
"الموت بالتقليد".. كيف تساهم وسائل الإعلام العربية في زيادة حالات الانتحار؟
Al Jazeera
سلطت حادثة انتحار فتاة المجمع التجاري في القاهرة الضوء على خطورة الدور الذي تلعبه التغطيات الصحفية ووسائل التواصل لحوادث الانتحار في منصاتنا الإلكترونية بالوطن العربي.. فكيف يساهمون في تفاقم الأمر؟
خلال الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/أيلول 2021، انقلبت وسائل التواصل الاجتماعي المصرية رأسا على عقب على أثر حادثة انتحار جديدة لفتاة في العقد الثالث من عمرها في أحد المجمعات التجارية الشهيرة بمدينة القاهرة، هذه المرة كانت مختلفة قليلا، لأن إحدى كاميرات المراقبة كانت في مواجهة الفتاة، ما أعطى تفصيلا دقيقا للحادث، وسرعان ما نشرت المنصات الإلكترونية لبعض الصحف المصرية المقطع نشرا موسَّعا، وانتشر بعدها في وسائل التواصل الاجتماعي كأي "ترند" معتاد.
ليس ذلك فقط، بل وأُرفقت التقارير الصحفية في بعض الأحيان بزيارات ميدانية لموضع الحادث، وقدَّمت تفاصيل كاملة عن الواقعة، كيف حصلت، ولِمَ حصلت، وما طبيعة عمل والد ووالدة المُقدِمة على الانتحار، وماذا دار بينها وبين خطيبها قبل الانتحار مباشرة؟ لقد بدا الأمر وكأنه سباق لمَن يتمكَّن من جذب انتباه الجمهور بأي تفصيلة إضافية، وصولا إلى أشياء ببساطة "ماذا كانت ترتدي الفتاة لحظة انتحارها؟".
