الدوحة وروما.. شراكة إستراتيجية وثيقة
Al Sharq
تشهد العلاقات بين دولة قطر والجمهورية الإيطالية، تطورا سريعا ومتينا في كافة المجالات، وذلك منذ العام 1992 الذي شهد تتويج العلاقات الدبلوماسية بتبادل افتتاح السفارات
تشهد العلاقات بين دولة قطر والجمهورية الإيطالية، تطورا سريعا ومتينا في كافة المجالات، وذلك منذ العام 1992 الذي شهد تتويج العلاقات الدبلوماسية بتبادل افتتاح السفارات في عاصمتي البلدين. وخلال السنوات الأخيرة، تحولت علاقات التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين إلى شراكة إستراتيجية، بفضل رعاية وحرص قيادتي البلدين على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأوسع، فضلا عن التشاور السياسي المستمر بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وساهمت الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين قادتي البلدين وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، في دفع العلاقات بين الدوحة وروما اللتين تجمعهما رؤى سياسية واقتصادية واحدة، ومصالح مشتركة في جميع المجالات. وفي يناير 2016 ونوفمبر 2018، أدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زيارة لإيطاليا، بينما شهد العام 2020 زيارة فخامة رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتاريلا للدوحة. * الحوار الإستراتيجي وخلال السنوات الأخيرة، عملت قطر وإيطاليا على تطوير العلاقات الوطيدة ورفع مستوى التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري، وتعزيز التعاون في مختلف القطاعات الحيوية المهمة بين الجانبين وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن الحوار الإستراتيجي القطري الإيطالي بالدوحة في ديسمبر 2020. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، آنذاك، إن "الحوار الإستراتيجي بين البلدين يهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية، وتطوير العلاقات الثنائية". وأضاف: "الحوار يهدف أيضاً إلى تنسيق مواقف البلدين بشأن القضايا الدولية والإقليمية وقضايا الدفاع والأمن ومحاربة الإرهاب والحد من التطرف، وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي تكون قطر وإيطاليا طرفين فيها". ويعتبر الحوار الإستراتيجي دفعا للعلاقات الوطيدة بين الدوحة وروما إلى الأمام وفتح المزيد من المجالات والآفاق لتوسيعها وتعزيزها، بما يخدم التطلعات والمصالح المشتركة للدولتين وشعبيهما الصديقين، ومواصلة بناء الشراكات الإستراتيجية الثنائية، وتأكيد مواقف الدولة تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ولعبت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، دورا مهما في تقوية وتوطيد الشراكة الثنائية في شتى المجالات، وقارب عددها في السنوات الثلاث الأخيرة، الـ40 تشمل القطاعات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية والسياحية، ومجالات الطاقة والزراعة والمشاريع الإستراتيجية الخاصة بالأمن الغذائي.
كما يجمع البلدين تعاون قوي في مجال الأمن والدفاع، حيث بلغ حجم التبادل العسكري حوالي 9.5 مليار يورو خلال السنوات الأخيرة. وفي 2017 وقعت الدوحة صفقة مع روما لشراء 7 وحدات بحرية بقيمة 5 مليارات يورو. وفي العام التالي، أبرمت شركة برزان القابضة القطرية، اتفاقية مع ليوناردو الإيطالية، لشراء 28 طائرة هليكوبتر من طراز "NH90"، وهي الأحدث من نوعها في قطاع الطائرات العمودية، في حين شهد العام 2020، توقيع اتفاقيتين لتعزيز التعاون العسكري بين الدوحة وروما. وتشمل الاتفاقيتان برنامجا تدريبيا للقوات الجوية، وتعاونا بين شركتي برزان القابضة وليوناردو، الرائدتين في الصناعات الدفاعية في البلدين. * علاقات متطورة وشهدت العلاقات الاقتصادية القطرية الإيطالية، تطورا متميزا بعد الافتتاح الرسمي لمحطة أدرياتيك للغاز الطبيعي المسال في عرض بحر مدينة روفيغو الساحلية الإيطالية في أكتوبر 2009، والتي تستقبل الغاز القطري المسال بمعدل 8 مليارات متر مكعب سنوياً وهو ما يعادل 10 بالمائة من احتياجات إيطاليا. وتشكل إيطاليا ثامن شريك تجاري لقطر وسابع أكبر مورد لها، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين الثلاثة مليارات يورو. ولتعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف مجالات التعاون الثنائي، تم إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك قطري إيطالي. وتعززت هذه العلاقات بالمشاركة الناجحة لدولة قطر في معرض إكسبو ميلانو 2015، حيث شهد جناح دولة قطر تنظيم عدة فعاليات ساهمت بشكل كبير في التعريف بالاقتصاد القطري وآفاقه الاستثمارية الواسعة. وبلغ عدد الشركات الإيطالية العاملة في قطر حوالي 250 شركة، منها 200 شركة برأس مال قطريّ إيطالي مشترك و50 شركة برأسمال وملكية إيطالية بنسبة 100 بالمائة، كما تعد إيطاليا وجهة متميزة للاستثمارات القطرية، التي تتركز أساسا في العقارات والفنادق. ويضاف إلى ذلك استثمارات الخطوط الجوية القطرية، التي تسير أكثر من 40 رحلة أسبوعيا بين الدوحة و4 وجهات إيطالية، وتملك القطرية 49 بالمائة في شركة إيه.كيو.إيه هولدنغ، الشركة الأم الجديدة لطيران إيطاليا.