مؤتمر الدوحة الـ 14 لحوار الأديان ينطلق بعد غد بمشاركة دولية واسعة
Al Arab
تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، تنطلق بالدوحة بعد غد /الثلاثاء/ أعمال مؤتمر الدوحة الرابع عشر
تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، تنطلق بالدوحة بعد غد /الثلاثاء/ أعمال مؤتمر الدوحة الرابع عشر لحوار الأديان، وذلك تحت عنوان (الأديان وخطاب الكراهية بين الممارسة والنصوص)، بمشاركة نحو 300 من علماء وقادة دينيين وباحثين وأكاديميين وإعلاميين ومهتمين من 70 دولة حول العالم، إضافة إلى المشاركين من دولة قطر. ويناقش المؤتمر الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، على مدى يومين، ثلاثة محاور أساسية يتعلق الأول بخطاب الكراهية من حيث مفهومه وأسبابه ودوافعه، حيث سيتم التركيز في هذا المحور على مناقشة الخطاب الديني المتطرف، ودوره في انتشار خطاب الكراهية، والفهم الخاطئ للدين، وسبل تعزيز الخطاب المعتدل، بالإضافة إلى مسألة تصاعد وانتشار الخطابات المتطرفة لبعض رجال الدين والقيادات السياسية، وأثر ذلك على تحقق السلام العالمي. ويناقش المشاركون في المحور الثاني الذي يحمل عنوان (أنماط وأشكال خطاب الكراهية) خطورة انتشار صور خطاب الكراهية، والتحريض على العنف والإرهاب، والتوظيف السياسي لخطاب الكراهية وتداعيات انتشار هذا الخطاب على التعايش السلمي، ودوره في تفشي العنصرية، وأثر ذلك تحديدا على اللاجئين والأقليات الدينية وعلى المرأة. وفي المحور الثالث للمؤتمر المعني بـ (الدور المنشود لمواجهة خطاب الكراهية) يتناول المشاركون (دور القيادات والمؤسسات الدينية والإعلامية في مناهضة خطاب الكراهية) و(مسؤولية علماء الدين ودور العبادة في التوعية بضرورة احترام الأديان)، و(تأثير الإعلام في الحد من خطاب الكراهية)، و(القيم الدينية والأخلاقية ودورها في مواجهة خطاب الكراهية)، و(ثقافة السلام والتعايش واحترام التنوع الثقافي والديني). كما يناقش المشاركون ضمن المحور الثالث، موضوع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بتجريم خطاب الكراهية، حيث سيتم بيان حدود تطبيق حرية التعبير ومجالات حمايتها في القانون الدولي الإنساني، ودور الأطر التشريعية الدينية والقانونية في مواجهته، إضافة إلى دور المؤسسات التعليمية والتربوية وكذلك الثقافة والفنون في التصدي لهذا الخطاب، وتعزيز احترام التنوع وقبول التعددية والفهم الإنساني للآخر. وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إن مؤتمرات الدوحة التي تعقد بشكل دوري تمثل ملتقى فكريا تشاوريا بين المفكرين وممثلي الأديان السماوية، بالإضافة إلى كوكبة مختارة من علماء الأديان والأكاديميين ورؤساء مراكز حوار الأديان من مختلف أنحاء العالم. وعن موضوع المؤتمر هذا العام، أوضح أن خطاب الكراهية ينطوي على انتهاك وانتقاص لحقوق الإنسان، وهو من أهم القضايا، الدينية والإنسانية الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي، ما يتعين معه التأكيد عليها وصيانتها. وأضاف " هذا المؤتمر يهدف إلى معالجة مسألة خطاب الكراهية وأبعاده ومواقف الأديان منه، والدعوة إلى المحبة والتسامح والتعاطف، بمشاركة واسعة، وبحضور شخصيات من دول اشتهرت أو تضررت من خطاب الكراهية حول العالم". وشدد على أن مؤتمر الدوحة سيركز على المشتركات، والدعوة إلى كلمة سواء بين الديانات السماوية، لإيجاد أرضية للتعايش المشترك لمصلحة الإنسانية بشكل عام، بعيدا عن نقاش الأمور العقائدية الخاصة بكل ديانة. وقال " نركز على تعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان، ونحرص على حوار تنعكس نتائجه إيجابا على واقع أتباع الديانات المختلفة، ويسفر عن تراجع الكراهية وخاصة تجاه الإسلام والمسلمين، فيما بات يعرف بظاهرة/الإسلاموفوبيا/ أو الخوف غير المبرر من الدين الإسلامي والمسلمين مما يوفر مزيدا من التعاطف مع قضايا الأمة في البلدان غير الإسلامية، وتلك أهداف نسعى لتحقيقها وبدأت تتحقق بشكل واضح".
كما أعلن سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أنه سيتم خلال المؤتمر الرابع عشر منح (جائزة الدوحة العالمية الرابعة لحوار الأديان)، وهي الدورة الرابعة للجائزة وعنوانها هذا العام (إسهامات بارزة في نشر ثقافة الخطاب المعتدل) ليكون متوافقا مع أهداف المؤتمر. وأكد سعادته أنه تم اختيار الفائزين بالجائزة بناء على إنجازاتهم في نشر ثقافة خطاب الاعتدال، والتقريب بين الشعوب وأتباع الأديان المختلفة، ودحض خطاب الكراهية والتحريض والتمييز، والعنصرية، والتطرف، والإرهاب. وتشرف على الجائزة لجنة أمناء متخصصة مكونة من أعضاء يمثلون الأديان السماوية الثلاثة، بالإضافة إلى مسؤولين من المركز، وتختار لجنة أمناء الجائزة المحكمين من خيرة المتخصصين في مواضيعها من كل أنحاء العالم. وقد تم إطلاق جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان عام 2013، وتعد المبادرة الفريدة من نوعها في هذا المجال على مستوى العالم. وأشار سعادة الدكتور النعيمي إلى أن مركز الدوحة لحوار الأديان، المنظم للمؤتمر والمشرف على الجائزة، بات محل فخر لكل مواطن قطري ولكل عربي ومسلم في أي مكان، "حيث يعد المؤسسة الرائدة في قطر المعنية بالحوار بين الأديان والثقافات، وبناء القدرات في مجال الحوار وثقافة السلام". ولفت في سياق متصل إلى المبادرات المتنوعة لدولة قطر في مجال الحوار والتواصل بين أتباع هذه الأديان والحضارات والثقافات، مما أكسبها مكانة عالمية مرموقة وجعلها واحدة من دول العالم الأكثر تأثيرا في مثل هذه القضايا. وقال إن "دولة قطر بقيادتها الرشيدة، سباقة في كل تلك القضايا المهمة، وهي دولة تبحث دائما عن السلام والوئام، ولها إسهامات وأدوار مشهودة في هذه المجالات". وتابع إن استمرار هذا الحوار على أرض قطر، فيه إثراء لدورها الرائد الذي ظلت تضطلع به في هذا المجال، خاصة وأنها بلد متعدد الثقافات عبر الكثير من الجنسيات التي تعيش فيها أو التي تزورها أو تشارك في المؤتمرات أو الفعاليات التي تنظمها، الأمر الذي جعل من مؤتمرات حوار الأديان بالدوحة إضافة أخرى لتلك الأبعاد الإنسانية. وأكد أن من بين أهداف المؤتمر "أن ينقل للمتحاورين وجهة نظر المواطن القطري والمسلم تجاه القضايا المطروحة بشكل واضح من دون أي تنازل عن المبادئ أو عما نؤمن به، بالإضافة إلى بيان مبادئ الإسلام في دعوته إلى التسامح والمحبة والعيش المشترك ونبذ الكراهية والعدوان على غير المعتدين". وأوضح أن "عالم اليوم الذي يعيش فيه الجميع يهدده خطران أساسيان أولهما الإرهاب الذي أجمع الكل على محاربته والتصدي له، والثاني الذي لا يقل خطورة عن سابقه يتلخص في تصاعد خطاب الكراهية بكل أشكاله وصوره الإقصائية والعنصرية التي تصنف الناس حسب دينهم أو جنسهم أو لونهم". كما تطرق الدكتور النعيمي لما يجمع بين الديانات السماوية من مشتركات، مؤكدا أن جميع النصوص الدينية ضمن الكتب السماوية تدعو إلى محاربة الكراهية وإلى نشر المحبة والتسامح، لكنه رأى أن بعض الممارسات على أرض الواقع تظهر عكس ذلك، حيث تمارس الكراهية باسم الدين، وأصبحت الأديان مطية لمحاربة الأديان الأخرى، وكان خطاب الكراهية هو الوسيلة الأولى في ذلك.