أحمد المعاضيد لـ الشرق: معرض المطار دعوة قطرية للسلام
Al Sharq
الرسام أحمد المعاضيد، يجعل من الإنسانية محوراً رئيسياً في لوحاته، المعروضة حالياً في مطار حمد الدولي، بتنظيم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وهو المعرض الذي يأتي ضمن
الرسام أحمد المعاضيد، يجعل من الإنسانية محوراً رئيسياً في لوحاته، المعروضة حالياً في مطار حمد الدولي، بتنظيم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وهو المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021. في حديثه لـ الشرق، يتحدث أحمد المعاضيد عن فكرة هذه الأعمال، وما ترمز إليه، خلال الأهمية التي يكتسبها المعرض من عرض لوحاته في مطار حمد الدولي من ناحية، وضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية من ناحية أخرى. ويتوقف المعاضيد عند أهمية الفنون في تقديم الرسائل الإنسانية والمجتمعية، ودور الفنان إزاءها، بالإضافة إلى حديثه عن دور الفنان تجاه وطنه وأمته والعالم، فضلاً عن تناوله لجوانب أخرى، طرحت نفسها في سياق الحوار التالي:مفاهيم فنية* ما فكرة معرضك الجديد في مطار حمد الدولي، والذي يأتي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021؟ **هذا المعرض من تنظيم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لعرض لوحاتي المخصصة لموضوع الإنسانية، ويصل عدد لوحاتي في هذا المعرض إلى 10 لوحات، تتناول الإنسانية عبر موضوعات مختلفة وعامة، وتحكي للمتلقي كيف أن العالم يحتاج إلى الإنسانية، ما يجعلها عنصراً أساسياً في هذه اللوحات. وكل لوحة هذا المعرض تتناول الإنسانية بشكل خاص، وحقوق الإنسان بشكل عام، وهذا هو مفهومي في الأعمال التي أقدمها من خلال المعرض. ومن هنا، أوجه الشكر للجنة الوطنية لحقوق الإنسان على تنظيمها لهذا المعرض، والذي يأتي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021. كما أوجه الشكر إلى مطار حمد الدولي على التنسيق المميز لعرض هذه اللوحات بصورة جذابة، تستقطب جمهور الزائرين.*وما الأهمية التي تكتسبها اللوحات من العرض في مطار حمد الدولي؟ **هذه المشاركة، تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لي، خاصة أن المعرض يقام في مطار حمد الدولي، ليشاهده أعمالي عدد كبير من الزائرين، ما يجعل المعرض فرصة لإبراز ثقافتنا، وتقديمها للزائرين للدوحة، ومن ثم الإطلاع عليها.صورة حضارية*كيف تنظر إلى دور هذه اللوحات في إبراز الصورة الحضارية للدولة وخاصة للقادمين لزيارتها؟ ** أولا موضوع الإنسانية مهم للغاية، بالنسبة لي، إذ أتبنى هذا الموضوع، واعتبره قضيتي وأحرص على طرحه في لوحاتي الفنية، للتعبير عنه، وليكون رسالة للبشرية بشكل عام، لأن موضوع الإنسانية قضية عامة، تهم العالم أجمع، ولا تقف عند حدود جغرافية بعينها. وأنا مؤمن بأن العالم يحتاج إلى الإنسانية، فهي الأخلاق بشكل عام، وهى أساس الدين الإسلامي، من هنا تأتي رسالتي من فنان قطري إلى العالم أجمع يتحدث بلوحاته الفنية عن أهمية الإنسانية، ودورها في المجتمعات على مختلف مستوى العالم، بكل ما تحمله من معان ومضامين، لتكون هذه اللوحات دعوة للاهتمام بالإنسانية. ومن بين هذه المعاني، أن لوحاتي في هذا المعرض، تعد صرخة ضد العنف، والمطالبة بوقفه، باعتباره تصرفاً وسلوكاً غير إنساني، بالإضافة إلى الدعوة للتغيير إلى الأفضل، وأن يتذكر العالم معاني الإنسانية، ليعود إليها. كما أن لوحاتي تمثل دعوة إلى السلام، وكذلك دعوة للبشرية بأن الأمل ما زال موجودا في تعزيز قيم الإنسانية، وكذلك رفض العنصرية، وترسيخ التعليم في المجتمعات، ما يجعل اللوحات تحاكي ظروفا وأزمنة وأوقاتا عديدة، وذات محور شامل، موضوعه الإنسانية، بكل ما تحمله هذه الإنسانية من قيم.* وهل هذه اللوحات جديدة بالنسبة لك؟ ** فكرة لوحاتي عن الإنسانية أنجزتها عام 2018، ورسمت حينها قرابة 14 لوحة عن الإنسانية، والتي أعتبرها قضيتي، وأعمل على تبنيها، وأردت مخاطبة العالم كله من قطر كمجتمع عربي وإسلامي نهتم بهذا الموضوع، فالإنسانية هي الأخلاق، وكذلك الإسلام هو الأخلاق. ولذلك عندما خططت لهذه اللوحات، فقد أردت أن أحاكي العالم بشكل عام، وقمت بعرض هذه اللوحات عام 2019، وما زالت فكرتها مستمرة إلى يومنا، إذ كنت أضع لها خطة بأن تتواصل فكرتها، لتُعرض لفترة طويلة، لتقدم رسائل إيجابية إلى العالم أجمع، ولذلك كانت فرصة كبيرة بالنسبة لي لإبراز الصورة الحضارية في دعم حقوق الإنسان، والتأكيد على معاني الإنسانية، ليرى العالم أهمية معناها، بكل ما تحمله من قيم، نابعة من دولة قطر، وذلك عبر لوحات فنية.توظيف الفنون * في هذا السياق، كيف تنظر إلى أهمية الفنون في توظيفها كقوة ناعمة؟ ** هذا سؤال مهم للغاية، فالفن والرسومات لغة عالمية، تحاكي شرائع ولغات العالم والمجتمعات، ولذلك فهذه الرسومات صورة بصرية يستوعبها ويفهمها الجميع، ولذلك كانت فكرتي للعالم أجمع بأننا ندعو إلى السلام والتعليم والحب ورفض العنف، وذلك برسالة فنية رمزية وسهلة يستوعبها الجميع. وحرصت على تقديم كل ذلك بشكل مباشر، لتصل الفكرة إلى الجميع، وخاصة في أوساط الجيل الحالي، وبشكل سريع.* كيف تنظر إلى أهمية فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، في تعزيز دور الفن وأهميته في المجتمعات الإسلامية؟ ** دولة قطر سباقة في إبراز الهوية العربية والإسلامية، وهى هوية نعتز بها، ونحن بشكل عام نفخر بتاريخنا وهويتنا العربية والإسلامية، وهذا تاريخ ناصع البياض وشرف أن نكون جزءاً منه. ومن هنا فإن للفن دورا كبيرا ومهما للغاية، لمحاكاة شعوب العالم. وفي هذا السياق، يجب أن نعمل على تعزيز الهوية الإسلامية، فالتاريخ الإسلامي بحر كثير من الأحداث، والعالم الإسلامي كبير، ونحن كفنانين بحاجة إلى التعبير عن أهمية الثقافة الإسلامية، خاصة وأن الفن يشكل عنصراً مهماً، كما أن الفنون الإسلامية تحظى بجماليات كبيرة، وتتميز بسمات هائلة، تعزز من جماليات هذه الفنون من ناحية، وتستقطب المتلقين إليها من ناحية أخرى.*.. وأخيراً ما مشاريعك الفنية القادمة؟ ** دائماً، ألتزم مع نفسي بالاستمرارية وتحقيق الأفضل، وإنجاز الأعمال ذات الهدف والصلة، لتؤثر هذه الأعمال في العالم بشكل عام، ومن بين مشاريعي استثمار أعمالي ونفسي في إحداث تطوير الفن.رسم الجرافيتي *يُلاحظ مزج اللوحات التشكيلية في معرضك بكلمات إنجليزية، فما الهدف من وراء ذلك؟ **هناك بالفعل كلمات إنجليزية، وأخرى عربية في لوحات معرضي هذا، وهى كلمات بالخط العريض، ومنها أن "العالم يحتاج إلى مزيد من الحب"، و"لا وقت للكراهية"، فمثل هذه العناوين كتبتها بالخط العريض لتكون مباشرة للمتلقي، وهى ممزوجة بالرسم، ومتداخلة معه بشكل فني، لتكون واضحة وصريحة، واستخدمت في ذلك نمط الرسم الجرافيتي، وهذا الرسم المتمرد، موجود بالشوارع في العديد من دول العالم، وهى رسومات تحاكي العصر والجيل الحالي بشكل مباشر، لتكون هذه اللوحات قريبة من المتلقي، لتقديم وتوصيل الرسالة بأسهل مما يمكن، لإيصال الفكرة، وتجنبت في ذلك المعاني البعيدة، التي قد تدخل فيها تفسيرات عديدة، ولذلك أردت المباشرة في لوحاتي، ليفهمها الجميع دون لبس.* هل تعكس مثل أعمالك دور الفنان تجاه مجتمعه وأمته، وأنه لا يخاطب نفسه، أو يرسم لذاته؟ ** الفنان له دور بارز في المجتمع، خاصة إذا كانت لديه ثقة في نفسه، ولذلك يستطيع أن يخاطب مجتمعه وأمته، ما دامت هذه الثقة موجودة، ويوظفها بأداة فنية، ويستثمرها في تقديم رسالته، وتوثيق اللحظات التاريخية، بالإضافة إلى تعزيز الهوية. وهذا كله، لا ينسينا أن هناك من يرسم لذاته، وإن كان هذا ضعفا، بأن الفنان لا يمكنه أن يقدم شيئاً في محيطه، وذلك لأن للفنان دورا مهما، يستطيع من خلاله أن يعبر عن واجبه تجاه وطنه وأمته والعالم، فالعطاء بشكل عام هو الأساس في هذه الحياة.More Related News