المدير العام للشبكة بالوكالة لـ الشرق: الجزيرة بلغت القمة وتبحث عن قمم أخرى
Al Sharq
أكد الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة أن الجزيرة وهي تحتفل بيوبيلها الفضي؛ تجدد العهد على الريادة والتفوق والتفرد في النهج والرسالة..
أكد الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة أن الجزيرة وهي تحتفل بيوبيلها الفضي؛ تجدد العهد على الريادة والتفوق والتفرد في النهج والرسالة.. وقال في لقاء خاص مع (الشرق)، إن التجديد سيشاهد اليوم في الأستوديوهات والبرامج. لافتا إلى أن تفوق الجزيرة سببه التحديات التي واجهتها.. كما تناول اللقاء مسيرة الجزيرة خلال ربع قرن، وسر تفوقها وريادتها، وعلاقتها بالمنظمات الحقوقية. وتوقف اللقاء عند مفهوم الهوية الخاصة بالجزيرة، ومفاهيم أخرى لها علاقة بالمعايير الإعلامية، وغيرها من المواضيع.. فكان الحوار التالي.* ما المعاني التي يحملها شعار الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق الجزيرة؟ وكيف يختزل مسيرة ربع قرن من الريادة والتفوق؟ ** أطلقنا شعار الجزيرة 25 "نهج فريد"، بمعنى أنها لم تتفرد في ممارستها الإعلامية المهنية التي يمكن أن تشترك فيها مع مؤسسات إعلامية مهنية أخرى، ولكنها تفردت في مدى استيعابها لهذه المعايير، وانتهجت نهجا فريدا في التعامل المهني مع قضايا العرب والمسلمين، وقضايا العالم الثالث، والقضايا العالمية التي كانت تعالج بطريقة مختلفة حتى في أعرق المؤسسات الإعلامية. نحن في الجزيرة أخذنا نهجا جعل الإنسان جوهر العمل، ثم أكدنا على حق الإنسان في المعرفة. المعرفة التي تتأسس من المعلومات الدقيقة الصحيحة التي توصلها الجزيرة إلى جماهيرها حيثما كانوا عن طريق تغطيتها الواسعة والدقيقة مهنيا، ثم عن طريق تعميق فهم المشاهدين لما يبث من أخبار متعلقة بتغطية الأحداث. تضع الخبر في سياقه، وتعرض على المشاهدين الخلفيات، وهو ما نسميه بصحافة العمق. وبعد ذلك تأتي بمختلف الآراء استنادا إلى شعار الجزيرة (الرأي والرأي الآخر)، وهو ما نحرص عليه أشد الحرص. هذه التغطية الشاملة والدقيقة قدمت نموذجا فريدا في العمل الإعلامي على مستوى العالم العربي والعالم، وهو ما جعل خبراء الإعلام في العالم يعتبرون الجزيرة استثناء في الإعلام، ولدينا حاليا ما يثبت ذلك: الجوائز التي تحصل عليها شبكة الجزيرة من مختلف المؤسسات العالمية، كان آخرها تسمية قناة الجزيرة الإنجليزية قناة العام للعام الخامس على التوالي في مهرجان نيويورك للتلفزيون والأفلام في منافسة قوية مع أكبر المؤسسات الإعلامية؛ هذا دليل على استيعاب الآخرين لهذا المستوى العالي الذي يجسد النهج الفريد الذي نتحدث عنه.مراحل * من يعود إلى البدايات يتذكر مشهد كرة اللؤلؤ وهي تشق عباب الماء صاعدة إلى أعلى، هذا المشهد يتجسد سنويا في شكل إنجازات.. ما هي أبرز المراحل التي تميز مسيرة الجزيرة؟ ** يجب أن نعلم أن الكرة تغطس، وتتجه نحو العمق، وتخرج، وتصعد في الفضاء. البحث عن الحقيقة في أعمق أعماق المكان الذي توجد فيه؛ ثم الصعود إلى الأفق حيث تضيء وتتألق، وهو ما يحدث للجزيرة منذ أن نشأت في السنوات الأولى إلى درجة أنها بلغت وهي في عقدها الأول العلامة التجارية رقم (5) على مستوى العالم، ولهذا عندما نتحدث عن الجزيرة باعتبارها أنجح مؤسسة عربية في العقود الأخيرة على الأقل، إن لم نقل منذ عصر النهضة، فنحن لا نبالغ لأن ذلك واقعا، وهي أنجح مؤسسة إعلامية.
أما في ما يتعلق بالمراحل التي مرت بها الجزيرة، فهي متداخلة بشكل مرن وسلس ومنسجم. المرحلة الأولى كانت محاولة إثبات هذا النهج الفريد، خاصة ما يتعلق بالتشدد في تطبيق المعايير المهنية الإعلامية، وأن العاملين في مجال الصحافة وفي مجالات أخرى لديهم من الخبرة والكفاءة الإعلامية والنزاهة ما يؤهلهم لأن يرتقوا بمجد الجزيرة إلى ما وصلت إليه اليوم.
في المرحلة الأولى كان العالم ينظر إليها على أنها المصدر الأول لما يحدث في الشرق الأوسط، ثم بعد ذلك أصبح ينظر إليها لما يحدث في بقاع العالم. هذه المرحلة تتداخل مع المراحل الأخرى وهي في بدايات القرن الحادي والعشرين. أولا تغطية الحرب على العراق، والحرب على أفغانستان، وتغطيات أخرى لاحقة في ما يتعلق بالحرب على لبنان والحرب على غزة.. في تلك المرحلة ظهرت مؤسسات أخرى تابعة للجزيرة؛ وهي: "الجزيرة نت" باللغة العربية، والجزيرة دوت كوم باللغة الإنجليزية، ثم ظهرت المراكز والقنوات الأخرى (الجزيرة مباشر، الجزيرة الإنجليزية، والجزيرة الوثائقية والجزيرة بلقان). بعد ذلك بدأت مرحلة أخرى ظهر فيها مركز الجزيرة للدراسات، ومركز الحريات العامة وحقوق الإنسان، ومعهد الجزيرة للإعلام، وغيرها. بعد النجاح الكبير الذي حققته الجزيرة في تغطية الربيع العربي والذي استندت فيه على الإعلام الجديد، كان لابد أن نضيف إلى الجزيرة مرحلة الرقميات، فبدأنا أول منصة رقمية وهي AJ بالعربي التي أطلقناها في عام 2014 من سان فرانسيسكو، وبعد ذلك أطلقنا النسخة الإسبانية والفرنسية. ثم جاءت البودكاست، ومجموعة أخرى قاربت 40 محتوى بالعربية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، ولا نزال نحاول أن نكون مواكبين لما ينتج من وسائل تكنولوجية إعلامية، وأن نكون روادا في ذلك. هناك تطوير أيضا في البنية التحتية، بدأنا بغرفة صغيرة وصفها أحد الرؤساء العرب بأنها علبة كبريت، والآن توسعت الغرفة لتصبح مباني وقنوات وخدمات إدارية.ثقة * كيف استطاعت الجزيرة أن تكتسب ثقة منظمات حقوقية وهيئات دولية في ظل التحديات التي واجهتها؟ ** الجزيرة واجهت الكثير من التحديات. ربما التفوق يأتي بسبب هذه التحديات لأنه كلما ازدادت التحديات ازداد الحافز لدى الأفراد والمؤسسات في أن تنجح وتتفوق؛ لأنه من دون ذلك التفوق لا يمكنها أن تستمر في مواجهة التحديات. الجزيرة قبل أن تكسب ثقة المنظمات الدولية كسبت قلوب وعقول المشاهدين. حيثما ذهبت حتى خصوم الجزيرة يشاهدونها، والخصوم الذين ينتقدونها علنا يصرحون في السر بأنها أعظم مؤسسة إعلامية، وهذا ما دفع وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد بعد أن كان يشتم الجزيرة للقول بأنها تقوم بأعمال كبيرة، وهذا ما أدى أيضا بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إلى التحدث عن زيادة نسبة المشاهدين للجزيرة في أمريكا لأنها كما قالت تقدم أخبارا حقيقية. أما من أطراف أخرى فقد سمعنا الكثير. هذه المنظمات الحقوقية أدركت أن الجزيرة تدافع عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان والحريات العامة، وأنها من أجل ذلك أسست مركزا كاملا للحريات العامة وحقوق الإنسان. هذه المنظمات وجدت في الجزيرة ملجأ لتقديم عملها للجمهور، فالجزيرة تستقبل قيادات وخبراء هذه المنظمات، وتبث تقارير هذه المنظمات، وتتعامل مع الكثير منها في الميدان. وهناك تبدل مصالح، والمنظمات الحقوقية تدعم الجزيرة في عملها من أجل حرية الإعلام وحرية الصحفيين والدفاع عن الذين يواجهون تحديات حقيقية في مناطقهم. هذا التعامل لا يقوم فقط على مجرد تواصل عادي وإنما على شراكات موقعة بين الطرفين تحدد فيها الحقوق والواجبات والأعمال. ونحن فخورون جدا بهذا العمل لأن الجزيرة منذ أن تأسست كانت تعتبر الإنسان جوهر عملها.تجديد * ما الجديد على مستوى هوية الجزيرة ومشاريع الشبكة؟ ** الهوية هي مجموعة الخصائص التي تعطي تلك الصورة الانطباعية في عقول الناس وفي أذهانهم. وهوية الجزيرة هي هذه الرسالة الراقية التي تقوم بها؛ والتي تجعل المعايير الإعلامية أساس عملها، وهي التي تجعل الإنسان في قلب رسالتها، وتعمل على تقديم المعرفة لجمهورها؛ لأننا نعتبر أن المعرفة أساسية للمواطن الذي يريد أن يختار بنفسه لا أن يُختار له، ولتحقيق ذلك يجب أن يعتمد على المعرفة. هذه هي الهوية الخاصة بالجزيرة. لكن الجزيرة كمؤسسة دائما تتجدد حتى الجزيرة الأم، القناة الإخبارية العربية، التي من رحمها خرجت كل هذه الفروع التي تكشف عن أن الجزيرة ولود وأنها تتطور وتواكب أفضل ما هو موجود في العالم وتتفوق. وفي عملها هذا حتى القناة الإخبارية تتجدد وبالتالي هي دائما شابة تماما مثل AJ أو مثل البودكاست، شابة بكل معنى الشباب. وهذا الذي سترون التجديد فيه اليوم، التجديد في الشكل داخل الأستوديوهات، وتجديد على مستوى البرنامج الجديدة، والجزيرة كلما بلغت القمة بحثت عن قمم أخرى حتى تصل إليها.