البطولات الرياضية الرمضانية .. قصص كروية تخطف ألباب الجماهير وصور تعود بذاكرتنا لأيام الزمن الجميل
Al Arab
حظيت البطولات الرياضية الرمضانية في دولة قطر بشعبية كبيرة على مدار سنوات عديدة ، وتركت إرثا كرويا هائلا ، كما لعبت دورا مهما في حياة الشباب قاطبة، لعدة
حظيت البطولات الرياضية الرمضانية في دولة قطر بشعبية كبيرة على مدار سنوات عديدة ، وتركت إرثا كرويا هائلا ، كما لعبت دورا مهما في حياة الشباب قاطبة، لعدة اعتبارات من ضمنها أنها شكلت بالنسبة لهم فضاء مناسبا للترفيه ولممارسة رياضتهم المفضلة خلال الشهر الفضيل ، وشهدت الملاعب والصالات الرياضية العديد من هذه البطولات ، قدمت خلالها الكثير من المواهب، سواء كانت تحمل أسماء مؤسسات أو أفراد . وخطفت تلك البطولات ألباب الجماهير أكثر من المنافسات الرسمية التي تقام خلال شهر رمضان، وباتت جذابة للعشاق والمتابعين، وتطورت مع مرور السنوات ، فبعد أن كانت تقام سابقا على الملاعب الترابية داخل الفرجان / الاحياء /، تحولت لتقام على الملاعب العشبية وفي الصالات الرياضية ، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بالذاكرة إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنوات . وتعتبر البطولات الرياضية في قطر موردا أساسيا للمواهب الناشئة التي عادة ما تحظى باهتمام المراقبين الذين يحرصون بدورهم على التواجد في مثل هذه البطولات لضم النجوم الصغار والعمل على صقل موهبتهم في الأندية ، وتشهد هذه البطولات إقبالا شبابيا لافتا، خصوصا أنها تقام عقب انتهاء منافسات الموسم الكروي، إضافة إلى تفرغ اللاعبين والجماهير خلال الفترة المسائية.. كما تعتبر هذه البطولات سببا رئيسا في بروز الكثير من نجوم كرة القدم القطرية، الذين شقوا طريقهم نحو التألق في الأندية والمنتخب القطري، بعدما لفتوا أنظار الكشافين خلال تلك البطولات . ويعتبر تاريخ إقامة البطولات الرمضانية في قطر راسخا على مدار سنوات كثيرة، حيث كانت الدولة سباقة في إقامة مثل هذه الأحداث ، وكانت تكتسب شعبية جارفة في البلاد وفي طليعتها ، دورة صالح صقر التي وصل عمرها لما يزيد عن أربعة عقود ، وتحديدا في العام 1974 حين انطلقت النسخة الأولى ، والتي شكلت محطة البداية للعديد من نجوم كرة القدم ، وفي كل نسخة تشهد تسابق الفرق والعديد من النجوم المخضرمين على المشاركة في منافساتها ، فأضحت ملتقى كروي في ظل تجمع كوادر اللعبة والحكام وكذلك الجماهير التي تحرص على متابعة أجوائها في سهرات وأمسيات كروية رائعة . إلى جانب ذلك ، تبرز بطولة الوجبة الرمضانية في قائمة البطولات الأكثر شعبية نظرا لتمتعها بمشاركة عدد بارز من النجوم السابقين في كرة القدم القطرية، فضلا عن بطولة الجاليات، وبطولة الكأس، وبطولات المؤسسات المصرفية، وبطولات الفرجان، وبطولات رمضانية لجميع أفراد المجتمع بالأندية، إلى جانب بطولات أخرى للاتحادات الرياضية المختلفة . وفي هذا الصدد ، قال صالح صقر البوعينين في تصريح لوكالة الانباء القطرية / قنا/ إن ما يميز البطولات الرمضانية الملتقى بين اللاعبين والنجوم وتعزيز الروابط فيما بينهم ونحن سعداء بهذا التجمع ورغبتهم هذا الشغف لمن ترك ذكرى طيبة في ملاعب كرة القدم ، وقدم الكثير للمنتخبات الوطنية. وروى صالح صقر حكاية أول دورة نظمها ، والتي شهدت مشاركة 20 لاعبا من الأقارب والأصدقاء في الفريج بهدف التسلية والمتعة وممارسة كرة القدم في الشهر الفضيل. مضيفا .. الأجواء في البطولات الرمضانية تغيرت بصورة كبيرة، ففي السابق كان الأمر يقتصر على إقامة بعض الفعاليات في الفرجان ، حيث يتجمع الشباب ويتبرعون بمبالغ زهيدة لشراء كأس البطولة الذي يقدم للبطل الفائز، إلا أنه كان وقتها جائزة لها وقع كبير على نفس المشاركين، بل إن البعض كان يحتفظ به للذكرى. واختتم البوعينين تصريحه قائلا: " تحرص العديد من الفرق على المشاركة وتسجيل حضورها في البطولة، نظرا لاكتسابها سمعة قوية عاماً بعد آخر، والجميع شاهد مستويات الفرق المشاركة على مدار النسخ الـ45 الماضية وهو ما يدل على قوة البطولة " . ومن جهته وصف عبد العزيز حسن نجم الكرة القطرية السابق ونادي قطر في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية / قنا / البطولات الرمضانية بأنها بمثابة ملتقى رائع بين الجميع في الشهر الفضيل ، حيث تحظى بمتابعة كبرى من قبل اللاعبين القدامى، الذين يشاركون أيضًا في منافساتها سواء كلاعبين أو قادة لفرقهم المعروفة، فغالبية لاعبي كرة القدم يدعمون فرق الأحياء التي نشؤوا فيها، وقدمتهم لعالم النجومية . وقال عبد العزيز حسن أحد أبرز لاعبي الوسط الذين عرفتهم الكرة القطرية في الزمن الجميل " .. لقد اتسمت البطولات على الدوام بجماهيرتها، وبندية منافساتها وإثارتها". وعلى الصعيد ذاته ، أكد عبد الله مبارك المدير الفني لنادي المرخية واللاعب الدولي السابق بأن البطولات الرمضانية تحظى بتنظيم مميز وتنافس بين البطولات في المناطق وداخل الأندية، حيث تتمتع بالمشاهدة والمتابعة للمباريات وكأنها بطولة دولية، فالاهتمام المتزايد بهذه المباريات، جعل مواقع التواصل الاجتماعي تبرز هذا الحدث، ويتداول رواده الصور والفيديوهات، التي بدت لكثيرين ملهمة ومؤثرة، حيث يظهر اللاعبون والمشجعون وكذلك معلقون عبر هذه البطولات . فيما يرى حسين الخواجة الحارس السابق للمنتخب القطري والنادي الأهلي بأن هذه البطولات بدأت في السابق بهدف المشاركة، أما الآن فجميع الفرق تشترك في هذه البطولات هدف المنافسة، للحصول على اللقب بنهاية المطاف، وهذا ما يتضح من خلال مستويات الفرق المشاركة، وأيضاً من خلال الأسماء التي تضمها بعض الفرق، حيث تضم بعض الفرق لاعبين محترفين أو لاعبين هواة . وأشار حارس المنتخب القطري السابق الى أن هذه البطولات باتت جزء لا يتجزأ من الفعاليات الرمضانية ذات النكهة المتميزة والتي تشغل وقت ما بعد التراويح حتى قبيل قليل من ساعة السحور. وختم الخواجة تصريحه " .. بلاشك رعاية المؤسسات والشركات الكبرى لهذه البطولات أعطاها رونقا كبيرا وأسهم في المحافظة عليها وزيادة التنافس بين المشاركين بها من جهة وإقامتها بصورة منظمة وشد الجمهور لمتابعتها سواء من المواطنين أو المقيمين ". ومن ناحيته ، أكد الدكتور سيف الحجري اللاعب السابق في صفوف المنتخب القطري ونادي السد في تصريح مماثل لـ/ قنا/ بأن البطولات الرمضانية تكسر الروتين الرمضاني، وتهدف إلى تقوية الروابط الاجتماعية، بين أبناء الفرجان، الذين يتجمعون في فرق متعددة، أو يتجمعون في المدرجات للمشاهدة، وقال إن أفضل ما تحمله طيات هذه البطولات ، هو الروح الرياضية العالية بين الفرق المشاركة . وأضاف " .. تلك البطولات كانت تشهد حضورا جماهيريا كبيرا من أجل الاستمتاع بوجبة كروية دسمة بعد صلاة التراويح.. حيث كان الجميع ينتظر الإعلان عن أسماء النجوم المشاركين في البطولات الرمضانية ، وكنا نجد تشجيعا مثاليا لهؤلاء اللاعبين. ولفت الدكتور الحجري في ختام تصريحه إلى أهمية إقامة مثل هذه البطولات الرمضانية في كرة القدم واصفا إيجابياتها بالكبيرة والجمة التي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع ، وتسهم باكتشاف العديد من المواهب والقدرات الفنية العالية لدى الشباب وفي صقلها وتطويرها بالشكل المطلوب والمنشود من قبل الجميع. بدوره أعتبر محمد مبارك المهندي اللاعب السابق في المنتخب القطري بأن المشاركة في البطولات الرمضانية الودية تعتبر أمرا جيدا بالنسبة للاعبين، حيث تمنح هذه البطولات الفرصة لكشافي الأندية، للبحث عن المواهب الصاعدة، حيث تضع بعض الأندية أعينها على أقوى البطولات لاختيار أبرز اللاعبين لضمهم لفرقهم الكروية، فترسل الكشافين لاختيار اللاعبين المميزين، والاستفادة منهم في تدعيم الصفوف ، كما ترسخ هذه البطولات الرمضانية روح التعاون والإخاء في هذا الشهر الفضيل، وتدعم أهمية الحركة والنشاط . وقال المهندي في ختام تصريحه " .. بلاشك التطور الكبير الذي رافق تنظيم هذه البطولات من سنة الى أخرى أكسبها سمعة راقية وكبيرة ، وما ترافقها من مشاركة للعديد من النجوم السابقين ، أسهم في تطويرها بصورة قلما توجد في دول أخرى. وتتمتع البطولات الرمضانية بحضور جماهيري كبير وهي تحظى باهتمام وسائل الإعلام خاصة مع مشاركة نجوم الفن والرياضة والمجتمع والشخصيات البارزة فيها، لذلك يفوق عدد المشاهدين لها في بعض الأحيان الحضور الجماهيري في البطولات الرسمية.