الاعتقال الصهيوني.. ظاهرة قمع يومية واستنزاف متعمّد
Al Sharq
لا يمرّ يومٌ في فلسطين إلا ويقوم فيه الاحتلال الصهيوني بإجراء عمليات اعتقالٍ جديدة، بأسباب وبلا أسباب، فاعتقال الفلسطينيين منذ قيام الاحتلال هو أسلوبهم الوحشيّ الذي
لا يمرّ يومٌ في فلسطين إلا ويقوم فيه الاحتلال الصهيوني بإجراء عمليات اعتقالٍ جديدة، بأسباب وبلا أسباب، فاعتقال الفلسطينيين منذ قيام الاحتلال هو أسلوبهم الوحشيّ الذي يشفون فيه غليلهم من الصمود الفلسطيني الذي لم ينته مهما تجبّرت آلة القمع "الإسرائيلي". ولا أكثر على ذلك الصمود دلالةً من ابتسامة المُعتَقلين التي لا تجد صورةً لهم ساعة اعتقالهم، إلا وهي تُزيّن وجوههم وإنّ كانت الدماء واللكمات والضربات من جنود الاحتلال قد علّمت على ملامحهم الثائرة. حتى أنّ أحدهم وهو الأسير ماهر الهشلمون الذي حكمت عليه المحكمة الاسرائيلية بالسجن 200 عاماً، فاجأ القاضي الصهيوني والسجانين بضحكته الساخرة وردّه العظيم: "وهل ستمكثون في بلادي 200 عام؟!". ومنذ هبّة القدس التي اندلعت في مثل هذا الشهر من عام 2015 أجرى الاحتلال 37500 حالة اعتقال لفلسطينيين من كافة الفئات وفق إحصائية رصدها مركز فلسطيني لدراسات الأسرى. لا تفريق بين المعتقلين وأكد الباحث ومدير المركز رياض الأشقر أنه منذ عام1967 وقرابة مليون فلسطيني تجرعوا ظلم الأسر وأن حالات الاعتقال للذكور والإناث منذ سبتمبر 2000 وحتى اليوم وصلت إلى 130ألف حالة اعتقال، بينما منذ اندلاع هبة القدس في أكتوبر 2015 رصد 37500 حالة اعتقال طالت كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيها الأطفال والنساء، والمرضى، وكبار السن، والناشطين، والإعلاميين، والصيادين، ونواب التشريعي وقادة الفصائل وغيرهم. وأوضح أنه من بين حالات الاعتقال خلال هبة القدس 6770 حالة اعتقال لأطفال قاصرين، و1075 حالة اعتقال لنساء وفتيات بعضهن جريحات وقاصرات، و1300 حالة اعتقال على خلفية الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بتهمة التحريض". وقال "للشرق": "تعرض كل المعتقلين لوجه أو أكثر من وجه من وجوه التعذيب، سواء التعذيب الجسدي أو النفسي، ومحاولة إهانة الكرامة أمام المواطنين قدر المستطاع، أو أمام أفراد الأسرة وخاصة الأطفال، الأمر الذي يشكل انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وبعضهم تعرض لإطلاق نار بشكل متعمد ومن مسافات قريبة قبل الاعتقال دون أن يشكل خطرًا على الاحتلال". قرارات إدارية ظالمة وأضاف: "خلال هبة القدس زاد الاحتلال بشكل سافرٍ وكبيرٍ في إصدار القرارات الإدارية بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث تم رصد 7300 قرار إداري من محاكم الاحتلال الصورية، ما بين قرار جديد وتجديد اعتقال لمرات جديدة، من بينهم 53 قرارا إداريا استهدف النساء، ولا تزال إحداهن رهن الاعتقال، و87 قرارا إداريا استهدف أطفال قاصرين، لا يزال اثنان منهم رهن الاعتقال الإداري". وأشار إلى أن حالات الاعتقال خلال هبة القدس بين الفتيات القاصرات بلغت 125 حالة، أصغرهن كان الطفلة "ديما إسماعيل الواوي" 12 عامًا من الخليل وقد اعتقلت لأربعة شهور وأطلق سراحها في ظروف نفسية صعبة للغاية. وأفاد الأشقر أن محاكم الاحتلال أصدرت أحكاماً ردعية جائرة بحق أسيرات وقاصرات وصلت الى 16 عامًا لبعض الأسيرات، كما اعتقل الاحتلال قاصرات بعد إصابتهن بالرصاص وفي ظروف قاسية ووحشية. ورغم تراجع حدة اعتقال نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، فقد شهدت سنوات هبة القدس اعتقال 44 نائبا في المجلس التشريعي، أطلق سراح معظمهم، بينما 8 نواب منهم لا زالوا خلف القضبان، إضافة إلى نائبين مختطفين قبل هبة القدس وفق مركز فلسطين. ورصد المركز خلال هبة القدس 320 حالة اعتقال لكبار في السن، ومعظمهم تم اعتقالهم بتهمة الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، كذلك 64 حالة اعتقال لأكاديميين ومحاضرين في الجامعات، و552 حالة اعتقال لمرضى ومعاقين، وبعضهم اعتقل على كرسيه المتحرك. ارتقاء الشهداء وخلال هبه القدس ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 226 شهيدًا ذلك بارتقاء 20 شهيداً جديداً من الأسرى، 13 منهم ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، و 5 آخرين ارتقوا بعد اعتقالهم مصابين ونقلهم الى المستشفيات، وعدم تقديم رعاية مناسبة لهم، بينما هناك شهيدان ارتقيا نتيجة الاعتداء عليهما بالضرب المبرح بعد الاعتقال كما يوضح مدير المركز "للشرق". وكان آخر شهداء الحركة الأسيرة الأسير "كمال نجيب أبو وعر" من جنين نتيجة الإهمال الطبي، بعد أن أمضى 17 عاماً في سجون الاحتلال، حيث كان يعاني من مرض السرطان في الحنجرة وتراجعت صحته بشكل متسارع نتيجة عدم تلقي أي علاج مناسب، الأمر الذى أدى الى تراجع خطير على وضعه الصحي خلال الشهور الأخيرة، وأعلن عن استشهاده في العاشر من نوفمبر الماضي.