
أمريكا تدعو تونس للعودة سريعاً للمسار الديمقراطي
Al Sharq
حثَّ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الرئيس التونسي قيس سعيد في اتصال هاتفي دام ساعة، على الحاجة الماسة لأن يرسم القادة التونسيون الخطوط العريضة لعودة سريعة
حثَّ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الرئيس التونسي قيس سعيد في اتصال هاتفي دام ساعة، على الحاجة الماسة لأن يرسم القادة التونسيون الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي في تونس، وفق بيان للبيت الأبيض. وشدد سوليفان خلال الاتصال على أن هذه العودة ستتطلب تشكيل حكومة تونسية جديدة بسرعة بقيادة رئيس وزراء قادر على تحقيق استقرار الاقتصاد التونسي ومواجهة جائحة كورونا، فضلا عن ضمان عودة البرلمان المنتخب في الوقت المناسب. ووفق بيان البيت الأبيض، نقل سوليفان دعم الرئيس بايدن القوي للشعب وللديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية والمؤسسات القوية والالتزام بسيادة القانون. وأضاف البيت الأبيض إن الولايات المتحدة وأصدقاء الشعب التونسي الآخرين مستعدون لمضاعفة الجهود، لمساعدة البلاد للتحرك نحو مستقبل آمن ومزدهر وديمقراطي. وقال وليام لورانس أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون شمال أفريقيا في لقاء مع "الجزيرة"، إن اتصال مستشار الأمن القومي الأمريكي بالرئيس التونسي، دليل على اهتمام الإدارة الأمريكية بالأوضاع في تونس. وأشار إلى أن استغراق المكالمة مدة ساعة، يشير إلى أن الأزمة التونسية باتت لها أولوية على قائمة أولويات البيت الأبيض. الرئيس يحذر واتهم الرئيس التونسي قيس سعيد جهات حزبيّة لم يسمها بضخ الأموال بهدف إثارة الفوضى، وطمأن سعيد خلال لقاء له مع ممثلين عن جمعية البنوك والمؤسسات المالية بأنه لن تكون هناك مصادرة لأموال ولا ممتلكات. وحذر قيس سعيد من التظاهر ضد الإجراءات الاستثنائية التي جمد بموجبها البرلمان وأقال الحكومة، واتهم جهات حزبية بضخ أموال لزعزعة الاستقرار. وأكد الرئيس التونسي لممثلي الهيئات المالية خلال استقباله لهم أنه لا مجال للظلم أو الابتزاز أو مصادرة الأموال "فالحقوق محفوظة في إطار القانون". وتعهد سعيّد خلال اللقاء بالعمل دون هوادة حتى لا يظلم أحد، وقال إنه لا مجال للتخوف أو تهريب الأموال. وذكرت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس التونسي قيس سعيد أبلغ نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون بأن قرارات مهمة ستصدر عما قريب، في حين ينتظر التونسيون تعيين رئيس جديد للحكومة. وقالت الرئاسة في صفحتها على فيسبوك إن تبون بحث هاتفيا التطورات في تونس مع سعيد الذي طمأنه بأن "تونس تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية وستكون هناك قرارات مهمة عن قريب". من جهتها، انتقدت صحيفة لوتان (Le temps) السويسرية غياب الدور الأوروبي في الأزمة التونسية. وفي مقال نشرته الصحيفة بقلم الكاتب أوليفييه بيرين، أوضحت أنه في خضم هذه الفوضى، بدا أن أوروبا التي ما فتئت تؤكد بصوت عالٍ وواضح أهمية تونس باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في شمال أفريقيا، غابت بشكل ملحوظ خلال الـ 18 شهرا من تفشي الجائحة في تونس، وتركت البلاد تغوص في أزمة عميقة، وفي المرات القليلة التي التفت إليها، كاد ذلك يقتصر على معالجة قضية الهجرة، مركزة على أحد أعراض الأزمة ومتجاهلة في نفس الوقت أسبابها في سلبية جعلتها لا إراديا جزءا من المشكلة. وقال الكاتب إن مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى "عدم تكرار أخطائهما في المنطقة" إلا أن الطرفين ما زالا "ينتظران رؤية المسار الذي ستأخذه الأمور في تونس". ورأى الكاتب أن على الغرب، وفي مقدمته أوروبا، أن يجهز نفسه بإستراتيجية مدروسة جيدا تجاه الشرق الأوسط، وأن يتخلى عن موقف الانتظار والترقب الذي يحكمه الرأي القائل إنه من الأسهل الحوار مع "رجل قوي بدلا من مؤسسات ضعيفة". وحذرت الصحيفة من أن تونس دخلت مرحلة جديدة، باتت معها كل السيناريوهات ممكنة الآن، وتلك قفزة في الفراغ بالنسبة لهذه الديمقراطية الفتية.More Related News
