التشكيلية خلود راشد الكواري لـ الشرق : "ثقافتنا نور" يعكس حضارتنا الإسلامية وتفردها عالمياً
Al Sharq
يحمل الخط العربي العديد من المقومات التي تجعلها حرفاً قابلاً للاستمرار، ومجابهة ما يواجهه من تحديات، وهو ما جعله قابلاً للتوظيف سواء في الفن التشكيلي، أو الكتابة،
يحمل الخط العربي العديد من المقومات التي تجعلها حرفاً قابلاً للاستمرار، ومجابهة ما يواجهه من تحديات، وهو ما جعله قابلاً للتوظيف سواء في الفن التشكيلي، أو الكتابة، أو غيرهما، لتلك الخصائص التي يتميز ويتفرد بها عن غيره. وحول ما يحمله الخط العربي من جماليات، وما يواجهه من تحديات. التقت الشرق الكاتبة والخطاطة خلود راشد الكواري، والتي وصفت الحرف العربي بأنه أحد أهم العناصر التشكيلية للفن العربى، وأنه يتفق في ذلك مع توجهات الكثير من الفنانين فى بحثهم عن هوية تشكيلية. ولم يغفل الحوار طرح رؤيتها في دلالات اختيار الخط الكوفي في شعار "ثقافتنا نور"، والذي ترفعه فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، بالإضافة إلى تقييمها لمدى الاهتمام بالخط العربي في المجتمع القطري، إلى غير ذلك من محاور طرحت نفسها على مائدة اللقاء التالي:*برأيكِ، ما دلالة اختيار الخط الكوفي في شعار "ثقافتنا نور" لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021؟ شعار "ثقافتنا نور" هو الإيمان بأن لكل أمة ثقافة تميزها عن غيرها، للثقافة الإسلامية قيمة أصيلة لها تتفرد ضمن ثقافات العالم، الخطّ الكوفي هو من أقدمِ الخطوط العربية، وهو النوع اليابسُ من الخطوط العربية، والذي يتميّز بحدّة زوايا حروفه واستقامتها، حيثُ ظهر هذا الخط في مدينة الكوفة، ويعتبر امتداداً لخطّ الحيرى، والذي نشأ في مدينة الحيرة التي تقع بالقرب من مدينة الكوفة، واستُخدِم الخطُّ الكوفي في الأمور الرسمية في الدول العربية الإسلامية آنذاك، مثل التدوين، والمراسلات، وقد كُتِبت النُّسخ الأولى من القرآن الكريم بالخطّ الكوفي، وسُميّ بالخطّ الموزون، لاستقامة حروفه، وله عدة أنواع وهي:الكوفي المبسط، الكوفي ذو المثلثات، الكوفي المورق، الكوفي المزهر، الكوفي المضفور، الكوفي المربع. فالخط الكوفي هو خط هندسي بحت له مظهره الخاص الذي يختص بثقافة العالم الاسلامي منذ الزمن البعيد فهو رمز للثقافة الاسلامية التي هي زمن الثقافة والازدهار، وكذلك هو سهل القراءة وغير معقد وفي نفس الوقت يلفت النظر ومريح. استلهم الخط العربي الطبيعة دون تقليدها بالدخول إلى جوهرها الهندسي والإيقاعي حسب النسب الفاضلة والقياسات السليمة، وتتأثر الخطوط بمظاهر العمارة، فالفكرة في الخط العربي لا تسعى الى التجسيم والمحاكاة كما في الفن الغربي بل تستلهم عناصر فنون الخط والزخرفة بكل مكوناتها سواء في التشكيل والتنظيم من حيث التكرار والايقاع والتناوب، أو من حيث احتوائها على الزخارف النباتية والهندسية والكتابية المنفذة بمواد وألوان مختلفة تشكل بمجموعها إحدى خصائص العمارة الاسلامية.عنصر للتشكيل العربي *كيف يمكن استثمار ما تزخر به الفنون الإسلامية في إبراز أهمية الإبداع في عالمنا الإسلامي، وأنه إبداع لا ينغلق على ذاته، وينفتح على غيره؟ **كان للإسلام أثر عظيم في انتشار الكتابة العربية وتطورها وازدهارها، فقد شجَّع على القراءة والكتابة، وكانت الآية الأولى التي نزلت على المسلمين تتضمّن الأمر بالقراءة (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وذكر الله في موضع آخر الأمر بالكتابة حيث أقسم بالقلم وما يسطر به (ن والقلم وما يسطرون). ليست القيم الإسلامية وتصورات الإسلام الأساسية مجرد فلسفة نظرية أو مذهب فلسفي يكتفي به الإنسان ويقتنع به، يملأ عليه حياته، ويُعطيه الطمأنينة والسكون، بل مجرد إعداد ذهني للإنسان لمواجهة تحديات عصره ومشكلات جيله. والحرف العربى، واحدا من أهم العناصر التشكيلية للفن العربى، واتفق مع توجهات الكثير من الفنانين فى بحثهم عن هوية تشكيلية عبر صراع الحضارات التي تفرضه آليات العصر وتنامي النزاعات الثقافية المختلفة، وإن كان هذا التوجه قد اتخذ عدة مسارات؛ أولها أنه دعا الى المحافظة على أصالة الخط وقواعده وأيضا قياساته، فانتقدوا الخطاط واللوحة الخطية، وهو المسار الذى أكد على أن أي خروج على هذه التراثية سيفقد الحرف الجلال والرصانة، والعمق الروحي، الذى تآلف مع أعمال خطاطينا القدامى. أما المسار الثاني محاولة المواءمة بين التقاليد العميقة للخط العربى وبين تجريدية الخلفيات التشكيلية فى اطار من التوليف يجمع بين الزخرفة والخط على حد سواء، أن الحرف العربى لم يكشف عن مكنوناته سواء الجمالية أو التعبيرية، وسيظل مصدرا للإلهام، خاصة في ظل غياب جهد تنظيري يواكب حركة احيائه دون الابتعاد عن خصائصه التشكيلية والتنظيمية وعلاقته بالعمارة الإسلامية. ان دور الخطاط العربي كان يماثل دور الرسام الأوروبي ولكن برؤية مختلفة للعالم، وأن هذا الفن كان يناظر في الحقيقة فن الرسم، بالمعاني الممنوحة لمفردة (رسم) في القاموس الغربي، تناظر يمكن إقامته حتى في الأمور التقنية والحرفية عند الغربيين والعرب المسلمين، فقد كان الفنان المسلم يستخدم القصبة بدل فرشاة الرسام الغربي، والمحبرة بدلاً من الباليته، والحرف والشكل الهندسي بدلاً عن الجسد والرؤية الدنيوية المهيمنة على الرسم الغربي، ففي الفن الاسلامي رؤية قدسية أو دينية بالمعنى العميق للكلمة. وهناك العديد من المبادرات الإعلامية والمؤسسات الثقافية المختلفة التي تركز على النهوض باللغة العربية والفنون الإسلامية في مجتمعنا المحلي، حيث تضم قطر مجموعة مهمة من القطع الأثرية الإسلامية في متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب العربية النادرة في المكتبة الوطنية التي يزيد عددها باستمرار.تنمية الوعي *مع تلك الجماليات التي يحملها الخط العربي، كيف يمكن توظيف هذه الجماليات في تعزيز الإبداع والابتكار؟ **ليس هناك فهم عالمي محدد لمفهوم الإبداع. وبالتالي فهو مفهوم مفتوح على التأويلات ابتداء من التعبير الفني وانتهاء بمهارات حل الإشكالات في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ولذا أعلنت "اليونسكو" يوم 21 أبريل يوما عالميا للابتكار والإبداع لإذكاء الوعي بدور الإبداع الابتكار في جميع مناح التنمية البشرية. كما قامت جامعة فرجينيا كومنولث مشكورة بعمل منصة TypeAraby، وهي منصة مكرّسة لإبداع ودراسة وحفظ مختلف أنواع الخط العربي وطرق كتابتها والترويج لها. وقد أطلق قسم تصميم الغرافيك في الجامعة تلك المنصة كمساحة ديناميكية يمكن من خلالها تطوير رؤية معاصرة لكتابة الخط العربي مع الاحتفاظ بجذور الخط التقليدي وأساسياته، باعتبارها آلية مهمة لاستدامة اللغة والخط العربي، فأصبح كل من الابتكار والإبداع - على المستويين الشخصي والجمعي- هما الثروة الحقيقية للفنان.عالم الخط العربي *برأيكِ، كيف يمكن للفنان التشكيلي الحفاظ على الخط العربي، ومراعاة جمالياته، عند انجازه للوحة فنية يجنح فيها إلى الخيال؟ **يقول ياقوت المستعصمي: “الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية تقوى بالإدمان وتضعف بالترك” التدريبات المستمرة للخط العربي بأنواعه والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الخط من فنانين ومعارض مختلفة كلها تحافظ على استمرارية الخط العربي مع الحفاظ على جمالياته الوجدانية الأساسية ومن ثم ما يريده الفنان من إضافة شخصية تساعد على اظهار جمالية العمل الفني. التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم؛ الوحدة، التوازن، التوافق، التألف، والوحدة والتنوع، وقدسية الحرف العربي والتدرج في الخطوط العربية لتكون تجريداً وتجسيداً في الوقت نفسه ومن الفنون التشكيلية ذات البعدين أو الأبعاد الثلاثة. فالتكوين الخطي يعطي نصف المعلومات للمتلقي، أما النصف المتمم فيبحث عن المعنى محاولاً القراءة والتخيل في الشكل العام للتكوين ليولد قراءات قد تبتعد تماماً عما تخيل الخطاط. فيضع حقيقته في العمل الفني كأنه مساهم في عمل التكوين. فظهرت تكوينات تتسم بالجرأة في المعالم المعمارية في آسيا الوسطى ثم إيران والعراق ومصر لا يمكن قراءتها من قبل المتلقي، الهدف منها متعة العين والتعمق في التأملات.More Related News