
الباحث الأمريكي آندي تريفور لـ"الشرق" :هذه أبرز ملامح الحكومة الإسرائيلية الجديدة
Al Sharq
بعد اثني عشر عاما هُزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل تحالف حزبي يطلق على نفسه تحالف التغيير، تولى على إثره نفتالي بينيت منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي
بعد اثني عشر عاما هُزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل تحالف حزبي يطلق على نفسه "تحالف التغيير"، تولى على إثره نفتالي بينيت منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، في الائتلاف الذي تم تشكيله من ثمانية أحزاب إسرائيلية متباينة الأجندات من اليمين إلى اليسار وأيضاً بتمثيل عربي محدود للمرة الأولى يكون جزءاً من الائتلاف الحاكم في إسرائيل، ونجح ما يسمى "بتحالف التغيير" بالفوز بفارق محدود من أصوات الكينيست الإسرائيلي بنسبة 59:60، وبهذا ينتقل نتنياهو لمقعد المعارضة ويبقى رئيساً لحزب الليكود اليميني في خضم اتهامات فساد متعددة لاحقت إدارته على مدار السنوات الماضية تم فيها عقد أربعة انتخابات في غضون عامين، وانعكست في سياسات نتنياهو الخارجية التي أراد بها من خلال استغلال علاقاته مع ترامب ضم أراض جديدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة والانخراط في حملة قصف عدوانية دمرت البنية التحتية في قطاع غزة وأودت بحياة مئات الفلسطينيين، وأثارت سياسات نتنياهو حنقاً كبيراً بداخل أروقة صناعة القرار في واشنطن وبخاصة لدى الديمقراطيين، وأيضاً في الداخل كانت اتهامات الفساد المتلاحقة جزءاً من مسيرة مهنية غير سوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الذي يُنحى الآن من منصبه لرئيس وزراء جديد، أمام ملفات هامة وشائكة في أعقاب القصف الصهيوني الأخير على قطاع غزة، وضرورة التعرف على القضايا الرئيسية مثل كيفية التعامل والعلاقات مع السلطة الفلسطينية، والوضع الخاص بالقدس، والموقف من حل الدولتين، والشروخ في العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية التي تسبب بها نتنياهو خاصة مع إدارة الرئيس بايدن، حيث استغل رئيس الوزراء الخاسر نتنياهو خطابه الأخير في شن هجوم على الرئيس الامريكي جو بايدن واصفاً سياساته بأنها ضعيفة وناعمة تجاه إيران، وهو ما يطرح الكثير من الملفات الأمريكية والإسرائيلية تضعها الحكومة الإسرائيلية الجديدة على مائدة النقاش.◄ ملفات عديدة يقول آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي لـ"الشرق": إنه فيما لن يهدأ نتنياهو دون محاولاته لتقويض خسارته واستخدام موقعه الحالي في المعارضة لمحاولة ضرب التحالف الجديد الحاكم، هناك ملفات عديدة أمام الحكومة الإسرائيلية الجديدة لوضع سياسات الدولة اليهودية تجاه إنشاء دولة فلسطينية والحاجة لإصلاح العلاقات التي تسببت فيها إسرائيل بكثير من الضرر لدى العديد من الدول العربية وحتى أثارت استياء المجتمعات اليهودية عالمياً جراء عمليات القصف الوحشية الأخيرة، وأيضاً الأمر الأهم المتعلق بكيفية إدارة العلاقات مع الرئيس بايدن، وعلينا أن ندرك عموماً الظروف السياسية التي أدت لتشكيل هذا التحالف من الأساس فكان الغرض الرئيس منه هو الإطاحة ببنيامين نتنياهو من السلطة، أي أنه يحقق الغاية الأبرز من تشكيلة من لحظة أداء نفتالي بينيت قسم توليه منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكما هو معروف كانت الحكومة الإسرائيلية في مأزق خلال العامين الأخيرين وهناك رغبة في استعادة شكل حكومي فاعل يكسر الجمود السياسي، فالإقرار على الموازنة يظل معطلاً منذ عام 2019 وغيرها من المهام الرئيسية التي يتعلق جميعها بالداخل الإسرائيلي ذاته الذي يعاني من الكثير من القصور الحكومي.◄ توجهات الحكومة الجديدة ويتابع الخبير الأمريكي آندي تريفور تصريحاته لـ الشرق موضحاً: ان الأهم عموماً في خطوة تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لدى الكثيرين هو إسقاط ذلك على التوجهات الخارجية في الملفات الرئيسية، ولنكن واضحين ان رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت ينتمي للتيار اليميني ذاته الذي كان ينتمي إليه نتنياهو بل كان بينيت من أبرز المقربين لنتنياهو وعمل وزيراً بعدة حقائب بوزارته ويعد أيضاً زعيم حزب "يمينا" المتطرف الذي يدعو لضم أكثر من ثلثي الضفة الغربية ودعم خطط الاستيطان التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي ينتمي لليمين الديني، وسياساته وتوجهاته الشخصية ربما يراها البعض براغماتية وتوازنية في الداخل الأمريكي ولكن في الصراع العربي الإسرائيلي فهو يتخذ موقفاً متطرفاً تجاه الفلسطينيين، وفيما سيشغل بينيت منصب رئيس الوزراء لمدة عامين فإن يائير لابيد هو من سيتولى المنصب في 2023 وهو بكل تأكيد يختلف في أجندته نحو الوسطية المتوازنة في سياساته، وهو الذي يعول عليه في التعامل مع أمريكا حيث يمتلك علاقات وخبرات إيجابية، وأيضاً أبدى تأييداً مسبقاً لمقترح حل الدولتين، ولكن الائتلاف الحاكم الحالي سينغمس في سياسات داخلية، وأيضاً لن يترك له الكثير من المساحة من قبل نتنياهو الذي انتقل لزعامة المعارضة والذي سيثير العديد من القضايا التي ستقوض من مهام حكومة بينينت، فنتنياهو يرغب أيضاً في العودة لسدة الحكم آملاً التخلص من محاكمة فساده التي تشمل تهماً واضحة بالرشوة.. وبكل تأكيد قضية غزة وتولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة في أعقاب حملة القصف المدمرة الأخيرة، لن يتم تجاهلها بل سيكون هناك قرارات ومواقف بشأنها، ولكن من الصعب التكهن بالكثير في ظل السياسة الإسرائيلية المتغيرة.More Related News
