتهم الراحلة شيرين أبو عاقلة أكدت أنهم بصدد تجميع كل المعطيات، مضيفة أن الرسالة الواضحة التي يجب إيصالها لكل المعنيين أنه في حال عدم التحرك لمعاقبة الجناة «فإن استهداف الصحفيين الفلسطينيين سوف يستمر وبشكل ربما أكثر عنفا». وتوقعت المحامية البريطانية معركة قضائية طويلة «لأن تحقيقات المدعي العام عادة ما تأخذ وقتا طويلا، لكن في هذه الحالة نتمنى ألا تكون المدة طويلة؛ فكل المعطيات متوفرة لكن هدفنا سوف ينصبّ على إثبات أن اغتيال الصحفيين هو سياسة دولة ويُمارس منذ زمن بعيد وبطريقة متعمّدة». من جهته، رأى جيم بوملحة الممثل عن الفدرالية الدولية للصحفيين أن قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة يجب أن تكون لحظة تاريخية لإعطاء دفعة قوية للمرافعة الدولية التي تقودها مجموعة من المنظمات المعنية بحماية الصحفيين. من جهته، قدم مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري عرضا مفصلا في الندوة عن اللحظات التي سبقت اغتيال شيرين واللحظات التي تلتها، مؤكدا أن هناك إصرارا من شبكة الجزيرة على متابعة هذا الملف وملاحقة الجناة، «لأن هذه الجريمة لا يمكن أن تمر من دون ثمن».