منتدى الأمن العالمي بالدوحة يناقش قضايا التطرف العنيف ومعلومات الفضاء الإلكتروني
Al Arab
تواصلت أعمال منتدى الأمن العالمي في يومه الثالث والأخير بالدوحة بعقد عدد من جلسات الحوار والنقاش حول جملة من القضايا ذات الصلة بالإرهاب والجهود المبذولة لمنع
تواصلت أعمال منتدى الأمن العالمي في يومه الثالث والأخير بالدوحة بعقد عدد من جلسات الحوار والنقاش حول جملة من القضايا ذات الصلة بالإرهاب والجهود المبذولة لمنع التطرف العنيف ومكافحته بشكل متزايد من خلال التعاون الدولي الشامل، والعمل مع المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات الدينية وغيرها لصياغة الإستراتيجيات الملائمة. تناولت جلسات الحوار، مواضيع تتصل بخطاب الكراهية والمعلومات ونظريات التضليل والمؤامرة والأدوار والفرص الهامة للحكومات وشركات التكنولوجيا للمساهمة في التخفيف من حدة هذه التهديدات، ودور شركات التكنولوجيا الكبرى في هذا السياق، إضافة لمناقشة المخاطر التي تشكلها المعلومات المضللة ومعلومات الفضاء الالكتروني، والآثار المحتملة خارج الإنترنت على التماسك الاجتماعي والسياسة والأمن.. وذلك بحضور بعض المختصين والمشاركين. وتحدث في سياق هذه القضايا، سعادة السيد داميان هيندز وزير الدولة ووزير الأمن والحدود البريطاني، مؤكدا أن بلاده ستكافح الإرهاب بكافة أشكاله وستتصدى للإرهابيين والتهديدات الإرهابية، وستبقى نشطة وفاعلة في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم /داعش/، كما أنها ستستخدم كل الأدوات لمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للإرهابيين. وأشار إلى أن الإرهابيين يستخدمون الإنترنت في عمليات التجنيد والدعاية وغيرها مما يخدم توجهاتهم الإرهابية وجرائمهم الفظيعة، والتي قال إنها تشكل تحديات إضافية بنشرها وبثها للمحتوى الإرهابي. وقال إنه يتعين على أي دولة العمل على حماية شعبها والتعامل مع الإرهاب بما يستحقه من وسائل بما في ذلك اللجوء إلى /التشفير/ لمنع الوصول للمحتوى الإرهابي، مستعرضا الإجراءات التي اتخذتها بلاده من حيث الاستجابة المتكاملة، وتأسيس مركز لمكافحة الإرهاب لأجل اعتماد الاستراتيجيات اللازمة، مع مقاربة مناسبة لمواجهة التطرف العنيف والإرهاب وخفض مخاطره المحتملة، بهدف حماية البلاد والمواطنين ليعيشوا حياتهم بحرية وثقة، حتى لا تقوض مثل هذه الممارسات بما فيها تلك التي تتم عبر الإنترنت وخارجه، السلامة العامة. وشدد سعادته على أهمية وجود مقاربة شاملة تجمع الحكومات ومؤسسات إنفاذ القانون في إطار تعاون دولي واستجابة ناجعة وفاعلة لمواجهة الإرهاب بكل صوره والمخاطر التي تنجم عنه عامة، مؤكدا أن عقد مثل هذه المنتديات يمثل فرصة للبناء على الشراكات التي تمت في هذا الصدد. ورأى أن الإرهاب يقسم العالم بما يبثه من محتوى، وبالتالي فإن من مصلحة الجميع التصدي له، مشددا على أن المملكة المتحدة ستظل ملتزمة بمكافحته في أي مكان.
وفي جلسة أخرى، ضمن منتدى الأمن العالمي بالدوحة، تحدث السيد ماكس روز عضو الكونغرس الأمريكي السابق، عن التطرف وضرورة مواجهته وتهديداته بأبعاده الأمنية المختلفة، وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا في هذا الخصوص، وحرصها على إبقاء متابعيها دوما على منصاتها واستهدافهم من خلال إعلاناتها الموجهة. ودعا إلى التصدي لما تبثه هذه الوسائل والشركات التكنولوجية من تحريض على العنف والكراهية، بما في ذلك المواد الخليعة المحظورة وخطاب الكراهية والمحتوى المتعلق بنظريات المؤامرة والمعلومات المضللة، وضرورة إعادة توجيه التفكير في كل ما تنشره، لافتا إلى أن "ذلك لا يعني الوقوف ضد الابتكار والتطور التقني. لكن، من واجب الحكومات أن تقف في وجه هذه الشركات عندما تهتم بمصالحها الشخصية على حساب المصلحة العامة، وأنه لابد أيضا من إرادة للأخذ بزمام المبادرة وعدم الوقوف على الرصيف، حتى تغير تلك الشركات من عقليتها التجارية". ونوه روز، إلى أن إحدى حجج شركات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا هي حرية التعبير، لافتا بهذا الخصوص إلى أنها ليست جهة حكومية، وأنها تفاقم المشكلات بما في ذلك نظريات المؤامرة والعنف وغسيل الأموال والانقسامات المجتمعية، بغرض تخريب مسار النقاش والحوار، موضحا أن هذه الشركات تحذف أحيانا جزءا من المحتوى الإرهابي على منصاتها بما ليس فيه الكفاية وتتباطأ وتؤجل ذلك.. ونبه إلى أن هذا الأمر ليس له صلة بحرية التعبير على حد قوله. إلى ذلك، تطرق عضو الكونجرس الأمريكي السابق، لكيفية التعامل مع الإرهاب المحلي ومحاولة تغليب عرقية على أخرى، مستشهدا في هذا الخصوص ببعض المسائل ذات الصلة التي حدثت في الويات المتحدة الأمريكية، وداعيا إلى عدم الانجرار وراء ادعاءات وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا في هذا الخصوص. وأضاف: "ضغطنا في هذا الاتجاه لإنشاء منتدى عالمي للتصدي للإرهاب، ونرغب في فرض قيود صارمة على تلك الشركات وضبط صلاحياتها.. ونحن بحاجة لمنظمة دولية ضخمة تقود الجهود للتصدي للمحتوى الإرهابي، ولديها شراكات وجهات تحاسبها لتقوم بالأمر الصائب، وأن حماية السلامة والأمن العام يتطلب ذلك". ونبه إلى أهمية التحرك في مواجهة الإرهاب بأي شكل من أشكاله قبل حدوثه وليس بعده. كما تحدث عن جائحة كورونا /كوفيد-19/ وتأثيراتها، وما جنته الشركات من أرباح وما صاحب ذلك من تشكيك في اللقاحات ضد الفيروس.. فضلا عن لقاحات من قبل لأمراض أخرى، بنشر معلومات مضللة بشأنها، وكذا بطء تلك الشركات في التصدي للمشكلة والقيام بـ/التشفير/ ما لا يتيح لمؤسسات إنفاذ القانون الوصول للمحتوى. وجرى خلال النقاشات والحوار التطرق للدروس المستفادة والممارسات الجيدة والتحديات المستمدة من التجارب في مختلف المناطق في مواجهة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله والعنف والتطرف العنيف، والتأكيد على أهمية التعاون العالمي مع هذه التحديات وعدم التسامح بشأنها، وتفادي كل ما من شأنه نشر الكراهية وعدم الثقة بالآخر.