أبرز الأسماء المرشحة لخلافة جونسون في رئاسة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا
Al Sharq
منذ أن أعلن السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني صباح اليوم، استقالته من زعامة حزب المحافظين الحاكم لإفساح المجال لانتخاب زعيم جديد للحزب ليحل محله في رئاسة
منذ أن أعلن السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني صباح اليوم، استقالته من زعامة حزب المحافظين الحاكم لإفساح المجال لانتخاب زعيم جديد للحزب ليحل محله في رئاسة الوزراء بحلول الخريف المقبل، وبدأ الحديث عن أبرز المرشحين لخلافته. وانبرى المحللون والمراقبون والسياسيون في طرح الأسماء المرشحة لدخول السباق لدخول مقر رئيس الوزراء في "10 داونينغ ستريت" وسط لندن بحلول الخريف المقبل، وذلك مع بدء عملية اختيار الرئيس القادم للحزب من الآن. ووفقا للقواعد المنظمة لحزب المحافظين الحاكم، ينبغي على من يرغب في الترشح لزعامة الحزب ضمان تأييد من ثمانية نواب محافظين في البرلمان، قبل أن تجرى عدة جولات تصويت من قبل نواب الحزب إلى أن يتم اختيار أكثر اسمين حصولا على الأصوات. وفي المرحلة التالية يجرى اقتراع بريدي يشارك فيه جميع الأعضاء في حزب المحافظين من عامة الشعب لاختيار الزعيم الجديد للحزب الذي سيخلف جونسون في رئاسة الوزراء أيضا. وتدور معظم الترشيحات حول عدد من الوزراء والبرلمانيين الحاليين الذين برزت أسماؤهم في الفترة الأخيرة، وتضم قائمة الأسماء التي يعتقد أنها ستترشح للمنصب الأرفع في البلاد: ** ريشي سوناك، وزير الخزانة المستقيل: يعد سوناك من أبرز الوجوه التي سلطت عليها الأضواء في الآونة الأخيرة، خاصة مع تقديمه استقالته بشكل مفاجئ أول أمس /الثلاثاء/، اعتراضا على استمرار جونسون في منصبه وبسبب "الاختلافات" بينهما حول السياسات المالية والاقتصادية التي يجب اتباعها في الفترة المقبلة للحد من تداعيات أكبر أزمة زيادة في تكاليف المعيشة تمر بها البلاد منذ عقود. ويرى محللون أن سوناك يمتلك القدرة على تقديم نفسه كمخلص لانتشال البلاد من الأزمة الطاحنة التي تمر بها والتي شهدت بلوغ التضخم أكثر من 9 بالمئة، فيما يرى آخرون أن حظوظه تأثرت بعض الشيء على خلفية الكشف مؤخرا عن تجنب زوجته دفع الضرائب على دخلها في بريطانيا نظرا لكونها غير بريطانية، فضلا عن تغريمه إثر مشاركته في إحدى الحفلات التي أقيمت في مقر رئاسة الوزراء إبان فترة الإغلاق العام فيما عرف إعلاميا بـ /بارتي جيت/. وشغل سوناك، الذي يتحدر من أصول هندية، منصب وزير الخزانة في فبراير عام 2020، وكان المسؤول عن صياغة سياسة الحكومة في التعامل مع التداعيات الاقتصادية لأزمة وباء كورونا /كوفيد-19/ وما استتبع ذلك من اقتراض الحكومة مئات المليارات للحفاظ على الاقتصاد من الانهيار. ونالت سياسته شعبية كبيرة خلال أزمة الوباء لنجاحه في الحفاظ على معدلات البطالة في مستويات منخفضة بفضل الدعم الذي قدمه للشركات للحفاظ على موظفيها وعدم تسريحهم. وفي حال فوزه بزعامة الحزب، سيصبح أول رئيس وزراء من أصول غير بريطانية يتولى المنصب السياسي الأرفع في البلاد. ** ليز تراس، وزيرة الخارجية: على الرغم من دعمها لبوريس جونسون طوال الفترة الماضية وحداثة عهدها نسبيا في المناصب الوزارية، إلا أن كثيرين يرون أن تراس تطمح لأن تصبح ثالث سيدة في تاريخ البلاد تدخل 10 دوانينغ ستريت بعد مارجريت تاتشر وتيريزا ماي. وتتمتع تراس بشعبية لدى قواعد حزب المحافظين خاصة لدورها في قيادة الجهود الدولية المناهضة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وجهودها في إبرام عدد كبير من اتفاقيات التجارة الحرة مع دول عديدة عندما كانت تتولى منصب وزيرة التجارة الدولية، وذلك بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتضم أيضا قائمة الأسماء التي يعتقد أنها ستترشح لخلافة جونسون في رئاسة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا: ** ساجد جافيد، وزير الصحة المستقيل: كان جافيد أول من وجه ضربة قاصمة للإطاحة ببوريس جونسون عندما أعلن أول أمس /الثلاثاء/ استقالته من منصبه كوزير للصحة احتجاجا على استمرار جونسون في رئاسة الوزراء، الأمر الذي فتح الطريق أمام عشرات الاستقالات في الصف الأول من الوزراء ومساعديهم ووكلاء الوزارات وانتهى باستقالة جونسون صباح اليوم. وكان جافيد من بين المتنافسين الذين وصلوا للجولات الأخيرة من انتخابات زعامة حزب المحافظين عام 2019 التي فاز بها آنذاك جونسون. وتولى جافيد، الذي يتحدر من أصول باكستانية وولد لأب مسلم مهاجر عمل محصلا للتذاكر في الحافلات العامة، منصب وزير الخزانة في حكومة جونسون، قبل أن يستقيل العام الماضي بسبب خلاف مع رئيس الحكومة حول إقالة مستشاريه في الوزارة، إلا أنه عاد مجددا للواجهة بعد تعيين جونسون له كوزير للصحة في عام 2021 ليستكمل جهود الحكومة في مكافحة وباء كورونا. ** بن والاس، وزير الدفاع: برز اسم بن والاس مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث اقترن اسمه بالجهود الرامية لتسليح أوكرانيا للتصدي للقوات الروسية ولقاءاته المتعددة مع وزراء الدفاع في الدول الغربية الحليفة لتنسيق جهود مواجهة روسيا. وقاد والاس الحملة الانتخابية لجونسون لزعامة الحزب عام 2017 ولكنه لم ينجح آنذاك، وتمت مكافأته كأحد الموالين لجونسون بمنصب وزير الدفاع عام 2019. ** توم تاجيندهات، عضو بالبرلمان: كان تاجيندهات من أكثر الأسماء التي دار حولها الحديث في السنوات الأخيرة كزعيم محتمل لحزب المحافظين. خدم تاجيندهات كضابط في الجيش البريطاني في كل من العراق وأفغانستان، وانتخب عضوا بالبرلمان لأول مرة عام 2015، ويشغل حاليا منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم منذ يناير عام 2020. ويعد تاجيندهات من المحافظين البراجماتيين المعتدلين الذين لا يميلون إلى الشعوبية. ** جيريمي هنت، وزير الخارجية السابق: تولى هنت ثلاثة مناصب وزارية منذ وصول حزب المحافظين إلى الحكم في عام 2010 وهي وزارات: الثقافة والصحة والخارجية، ويتمتع هنت بحظوظ كبيرة لما يتمتع به من شعبية بين أعضاء الحزب الحاكم، حيث حل ثانيا في السباق نحو زعامة الحزب عام 2019. ولعب هنت دورا كبيرا كرئيس للجنة الصحة في مساءلة الحكومة حول خططها للتعامل مع تفشي وباء كورونا في البلاد. وأيا ما كانت نتيجة السباق على زعامة حزب المحافظين الحاكم، تنتظر الفائز برئاسة حزب المحافظين والذي سيكون الساكن الجديد في 10 داونينغ ستريت، تحديات ضخمة على مستوى الحزب والحكومة في آن واحد. فالزعيم الجديد للحزب سيكون مطالبا برأب الصدع الذي سببته الانشقاقات الواسعة التي تركتها زعامة جونسون على مدار الأشهر الماضية. ولكن الوقت لن يكون في صالحه، فالانتخابات المقبلة مقررة بعد عامين وشعبية الحزب في تراجع كبير أظهرته نتائج الانتخابات المحلية والبرلمانية الفرعية التي جرت خلال الشهرين الماضيين، فضلا عن أحدث استطلاعات الرأي التي تشير إلى تدهور شعبية المحافظين لأدنى مستوى منذ فوزهم الساحق في انتخابات عام 2019. وعلى مستوى الحكومة، سيتعين على رئيس الوزراء الجديد اتخاذ قرارات سريعة تحظى بشعبية كبيرة لاحتواء سخط المواطنين جراء أزمة غلاء المعيشة غير المسبوقة منذ عقود، حيث لم تنجح الإجراءات التي اتخذتها حكومة جونسون حتى الآن في كبح جماح التضخم الذي بات يؤرق البريطانيين. أما على المستوى الدولي، فستبقى أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا وقدرة بريطانيا على مواصلة دعمها العسكري والاقتصادي لكييف تحديا طويل الأمد لرئيس الوزراء المقبل في ظل قيادة بريطانيا مع الولايات المتحدة الجهود الدولية المناهضة لروسيا. وعلى الرغم من تعدد التحديات الداخلية والخارجية الماثلة أمام رئيس الوزراء القادم، إلا أن أهمها، وربما أصعبها، يبقى استعادة ثقة البريطانيين في الطبقة السياسية الحاكمة، والتي تراجعت بشكل كبير في ظل مسلسل من الأزمات السياسية المتوالية التي كان بطلها جونسون، والتي أدت في نهاية المطاف إلى سقوطه السريع.