الفيفا يؤكد أن الركراكي لا يحلم.. لقب المونديال هدف واقعي للمغرب في 2026
Al Arab
«لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟ دعونا نؤمن بتلك الفكرة، وننقلها لكل الأجيال القادمة».
«لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟ دعونا نؤمن بتلك الفكرة، وننقلها لكل الأجيال القادمة». كانت تلك كلمات وليد الركراكي المدير الفني للمغرب بعد التأهل إلى دور الـ 16 في كأس العالم قطر 2022، تصريح ربما سخر منه البعض، ورآه البعض الآخر مجرد أحلام وأوهام مثل التي تحدث عنها جمال بلماضي المدير الفني للجزائر. بعد تأهل أسود الأطلسي إلى ربع النهائي ثم نصف النهائي تغيرت النظرة للمدرب المغربي، رغم انتهاء رحلتهم المذهلة بالخسارة أمام فرنسا والانتقال لمواجهة كرواتيا في مباراة تحديد المركز الثالث غدا السبت وأكد الفيفا في تقرير له على موقعه الرسمي ان تصريحات وليد الركراكي تُعامل بجدية أكبر، خاصة بعد الأداء التكتيكي القوي والمنظم للمنتخب أمام إسبانيا ثم البرتغال، والأمر الأكيد الذي خرج به الجميع أن المغرب حتى لو لم تُتوج باللقب في قطر 2022، فالأمر وارد جدًا في النسخة القادمة عام 2026. معدل الأعمار وعدد تقرير الفيفا الأسباب التي تجعل حلم المغرب والعرب بالفوز بكأس العالم 2026 أمرا واردا جدا. وأكد الفيفا انه لا أحد يصدق ان منتخب المغرب الذي أظهر شخصية جبارة في كأس العالم معدل أعمار لاعبيه يتجاوز بالقليل الـ 26عامًا وتحديدًا 26عامًا وشهرين، وأن هيكله الأساسي مكون من لاعبين جُلهم لم يتجاوز الـ 27 من عُمره، هذا بخلاف البدلاء الشباب الذين لم يستخدمهم المدرب خلال البطولة. ولا يمكن هنا إنكار فضل المدرب السابق وحيد خليلودجيتش في بناء هذا الفريق الشاب القوي ذو الخيارات المتعددة، ومنحه عددًا من المواهب الشابة فرصهم الأولى مع المنتخب وعلى رأسهم عز الدين أوناحي الذي أصبح حديث العالم عقب مواجهة إسبانيا. كم ستكون أعمار نجوم المغرب في 2026؟ سيصل حارس المرمى ياسين بونو لعامه الـ 35، فيما سيكون كل من نايف أكرد وسليم أملاح وسفيان أمرابط ويوسف النصيري ونصير مزراوي في بداية الثلاثينيات من أعمارهم أو على أبوابها. سن النضج الأفضل في كرة القدم حاليًا والذي يستطيع معه اللاعب تقديم أقصى ما لديه متسلحًا بخبرته الكبيرة. منتخب لا يخاف من الأسباب الأخرى أن المنتخب المغربي اكتسب صفة الشجاعة من لقبهم «أسود الأطلس»، إن لم يكن الماضي هكذا فقد تأكدنا على الأقل أن المستقبل سيكون بعد أن حطم حاجز الخوف تمامًا في العرس القطري. المنتخب المغربي أظهر شجاعة وجرأة مذهلة خلال مباريات النسخة الحالية من أم البطولات، واجه كرواتيا وبلجيكا وصيف وثالث روسيا 2018 ورغم ذلك لعب الند بالند واستطاع انتزاع نقطة التعادل السلبي من كرواتيا والفوز على بلجيكا، وبعدها صمد أمام إسبانيا بطل 2010، وأخرجه من البطولة، وفي ربع النهائي استطاع تخطي البرتغال بنجومها الكبار وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو. المحللون والمتابعون اتفقوا على أن السبب الأهم خلف وصول المغرب لنصف النهائي، بجانب التميز التكتيكي والحماس والروح القتالية والجودة الفردية، كسر حاجز الخوف أمام الكبار واللعب دون عقدة النقص كونه منتخب إفريقي يُواجه عمالقة القارة العجوز، وهنا لا يمكن إغفال حق المدرب الركراكي وعمله على الجانب الذهني والنفسي مع اللاعبين بهذا الشأن.
تطور مسيرة نجوم المغرب نجوم المغرب المحترفون في أوروبا أظهروا خلال السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا، حيث انضم حكيمي لباريس سان جيرمان، وزياش لتشيلسي، وومزراوي لبايرن ميونخ، ويتألق بونو والنصيري مع إشبيلية، ومما يبدو أن المستقبل سيحمل الأفضل في هذا الجانب، خاصة مع الحديث المتزايد عن اهتمام كبار أوروبا بالنجوم الحاليين وخاصة أمرابط وأوناحي وأكرد. وازدياد تواجد اللاعبين المغاربة في الأندية والدوريات الأوروبية الكبيرة يُساعد على تطويرهم فنيًا وبدنيًا والأهم ذهنيًا وعلى صعيد الشخصية والعقلية، ويُزيل الخوف والرهبة من قلوبهم عند مواجهة النجوم الكبار مع منتخبات بلادهم في كأس العالم. هذا الجانب في اللاعب المغربي هو الذي صنع الفارق جماعيًا مع أسود الأطلس وميزهم عن بقية المنتخبات العربية خاصة السعودي والقطري، الثنائي يمتلك مواهب ممتازة لكن لم يُحققا نفس النجاح لأسباب غير فنية تتعلق بشخصية اللاعبين وخبراتهم في مثل تلك المباريات ذات المستوى العالي.