استاد الثمامة المونديالي يتزين لاحتضان نهائي كأس سمو الأمير بين السد والريان
Al Sharq
تترقب الجماهير القطرية بفارغ الصبر انطلاق القمة الكروية المرتقبة /الكلاسيكو/ ، والتي ستجمع بين السد والريان غدا /الجمعة/ في نهائي كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم
تترقب الجماهير القطرية بفارغ الصبر انطلاق القمة الكروية المرتقبة /الكلاسيكو/ ، والتي ستجمع بين السد والريان غدا /الجمعة/ في نهائي كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم في نسخته الـ49، حيث سيتزين استاد الثمامة المونديالي لاحتضان نجوم الفريقين وكشف الستار عن هوية الفريق الذي سيحظى بشرف معانقة اللقب. ويأمل الجميع أن يكون النهائي المرتقب استثنائيا، من خلال تأمين فرجة كروية ممتعة، لاسيما وأنها ستقام على أحد ملاعب مونديال 2022 (استاد الثمامة)، والذي سيشهد تدشينه في هذه القمة الكروية المنتظرة.. كما تحظى نهائيات الكؤوس باهتمام كبير، على اعتبار أن المنافسة ستكون مختلفة عما تقدمه الفرق في الدوري، والكل يسعى إلى أن يقدم أفضل ما لديه، من أجل معانقة اللقب الغالي. وبلغ الفريقان المباراة النهائية بعدما اجتاز كل منهما عقبة صعبة في نصف النهائي، حيث تغلب الريان على منافسه الدحيل بهدفين مقابل هدف وفاز السد على العربي بثلاثية دون رد. وأعلن الجهاز الفني لكل من الفريقين حالة الطوارئ للوصول إلى أفضل جاهزية فنية وبدنية قبل هذا اللقاء المرتقب والذي يتوقع أن يشهد حضورا جماهيريا معتبرا.. وبات الإسباني سانتي كازورلا وبو علام خوخي، لاعبا فريق السد، على أتم الجاهزية للمشاركة في المباراة النهائية، حيث ذكر الموقع الرسمي للنادي أن كازورلا وبو علام انضما إلى باقي عناصر الفريق استعدادا لمواجهة الريان، الأمر الذي يعزز صفوف الفريق قبل المباراة المرتقبة. ويعتمد الإسباني تشافي هيرنانديز (مدرب السد) على مجموعة رائعة من اللاعبين مثل الوافد الجديد الغاني أندريه آيو والإسباني المخضرم سانتي كازورلا والقطري أكرم عفيف. في المقابل يمتلك المدير الفني للريان الفرنسي لوران بلان هو الآخر العديد من النجوم يأتي في طليعتهم نجم ريال مدريد السابق الكولومبي خاميس رودريغيز والفرنسي ستيفن نزونزي والجزائري ياسين إبراهيمي. ومنذ انطلاقة بطولة كأس سمو الأمير المفدى وهي حلم كل لاعب وكل فريق وكل مدرب وناد، ورغم أنها آخر ومسك ختام بطولات الموسم إلا أنها دائما وأبدا تحظى بالاهتمام الكبير والبالغ منذ بداية الموسم من أجل الظفر بلقبها الغالي. نادي السد يدخل غمار النهائي وهو مرشح بثوب البطل ولن يرضى بديلا عن الظفر باللقب الـ18 بعد أن قطع الأمتار الأخيرة في مسار التتويج، بتخطيه حاجز الغرافة في ربع النهائي بخماسية نظيفة في مرحلة أولى ثم أعقبه بفوز ثان على العربي، بعد أن عزف ثلاثي السد نام تاي هي وبغداد بونجاح والإسباني سانتي كازورلا ثلاثية التأهل للنهائي.
والمؤكد أن كتيبة المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز تدرك ثقل المسؤولية الملقاة على كاهلها وبالتالي فإنها لن تدخر أي جهد من أجل إسعاد جماهيرها، وإضافة لقب جديد في خزائن النادي . ورغم صعوبة الرهان فإن تشافي، يبقى متفائلا بأن فريقه قدم موسما أكثر من رائع ويتصدر الدوري حاليا، وعدم تلقيه أي خسارة لذلك سيعمل بقوة لتحقيق الفوز وحصد الكأس الأغلى. ويستحوذ السد على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس الأمير بـ17 مرة (75 و77 و82 و85 و86 و88 و91 و94 و2000 و2001 و2003 و2005 و2007 و2014 و2015 و2017 و2020). بيد أن المتتبعين يصنفون لقاء النهائي ضمن المواجهات "المحتدمة" التي تدفع إلى توخي المزيد من الحيطة والحذر خاصة بالنسبة للفريقين وبالتالي يجب عليهما بذل المزيد من الجهد وتفادي الضغط النفسي الذي سيفرضه الجمهور المتعطش للألقاب. مباراة الغد يصعب التكهن بنتيجتها في ظل صعوبتها على الطرفين، خاصة أن القواعد الثابتة لكرة القدم لا تؤمن بالتكهنات وإنما بنتيجة تقاس داخل مستطيل أخضر وحوار ثنائي بين كتيبتين لكل منهما 11 لاعبا. وما يبشر بأن المباراة النهائية ستضمن الفرجة لعشاق كرة القدم أن كلا الفريقين كانا محط أنظار الجميع، فقد قدما الى الكرة القطرية اسماء جديدة تعد بمستقبل باهر، وأداء فنيا جيدا منحهما علامات التفوق على الآخرين بوضوح كل هذا جاء بقيادة مدربين من مدرسة اوروبية الاول اسباني هو تشافي هيرنانديز والثاني فرنسي هو لوران بلان. أما الأجواء داخل صفوف الريان فتبشر بالخير بالرغم من مرحلة الاهتزاز التي مر بها الفريق حيث كانت بدايته في الدوري القطري للموسم الحالي متواضعة من خلال حصده لست نقاط، حيث تعادل في ثلاث مباريات، وحقق الفوز في مناسبة واحدة، وخسر في مواجهتين وسيسعى المدرب لوران بلان إلى حسم المواجهة بحثا عن معانقة اللقب وتعويض خيبة الفريق محليا وإنقاذ موقفه في نهائي الكأس. وتمكن الريان من احراز اللقب ست مرات فقط، فيما كان وصيفا للكأس أكثر من مرة بداية من انطلاقها موسم 1972 - 1973 مع انطلاق بطولة الدوري الممتاز ونهاية بموسم 1999-2000 عندما احتل الريان مركز الوصافة بالبطولة في سيناريو تكرر كثيرا ما جعل جماهير النادي في شوق لإحراز اللقب مرة أخرى بعدما كسر الريان سوء التوفيق الذي يلازمه في المباريات النهائية لكأس سمو الأمير. وحصل على اللقب للمرة الأولى في تاريخه موسم 1998-1999 ولكن الريان عاد إلى الوصافة مرة أخرى في الموسم التالي لإحرازه للقب الأول، وهنا شعرت الجماهير بأن الفريق سيعود إلى سيرته الأولى من حيث احتلال المركز الثاني في أكثر من مرة بعد ذلك، ولكن فريق الريان حقق في عامي 2004 و2006 كأس سمو الأمير في المرتين اللتين تأهل خلالهما إلى النهائي على حساب قطر عام 2004 وعلى حساب الغرافة عام 2006. وفى الوقت الذي كانت الجماهير تتفاءل بأن الريان لن يعود مرة أخرى إلى المركز الثاني طالما تأهل إلى المباراة النهائية لأغلى كؤوس الكرة القطرية لم يكن التوفيق حليف الفريق من جديد في موسم 2008-2009، حيث تأهل الريان إلى المباراة النهائية أمام الغرافة باستاد خليفة الدولي وأمام 50 ألف متفرج لكنه خسر النهائي.
لكن الريان لم يستسلم وعاد مرة أخرى لمعانقة اللقب موسم 2010 بفوزه على أم صلال في النهائي بهدف دون رد، وأضاف لقبا جديدا في موسم 2011 بفوزه على الغرافة بهدفين مقابل هدف.. وفي موسم 2013 نجح الريان مرة أخرى في الفوز باللقب على حساب السد بثنائية مقابل هدف وهو آخر لقب أحرزه الفريق في المسابقة،ليبقى حلم اللقب يراود المدرب الفرنسي لوران بلان الباحث عن نحت اسمه في سجل الفائزين باللقب. ويمكن القول إن الكل ينتظر الكلاسيكو الجديد على أحر من الجمر، لأسباب عديدة أهمها أن اللقاء يجمع الفريقين للمرة السابعة في نهائي كأس الأمير ولأن العالم كله يترقب هذه المباراة للتعرف على الملعب المونديالي الجديد، وأيضا لأن جماهير الفريقين تحلم باللقب الغالي. جماهير الريان تأمل أن ينجح فريقها في إيقاف هزائمه أمام المنافس اللدود، وجماهير السد تأمل أيضا نجاح فريقها في الاحتفاظ باللقب الغالي للموسم الثاني على التوالي. بالأرقام والإحصائيات يعتبر نجوم السد هم الأفضل خاصة والفريق يملك 11 لاعبا دوليا حسب القائمة الأخيرة للعنابي، وأبرز هؤلاء الدوليين مشعل برشم وسعد الشيب حارسا المرمى، ورباعي الدفاع المكون من بيدرو وطارق سلمان وبوعلام خوخي وعبد الكريم حسن، ونجوم الوسط والهجوم خاصة حسن الهيدوس وأكرم عفيف وعلي أسد وتاباتا. وهناك نجوم آخرون يزخر بهم فريق السد وهم المحترفون الخمسة على رأسهم الهداف الخطير بغداد بو نجاح أكثر اللاعبين تسجيلا في مرمى الريان، وقائد الوسط وصانع اللعب العائد بعد غياب وبعد الشفاء من الإصابة الإسباني كازورلا، والجناح الغاني أندريه آيو، ولاعب الارتكاز البرازيلي توريس، وأخيرا الكوري الجنوبي جونغ وو يونج جوكر الفريق. ويضم الريان بدوره كتيبة من النجوم المميزين الذين يمكنهم ترجيح كفة الفريق إذا ما تحقق الانسجام والتفاهم بينهم، ويملك الريان حارس مرمى مميزا هو فهد يونس الذي يملك إمكانيات جيدة، رغم المعاناة التي يعيشها بسبب ضعف خط دفاعه الذي يعتبر الثغرة الأولى في الفريق والتي تهدده في الكلاسيكو. وربما تمثل عودة وظهور أحمد ياسر للمرة الأولى مع الفريق في مباراته الأخيرة أمام الدحيل بالدوري، أملا للفريق ولجماهيره لإعادة الأمان والاطمئنان إلى خط الدفاع، ويعتبر خطا الوسط والهجوم من الخطوط الجيدة في الريان ويمثلان القوة الحقيقية خاصة بعد اكتمالهما بظهور الكولومبي خاميس رودريغيز للمرة الأولى أمام الدحيل أيضا، بجانب لاعب الوسط الفرنسي ستيفن نزونزي. وبجانب هذا الثنائي هناك أسماء أخرى يعول عليها الريان في خط الوسط في مقدمتهم الدولي عبدالعزيز حاتم الذي لو ظهر بمستواه الطبيعي سيكون لوسط الريان شأن وقوة في هذه المواجهة الصعبة. ويعول الريان في الكلاسيكو على الثنائي الخطير المكون من الجزائري ياسين براهيمي والمهاجم الإيفواري يوهان بولي.. براهيمي هو العقل المفكر للفريق وصانع الألعاب والورقة الرابحة الأولى للفريق، لكنه يعاني بعض الشيء منذ العودة من الإصابة، لكنه بدأ العودة لمستواه المعروف، وسيكون عبئا كبيرا على دفاع السد. ورغم أن الترشيحات تصب في مصلحة السد لا سيما بعد تفوقه على الريان في السنوات الأخيرة، فإن السد أظهر بعض الخلل الدفاعي في عدد من المباريات دون أن تتمكن الفرق المنافسة من استغلاله، الأمر الذي قد يكون فرصة سانحة أمام الريان إذا عرف كيف يوقف خطورة مهاجمي السد. ويعتقد مراقبون أنه إذا لم يبادر مدرب السد تشافي هيرنانديز لتدارك الأمور في خط فريقه الخلفي، فقد يعاني كثيرا في مواجهة سرعة الجزائري ياسين براهيمي والهجمات المرتدة التي سيعتمد عليها الريان عن طريق عبدالعزيز حاتم مع إغلاق وسط ملعبه. ويسعى لوران بلان إلى كتابة تاريخ لنفسه وقيادة الريان للتتويج باللقب الذي يمثل الجائزة الكبرى والهدف الأسمى للفريق، علما أن الريان حصد ست مرات لقب كأس الأمير، فيما يسيطر منافسه السد على اللقب بجدارة واستحقاق. وقد نجحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد القطري لكرة القدم عبر الأفكار الخلاقة والمساعي الحثيثة في تحويل هذه البطولة إلى محفل رياضي للكبار والصغار على حد سواء ومع النشاطات المتجددة والفعاليات التي تنظم، في ظل اهتمام متصاعد وتفاعل كبير وصدى إيجابي، جعل من هذا الحدث أكثر من مجرد بطولة رياضية، وإنما مناسبة للتلاقي والتعاون ومناسبة اجتماعية تشترك فئات المجتمع من كافة الأعمار في أجوائها الاجتماعية والأسرية المميزة التي تم توفيرها في مكان واحد يتسع لـ40 ألف متفرج رغم جائحة كورونا.. حيث تم اتخاذ جميع التدابير الصحية والوقائية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأفراد أولا. ورغم توافد أعداد كبيرة من الجماهير، إلا أن المتعة تبقى السمة الأبرز، لا سيما مع الأجواء المثالية التي تم توفيرها من أجل الحدث الكبير، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي تسهم في وصول الجماهير إلى الاستاد بسهولة ويسر من خلال شبكة مترو متطورة وحديثة توصلك الى الملعب في لمح البصر. وحرصا من الجانبين على إضفاء المزيد من الاهتمام لهذه البطولة تم إضافة العديد من الأفكار التي تتناسب مع أفكار البطولات السابقة وتزيدها نجاحا وتألقا من خلال تطوير مبدأ الفعاليات ليشمل أبعادا مختلفة بحيث لم تعد الفعاليات والاحتفاليات مجرد ترفيه، وإنما ثقافة وتعليما وتفاعلا. وختاما، يمكن القول إن المتعارف عليه أنه في مباريات الكؤوس لا توجد أي مقاييس، وتصعب التكهنات وهذا ما يعلمه الجميع، ولذلك فإن نسبة فوز الريان أو السد ستكون متقاربة.. وقد ينجح السد في مواصلة أفضليته على منافسه، وقد يحدث العكس ويعود الريان نحو منصات التتويج بعد غياب طويل على حساب الفريق الأكثر تتويجا في المسابقة، حيث يعود تاريخ آخر لقب حصده الريان لعام 2013 .