الفنان محمد حسن المحمدي لـ الشرق: زمن لوّل حافل بإرث عريق صقل مواهبنا الفنية
Al Sharq
استحضر الفنان محمد حسن المحمدي ذكرياته في زمن لوّل، والمرتبطة بالعيد المبارك. قائلاً في تصريحات خاصة لـ الشرق: إنه نشأ في مريخ، وكانت قرية شاهدة معه على العديد
استحضر الفنان محمد حسن المحمدي ذكرياته في زمن لوّل، والمرتبطة بالعيد المبارك. قائلاً في تصريحات خاصة لـ الشرق: إنه نشأ في "مريخ"، وكانت قرية شاهدة معه على العديد من ذكريات لوّل خلال أيام العيد المبارك، "إذ كنا ونحن أطفال نستعد لاستقبال العيد، بتهيئة الملابس الجديدة، والتي كنا نضعها تحت رؤوسنا أثناء النوم، عشية يوم العيد المبارك، وذلك من فرط سعادتنا باستقبال العيد، وكان ذلك خلال فترة الستينات مع قليل من فترة السبعينات، والتي كانت فترة زاخرة بالعديد من الذكريات الجميلة". ويتابع المحمدي: في أول أيام العيد، كنا نحرص على أداء الصلاة، وبعدها مباشرة، نذهب مع الوالد لإنجاز ذبيحة العيد، والتي كانت تدخل علينا السرور، فكانت أجواء مبهجة للغاية، ثم نقوم بعدها بزيارة العديد من بيوت القرية، والتي كانت تفتح أبوابها أمامنا، فكان يتم استقبالنا، ونحن نردد أهازيج العيد ومنها: عيدكم مبارك يا هل البيت عيدكم مبارك يا هل البيت الأكلات الشعبية ويضيف "كان أصحاب البيوت يستقبلوننا بكل ترحاب وضيافة، إذ كانوا يقدمون لنا العيدية، كما كان يعدون لنا ولائم الطعام، حيث كانت سفرته عامرة بالعديد من المأكولات الشعبية القطرية الأصيلة، حيث كان يتم تقديم أكلات الحلوى والرهش، كما كان يتم تقديم البلاليط، وكذلك اللقيمات، والخنفروش، فضلاً عن الزلابية، وكلها أكلات شعبية مميزة، جميلة المذاق، وهو الأمر الذي كان يضفي علينا سعادة وبهجة كبيرة خلال أيام العيد المبارك". ويلفت الفنان محمد حسن المحمدي إلى أنه "حينما يحل المساء خلال أيام العيد، كنا نقضي الوقت أمام التلفزيون، فنشاهد الأفلام العربية القديمة، والتي كان يتم عرضها باللونين الأبيض والأسود، ولم تكن التلفزيونات وقتها متوفرة في مريخ، باستثناء بعض البيوت، والتي كنا نشاهد من خلالها هذه الأفلام، ذات الرسالة الهادفة، والفكرة الجميلة، وما ترسمه على شفاهنا من ابتسامة جميلة وبريئة، ونحن أطفال". زخم معرفي ويؤكد أن كل هذه الأيام شكلت لنا زخماً معرفياً وفنياً كبيراً، استهلمنا منه أعمالنا الفنية فيما بعد، والتي قدمناها في السنوات التالية، ما يعكس أن زمن لوّل كان حافلاً بالعديد من الذكريات، والزخم الذي أدى إلى تعزيز الوعي لدينا، والذي أصقل بدوره مواهبنا الفنية، والتي انطلقت بعد ذلك لتقدم العديد من الأعمال الفنية، التي استحسنها الجمهور، وكان ينتظرها من وقت لآخر، وخاصة عند عرضها في أيام العيدين. ويلفت إلى أن كل هذه الذكريات شكلت لديه حباً للتراث القطري الأصيل، فكان معيناً لنا لتقديم أعمالاً فنية، المستوحى من عراقة التراث القطري، "الذي نفتخر به، ونسعد بالعيش في كنفه، خاصة وأن "مريخ"، كانت زاخرة بأشكال الموروث الشعبي المختلف، الذي ما زلت أتذكره، وفي وجداني، ولا يمكن بحال نسيانه، إذ نعيش اليوم في كنفه، لنصنع حاضرنا، ونستشرف منه مستقبلنا". ويطلق على الفنان محمد حسن المحمدي "راعي الجيب الأصفر"، وهي الصفة التي تلازمه دائماً، والتي جاءت من كونه كان يقرض الشعر في سيارة الجيب الصفراء، التي كان يمتلكها، وكان أثناء نظمه للشعر فيها، يصطحب معه الحلال، وكان الدجاج يدخل هذه السيارة، فحملت معه العديد من الذكريات. عراقة التراث اشتهر الفنان محمد حسن المحمدي بـ"المطوع"، لأدائه العديد من الأعمال الفنية، المستوحاة من الموروث القطري الأصيل، ويستذكر هذه الذكريات، مع ادائه لـ"التحميدة"، والتي يرددها في العديد من الفعاليات، وخاصة التراثية، فيجمع حوله الأطفال، ويرددها، ثم يقومون بترديدها من خلفه. واستهلم المحمدي "التحميدة" من الذكريات القديمة، حيث كان يتم إطلاقها بعد أن يختم أحد الأبناء القرآن الكريم، وهو ما كان يفعله ويردده الآباء والأجداد في عقد الخمسينيات من القرن الماضي الذي كانت فيه "التحميدة" تحتل مكانة كبيرة لديهم.More Related News