أذربيجان تحتفي بالذكرى 99 لميلاد حيدر علييف مؤسس نهضتها الحديثة
Al Arab
يحتفل شعب أذربيجان اليوم 10 مايو، بالذكرى الـ99 لميلاد الزعيم القومي ومؤسس أذربيجان الحديثة حيدر علييف.
يحتفل شعب أذربيجان اليوم 10 مايو، بالذكرى الـ99 لميلاد الزعيم القومي ومؤسس أذربيجان الحديثة حيدر علييف. كان علييف، من أعظم الرجال الذين مروا في تاريخ أذربيجان منذ تأسيسها، حيث قاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود نحو الأمن والأمان والاستقرار وترسيخ دعائم النهضة والكرامة الوطنية، وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة شعبه. لقد قاد الرئيس الراحل حيدر علييف أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، فأصبح بحق مؤسس نهضة أذربيجان الحديثة. وشكَّل “علييف” صمام الأمان للوحدة الوطنية، ومنع قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني، والتي تلت استقلال البلاد عن الاتحاد السوفييتي. حياة هذا الزعيم تحتاج إلى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرته حافلٌ بالعطاء، ويعد بمثابة إرث وطني، ومفخرة للشعب الأذربيجاني، ولا نبالغ إذا ما قلنا أنه صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان. وُلد حيدر علي رضا أوغلو علييف، في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان، التي تعتبر بحق الحاضنة التي أنجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين، الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلم والمعرفة ومعطيات الحضارة. تخرج الزعيم الراحل في دار المعلمين الابتدائية، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قدم إلى باكو، والتحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني، ليصبح معماريًا؛ لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية، حيث مثلت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته. وفيما بعد، تخرج حيدر علييف في كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية، إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية. عُيِّن “علييف” في عام 1964 بمنصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة، ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان. ومُنح رتبة لواء، وشكل ذلك حدثًا تاريخيًا لكل أبناء الشعب الأذربيجاني، فلم يسبق أن تم تعيين شخصية أذربيجانية في مثل هذا المنصب إبان حكم الاتحاد السوفييتي. مسيرة حافلة في يوليو 1969 تم انتخاب حيدر علييف سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني، ومنذ تلك الفترة أصبح قائدًا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفييتي، وقد استمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982. ولن ينسَى الشعب الأذربيجاني إنجازاته في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة، والتي لا مثيل لها في دول الاتحاد السوفييتي السابق، فضلًا عن افتتاح المراكز العلمية والثقافية وإنشاء المدن والقرى والحواضر الجديدة. وأدرك حيدر علييف، أن الاستثمار الحقيقي يكمن في فئات الشباب، فهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية لأي شعب، ومن هنا كانت من أهم أولوياته تأمين التعليم للشبات وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحاد السوفييتي السابق، وقد أصبحوا الآن علماء وأساتذة يساهمون في نهضة بلادهم. نقلة نوعية في ديسمبر من عام 1982 انتخب حيدر علييف، عضوًا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفييتي، وشكَّل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي وأصبح يشغل منصبًا كبيرًا ومهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضائه عن 22 مليون شخص وبعد ذلك تم انتخابه عضوا للقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوًا. وشكَّل انتخاب أول أذربيجاني للمكتب السياسي حدثًا مهمًا في تاريخ الشعب الأذربيجاني. ثم بعد أن انهار الاتحاد السوفييتي وحصلت جمهورية أذربيجان على استقلالها مرة أخرى، تم انتخاب حيدر علييف رئيسًا لبرلمان أذربيجان في 15 يونيو من عام 1993، وفي 24 من نفس الشهر وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسًا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية الثانية في عام 1998. تخليد الذكرى توفي الزعيم حيدر علييف في عام 2003 عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد أن عمل طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وكان عهده يمثل بحق فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة. ثم تولى السلطة من بعده نجله، إلهام علييف، الذي حفظ وصية والده، وأثبت بما سيقع بعد ذلك أنه خير حافظ لأمانة والده، وخير منفذ لأحلامه في استقلال أذربيجان وقرارها السيادي، واسترداد كامل التراب الوطني من المحتل الأرميني. نمو غير مسبوق إن العمل الذي تم تحت قيادة القائد العظيم في الفترة 1993-2003، والذي تميز بفترة استقرار وتطور فترة الاستقلال، بنى مستقبلًا مشرقًا لأذربيجان الجديدة. وأذربيجان اليوم، اعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، بلد ينمو بديناميكية، مع معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة. وحولت الإصلاحات الديموقراطية والاقتصادية الثابتة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد للبلاد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجان إلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية. فالقائد الشاب راح يربط كل منجزات والده في شتى قطاعات الحياة، ويغزل غزلًا فريدًا يهيئ البلاد لنهضة تعود على كل مواطن أذربيجاني، فطور الصناعة أكثر وأكثر، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، وضاعف الاستثمار الأجنبي في البلاد، وأسس لشراكات إقليمية ودولية متوازنة كأنها وزنت بميزان من الذهب، حيث لا إفراط ولا تفريط، فهي حليف لتركيا، وصديق لروسيا وإيران، والأغرب أنها على نفس مستوى الصداقة مع أوروبا والولايات المتحدة، والأغرب أن الجميع إن لم يكن صديقًا متوددًا أو ودودًا مع أذربيجان، داعمًا لحقوقها، خاصة في قضية أراضيها التي كانت محتلة، فهم على الحياد، أو على مسافات واحدة؛ بالرغم من المشترك الديني لأوروبا والغرب مع أرمينيا. وفي ظل غزل هذا الغزل الفريد كان يتم بناء جيش قوي قادر وفاعل وحام، وهذا ما أثبته الواقع. استعادة السيادة فقد تمكنت أّذربيجان في ظل هذه القيادة الحكيمة للأب والابن، وخطة الخداع الإستراتيجية التي يجب أن تدرّس، أن تستعيد سيادتها ووحدة أراضيها بالكامل، بعد ما يقرب من ثلاثين سنة من الاحتلال الأرميني الغاشم، الذي كان يحتل عشرين بالمائة من أراضي أذربيجان. لقد استعادت أذربيجان وحدة أراضيها بعد ما قرب ثلاثين عام من الاحتلال تحت قيادة الرئيس إلهام علييف القائد الأعلى المظفر للقوات المسلحة الأذربيجانية بانتصار عظيم في حرب وطنية في عام 2022م استغرق 44 يوما و أرغم أرمينيا على استسلام بقوة الإرادة السياسية و العسكرية، وهكذا قام السيد الرئيس إلهام علييف بتنفيذ وصايا الزعيم القومي حيدر علييف الرحيل حول تحرير أراضي أذربيجان و ضمان سلامتها و سيادتها مع تضامن الشعب الأذربيجاني. وهي اليوم باتت تلعب دورًا محوريًا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون. وتحتفي أذربيجان اليوم بذكرى ميلاد زعيمها في ظل قيادة حكيمة من نجله، وهي تنعم بالوحدة والسلام والرخاء.